الحص: موقف ساترفيلد من الانتفاضة وقوع في شرك اللوبي الصهيوني

TT

اعرب الرئيس السابق للحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص عن خيبة امله للتصريحات التي ادلى بها سفير الولايات المتحدة السابق في لبنان ديفيد ساترفيلد في واشنطن (اول من امس) ووصف فيها الانتفاضة الفلسطينية، بأنها «عملية ارهاب مدروسة». ورأى الحص في تصريحات ساترفيلد، الذي هو الآن نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط «وقوعاً في شرك اللوبي الصهيوني المتحكم بسياسة واشنطن» وتساءل «كيف لا يرى ساترفيلد الارهاب الاسرائيلي الذي ينفذ بالاسلحة الاميركية وبدعم لا حدود له من الادارة الاميركية» واعتبر «ان اميركا شريك في الارهاب الاسرائىلي ومسؤولة عنه مباشرة».

وأضاف الحص في تصريح له امس، «فوجئنا بالهجوم الذي شنّه سفير اميركا السابق لدى لبنان دايفيد ساترفيلد على الانتفاضة الفلسطينية ناعتاً اياها بالارهاب. وكانت خيبتنا بهذا الموقف مضاعفة لاننا كنا نأنس في صاحبه شيئاً من التفهّم لقضايانا عندما كان بين ظهرانينا. ولا تفسير لهذا التحوّل سوى وقوع صاحبه في شرك ضغط اللوبي الصهيوني المتحكم بسياسة واشنطن، وعجباً كيف لا يرى السيد ساترفيلد الارهاب البربري الذي تمارسه اسرائيل على اصحاب الحق في ارضهم التي تحتلها وتستوطنها وتعيث في شعبها المنكوب قتلاً وتشريداً وتنكيلاً. وادهى ما في الامر ان اسرائيل تنفّذ كل ذلك بالاسلحة الاميركية الفتّاكة وتحت غطاء دعم سياسي ودبلوماسي ومادي لا حدود له من الادارة الاميركية».

واضاف رئيس الحكومة اللبنانية السابق: «ان اسرائيل هي اعتى قوة ارهابية في العالم، وعلى رأسها اليوم الارهابي الاول بلا منازع، ذلك السّفاح (يقصد ارييل شارون) الذي ولغت يداه في دماء اللبنانيين والفلسطينيين عبر عقود من الزمن. ونحن لا ننسى ان ذلك السفّاح كان على رأس الحملة الهمجية على لبنان التي توّجها بحصار مدمّر لبيروت ومجزرة صبرا وشاتيلا. ان اميركا تدعم الارهاب الاسرائيلي الجامح، ومن يدعم الإرهاب فهو إرهابي». وخلص الحص الى القول: «ان فلسطين هي عنوان كبير لظلم تاريخي فادح سيبقى وصمة عار على جبين الحضارة الغربية. والانتفاضة الفلسطينية هي أشرف حركة تحرر في العصر الحديث، فالشعب الفلسطيني، ومن ورائه العرب اجمعون، لن يرضى بإهدار حقه في الحياة. واذا كان بعض الحكام العرب متخلّفين عن ركب شعوبهم في نصرة قضية فلسطين، فإنهم سيضطرون الى اللحاق بالركب ان عاجلاً ام آجلاً. فالتاريخ لا يرحم».

الى ذلك، أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين التصريحات التي ادلى بها ساترفيلد، معتبرة ان هذه التصريحات «تؤكد من جديد حقيقة الموقف الاميركي المنحاز بشكل كامل الى جانب اسرائيل وعدوانها المتواصل ضد الشعب الفلسطيني». ورأت الجبهة في بيان اصدرته امس «ان هذه المواقف تتناقض مع ما سبق واعلنته الادارة الاميركية بشأن امكانية اعترافها بدولة فلسطينية، مؤكدة ان الاختبار العملي للمواقف الاميركية بشأن الدولة الفلسطينية هو بالتزام قرارات الشرعية الدولية، والضغط على اسرائيل لاجبارها على الالتزام بهذه القرارات». ودعت الجبهة الديمقراطية الادارة الاميركية الى «تغيير سياستها الخاصة بالشرق الاوسط وانتهاج سياسة اكثر اتزاناً وعدلاً ووقف سياسة المعايير المزدوجة والتمييز بين الارهاب والمقاومة».