دمشق: الشرع بحث مع ادوارد ووكر آخر مستجدات المنطقة

والعاصمة السورية تستضيف اليوم اجتماع وزراء الخارجية العرب

TT

بحث وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في دمشق امس مع مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط إدوارد ووكر المستجدات الإقليمية والدولية في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. ومن جهة ثانية، تجمع في العاصمة السورية عدد من وزراء الخارجية العرب ومعهم السيد عمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية بهدف مناقشة الاوضاع الاقليمية والدولية وفي مقدمها مصير النزاع العربي الاسرائيلي والحملة التي تقودها الولايات المتحدة حالياً ضد الارهاب. الناطق باسم الخارجية السورية افاد امس أن مباحثات الشرع ـ ووكر، التي حضرها السناتور الاميركي السابق والسفير السابق في المملكة العربية السعودية وايش فاولر تناولت «الظروف المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة جراء سياسة القمع وإرهاب الدولة التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية».

وكان ووكر قد عقد مؤتمراً صحافياً قبيل اجتماعه مع الوزير الشرع ابدى فيه بعض التشاؤم إزاء مسألة إنعاش عملية السلام في الشرق الأوسط في الوقت الحالي «بسبب ارتفاع وتيرة العنف في المنطقة». واكد ووكر في كلامه على «ضرورة تدخل الولايات المتحدة بغية احتواء الوضع الراهن» ومشيراً في الوقت ذاته الى انه «لا وجود لموقف واضح بهذا الصدد لدى الإدارة الأميركية».

وأجاب ووكر رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» خلال المؤتمر الصحافي قائلاً «ما لم يكن هناك موقف واضح من الإدارة الأميركية، سيكون من الصعوبة بمكان أن يجد الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي حلاً لمشكلتهما بمفردهما، وانا لا أتوقع حالياً أي موقف أميركي سريع». وشدد ووكر من ناحية ثانية على «ضرورة العودة إلى «خطة ميتشل» لتسهيل المفاوضات الرامية لتحقيق السلام في هذه المنطقة». ورداً على سؤال آخر لـ«الشرق الأوسط» حول ما يمكن أن يكون عليه الموقف الأميركي بالنسبة للعودة إلى المفاوضات قال ووكر «حالياً لا تغيير في الموقف الأميركي، وإذا كان هناك حقاً موقف أميركي جديد، فهذا الموقف لم يعلن بعد». ورأى ووكر أنه إلى جانب القضايا التي «يجب على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي معالجتها» مثل مسألة القدس والحدود والأمن واللاجئين، «فإن الأمور بدأت تسوء منذ انتخاب آرييل شارون، حيث بدأ الشك يسري في قلوب الفلسطينيين والإدارة الفلسطينية وانعدام الأمل لديهم بأن يكون هناك خط واضح في المفاوضات وفي موقف الإدارة الأميركية»، واردف «من الصعب تحقيق أي شيء للطرفين يتفق مع آمالهم ومتطلباتهم، ما لم يكن هناك خط واضح لسير المفاوضات، ولا أظن أنه سيكون هناك أي تقدم في هذا المجال». ورداً على سؤال آخر، قال ووكر «إن الشعب الأميركي اكتشف بعد هجوم 11 سبتمبر (ايلول) أنه غير مُحصَّنٍ ضد ما يحصل في أجزاء أخرى من العالم، كما اكتشف أن ما يحصل في جزءٍ بعيدٍ من العالم، يؤثر بشكل أو بآخر في حياته، الأمر الذي أحدث اهتماماً متزايداً بالحصول على معلومات حول الشرق الأوسط، بالذات، بعدما كان هذا الاهتمام مقصوراً على النخبة السياسية الاميركية فقط، وهذا يعني وجود ثغرة في المعلومات لدى الشعب الأميركي نتيجة جهله لما يحصل في الشرق الأوسط».

واقر ووكر أنه بالإضافة إلى ذلك فإن المواطن الأميركي العادي «لا يهتم تماماً بما يحصل في الشرق الأوسط، في حين يركز اهتمامه على ما حدث في نيويورك وما يحدث الآن في أفغانستان»، واشار إلى أن وسائل الإعلام الأميركية لا تغطي ما يحصل في المدن الفلسطينية التي تقصف بالدبابات في حين تركز على الوضع الراهن في أفغانستان. غير أن المسؤول الأميركي السابق ـ الذي يشغل الآن منصب المدير التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن ـ أضاف أن الشعب الأميركي اخذ يدرك الآن أن ما حصل في نيويورك له علاقة بالقضية الفلسطينية». ومن ثم دعا ووكر إلى «التخلي عن الصيغ القديمة في إخبار الناس بما يحدث»، وطالب وسائل الإعلام في الشرق الأوسط بالمساعدة في هذا المجال في محاولة «لملء الثغرة في معلومات الأميركيين.. وهذا مرهون بشكل كبير بجهود الإعلاميين العرب».

اما السناتور والسفير السابق فاولر ـ وهو الآن رئيس مجلس أمناء معهد الشرق الأوسط ـ فرد من جهته على سؤال يتصل برد الفعل السعودي حيال الدعوة الأميركية لمكافحة الإرهاب فقال «ان المملكة العربية السعودية مصممة على مساعدة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب باعتبار أن لها مصلحة في ذلك وانها بصفة خاصة تعرضت لعملين إرهابيين عامي 1995 و1996». وأضاف فاولر «إن وزير الخارجية الأميركي كولن باول سبق أن أعلن أن السعودية متعاونة مع الحكومة الأميركية من أجل التخلص من الإرهاب، وإن كانت تمارس هذا التعاون على طريقتها». ثم شدد على اهمية أن تكون عملية مطاردة الإرهابيين عمليات سرية بغية تحقيق نجاح أفضل.

* اجتماع وزراء الخارجية

* في هذه الاثناء التقى في دمشق عدد من وزراء الخارجية العرب تأهباً للاجتماع المقرر اليوم لمناقشة الوضع في الشرق الاوسط والحملة الاميركية العسكرية ضد الارهاب. وينتظر ان يحضر مداولات الاجتماع وزراء خارجية كل من سورية ولبنان ومصر والمملكة العربية السعودية والاردن والبحرين واليمن تونس والمغرب بجانب مسؤول الشؤون الخارجية الفلسطيني فاروق القدومي وامين عام الجامعة العربية عمرو موسى. هذا وباشر عدد من الوزراء الحاضرين امس جولات مشاورات وبحث حول مناقشات اليوم. وسبق ان نقل عن موسى قوله «ان الدول العربية ترفض بالإجماع توسيع الحرب وضرب اي دولة عربية»، في حين اشارت مصادر مقربة من الاجتماع ان التلميحات الاميركية والبريطانية الى قبول واشنطن ولندن بقيام دولة فلسطينية ستتصدر جدول اعمال مناقشات اليوم.