أجرى وزير الخارجية الليبي الدكتور علي عبد السلام التريكي مشاورات هامة في مصر والسودان خلال اليومين الماضيين حول تحريك المبادرة المصرية الليبية التي تهدف لايجاد حل للنزاع السوداني. وعقب عودته من الخرطوم في طريقه الى طرابلس التقته «الشرق الأوسط» بالقاهرة حيث اكد انه لا توجد أية مبادرات أخرى مطروحة بالنسبة للسودان سوى المبادرة المصرية ـ الليبية والتي وافقت عليها جميع الاطراف بجدية وترغب في انجاحها.
وأوضح الوزير الليبي ان لجنة المبادرة اجتمعت وقدمت بعض الاستفسارات الى الاطراف المعنية، وجاء الرد حتى الآن من حزب الامة والحكومة السودانية التي ابدت استعدادها لتسمية المشتركين في مؤتمر الوفاق الوطني السوداني، وكذلك لعقد المؤتمر خلال الشهر المقبل، فيما لا تزال اللجنة المشتركة تنتظر رد التجمع الوطني الديمقراطي (تحالف المعارضة). وقال التريكي «نحن نرى انه من الافضل عقد هذا المؤتمر في الاسبوع الثاني من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل وحتى تستكمل خطوات الوفاق وانتظاراً لرد التجمع الذي ابلغنا بأنه سوف يرد على الاستفسارات التي قدمت اليه من اللجنة المشتركة بعد اجتماع هيئة قيادة التجمع السوداني الذي ينعقد خلال الايام المقبلة».
وحول مسألة استمرار اطلاق النار بين الحكومة وقوات الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق قال «ان الحرب مستمرة حتى نصل لحل سياسي وبالتالي نحن نسعى للوصول لهذا الهدف حتي نوقف الحرب ويتم تثبيت وقف اطلاق النار». وحول نتائج زيارته للسودان قال «لقد التقيت مع الرئيس عمر حسن البشير ومع وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وقمت بالتشاور مع وزير الخارجية المصري احمد ماهر وسوف تعقد لجنة المتابعة في ديسمبر (كانون الاول) المقبل وسوف نعيد التشاور حول ما تم التوصل اليه من خطوات الوفاق الوطني ونحن على استعداد لقبول أي جهد اضافي لحل المشكلة السودانية سواء كان هذا الجهد افريقي أو غير افريقي، المهم ان تكون المساعدة والمساهمة في اطار وحدة التراب السوداني وفي اطار المبادرة المصرية ـ الليبية المشتركة».
وعن موقف ليبيا من المبعوث الاميركي لشؤون السودان قال «وفق ما ابلغتنا به حكومتي مصر والسودان بأن المبعوث الاميركي جون دانفورت لا يحمل اي مبادرات اميركية جديدة بالنسبة للسودان وانما لديه بعض الافكار كما ان واشنطن لا تعارض المبادرة المصرية الليبية». وعن موقف ليبيا بشأن الحملة الدولية لمكافحة الارهاب قال ان «ليبيا ضد الارهاب والارهابيين وقد ادان العقيد معمر القذافي عملية نيويورك وواشنطن وعرض تقديم المساعدة وطرح اهمية عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب وتعريفه ومحاصرته». واشار الى ان ليبيا ليس بها ارهاب ولا ارهابيين وتحل قضاياها عبر الحوار والتفاهم، ورحب التريكي بالحوار مع الولايات المتحدة في أي وقت حتى يمكن التوصل لنتائج ايجابية، ووصف علاقات بلاده مع مصر بأنها ممتازة وتسير في طريق التطوير المستمر.