المعارضة الأفغانية تشتبك في معارك ضارية مع قوات طالبان قبل أن تدخل مزار الشريف وتسيطر على مطارها

فضل الرحمن خليل زعيم حركة «المجاهدين» الكشميرية يدخل مع أنصاره أفغانستان

TT

قال متحدث باسم التحالف الشمالي الافغاني امس ان قوات التحالف المعارض لحركة طالبان الحاكمة في افغانستان دخلت مدينة مزار الشريف الشمالية الاستراتيجية بعد يوم من القتال الضاري. وقال المتحدث اشرف نديم في اتصال هاتفي: «قوات التحالف استولت امس على المطار ودخلت المدينة، وقوات طالبان تفر باتجاه كابل». ولم يتسن على الفور التحقق من صحة النبأ من مصادر مستقلة. ومن شأن سقوط مزار الشريف ان يوجه ضربة قوية لطالبان بعد 34 يوما من الغارات الاميركية. وتقع مزار الشريف على طريق الامدادات الحيوي بين كابل وأوزبكستان.

ومن جهته اعلن الجنرال عبد الرشيد دستم احد قادة المعارضة الافغانية المسلحة لنظام طالبان مساء امس في مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن» ان قواته دخلت الى مزار الشريف.

الى ذلك أعلن متحدث باسم حركة طالبان ان الطائرات الاميركية قصفت امس جنوب مزار الشريف لدعم هجوم قوات المعارضة على هذه المدينة الاستراتيجية شمال افغانستان. ونقلت وكالة الانباء الافغانية الاسلامية عن هذا المتحدث قوله ان «الطائرات الاميركية القت كمية كبيرة من القذائف بهدف دعم هجوم قوات المعارضة على المدينة» ووصف هذه الغارات بـ«الوحشية». وأوضح ان قوات طالبان «تمسك تماما بمواقعها».

واكد متحدث باسم تحالف الشمال ان المعارضة الافغانية المسلحة باتت تسيطر على مطار مزار الشريف العسكري في شمال افغانستان. فيما اشار مصدر مقرب من طالبان امس ان قوات الحركة ترسل تعزيزات الى هذه المدينة.

وحسب وكالة الانباء الافغانية الاسلامية، فان القصف الاميركي استهدف قلعة جانغي على بعد عشرة كلم من مزار الشريف، اضافة الى كود البورك وشاسما صفا على بعد نحو عشرين كلم من مزار الشريف.

وأوضح اشرف نديم المتحدث باسم القائد عطا محمد ان رجاله تقدموا باتجاه اطراف المدينة ووسطها. واضاف ان الطيران الاميركي يواصل قصف مواقع طالبان في محيط المدينة بعنف.

واضاف نديم «عند الساعة السادسة من صباح امس بدأ الهجوم الجوي والبري لقوات المعارضة وحلفائهم الاميركيين على مواقع الطالبان، انطلاقا من «شيشما الشفا» التي تبعد حوالي عشرين كيلومترا عن المدينة.

وقال ان «معنويات قواتنا جيدة جدا وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا من مزار الشريف فان معظم السكان المدنيين قد غادروها».

واعلن نديم ان «الرئيس برهان الدين رباني ووزارة دفاع تحالف الشمال اعلنوا عفوا عاما عن الذين ساندوا الطالبان». واشار الى انه «لم يتم تعذيب أي من اسرى طالبان»، مضيفا ان «الطالبان الذين يقعون في الاسر سيحاكمون وفقا للشريعة».

غير ان متحدثا باسم حركة طالبان افاد امس ان الحركة الحاكمة ارسلت تعزيزات الى مدينة مزار الشريف الاستراتيجية (شمال افغانستان) عاصمة اقليم بلخ، وتستعد للقتال دفاعا عن هذه المدينة التي تضم نحو 200 الف نسمة. ووصف المتحدث باسم طالبان مزار الشريف بانها الرهان الكبير في المعارك مع المعارضة المسلحة.

وتواجه قوات المعارضة مقاومة قوية من حركة طالبان التي تسيطر على هذه المنطقة الاستراتيجية منذ ثلاث سنوات. وقال احد قادة تحالف الشمال وهو ائتلاف اقليات عرقية من شمال البلاد خصوصا ان قواته باتت متمركزة على بعد حوالي عشرين كيلومترا جنوب مزار الشريف. وقال قائد آخر ان لديه مواقع متقدمة على بعد سبع كيلومترات شمال غرب المدينة.

وقال مراسل لرويترز ان الطائرات حلقت ايضا فوق العاصمة الافغانية كابل لبضع ساعات واسقطت ثماني او تسع قنابل على المدينة. واصابت بضعة صواريخ مشارف كابل.

وقال مسؤولون ان القصف الليلي استهدف أيضا مدنا في انحاء متفرقة من افغانستان. وقال مسؤول بوزارة الاعلام ان 15 مدنيا قتلوا وجرح 25 آخرون عندما سقطت قنبلة بعد ظهر امس على مستشفى في مدينة قندهار الجنوبية وهي المعقل الرئيسي لحركة طالبان وزعيمها الملا محمد عمر. واضاف ان بضعة اشخاص آخرين قتلوا اثناء سفرهم على ممر استراتيجي الى الغرب من كابل.

وفي واحدة من اعنف ليالي القصف في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة منذ 34 يوما على حركة طالبان الافغانية الحاكمة قصفت موجات من الطائرات الحربية مواقع على الخطوط الامامية لطالبان حتى ساعة مبكرة من صباح امس. وقال شهود انهم سمعوا اصوات انفجار 40 قنبلة على الاقل على الخطوط الامامية التي يتحصن فيها مقاتلو طالبان في مواجهة قوات التحالف الشمالي المعارض.

وهزت اربعة انفجارات ضخمة الارض في بلدة جبل السراج الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من الخطوط الامامية في حوالي الساعة السادسة صباحا.

وكثف الطيران الاميركي غاراته على قرى تقع تحت سلطة حركة طالبان على خط الجبهة شمال كابل منتصف امس. والقت طائرتان من طراز «إف ـ 18» ظهر امس 11 قنبلة قوية المفعول على الاقل على قريتي رويشت واوخلاك على الطرف الاقصى الغربي من خط الجبهة الفاصل بين طالبان وقوات تحالف الشمال في سهل شمالي.

وحلقت الطائرات بصورة غير اعتيادية على علو منخفض جدا وتوالت على الانقضاض والقاء قنابلها. وسمعت الانفجارات من مسافة 3 كيلومترات وغطت سحابة من الدخان مناطق واسعة فوق القريتين.

وبدأ الطيران الاميركي قصفه على الجبهة الشمالية فجرا واستهدف القصف منذ الساعة (30،01 بتوقيت جرينتش) المنطقة الجنوبية من سهل شمالي. وواصلت طائرتان على الاقل الغارات صباحا حيث دوت ثمانية انفجارات في المنطقة نفسها.

وكثف الطيران الاميركي منذ مطلع الاسبوع غاراته على مواقع حركة طالبان التي تسيطر على ممرات العبور الثلاثة التي تؤدي الى العاصمة من الشمال حيث يمر خط الجبهة.

وفي غضون ذلك نفى زعيم معارض أفغاني تعرض لهجوم من قوات طالبان في جنوب افغانستان، تدخل طائرات هليكوبتر اميركية لمساعدته على الهرب، وكان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي اشار الاسبوع الماضي، الى ارسال طائرات عسكرية أميركية لانقاذ حميد كرزاي. وقال كرزاي البالغ من العمر 43 عاما، وهو زعيم قبلي أفغاني معروف ينتمي الى جماعة البشتون العرقية، انه ما زال موجودا داخل افغانستان ولم يغادرها. واوضح كرزاي ان التدخل الاميركي بالطائرات ربما كان ضمن غارة على اهداف قريبة لطالبان، ولكن لم تكن موجهة اساسا لإنقاذ حياته. وكان كرزاي الذي عاش في المنفى في باكستان منذ منتصف التسعينات، يعمل داخل أفغانستان منذ أسابيع لاقناع زعماء البشتون بالتمرد ضد طالبان، طبقا للمعلومات التي ادلى بها اقاربه.

وكان كرزاي ومجموعة من انصاره قد تعرضوا لهجوم من قوات طالبان الاسبوع الماضي، وهم يغادرون اجتماعا عقد مع شيوخ القبائل في اقليم اروزجن في جنوب وسط البلاد. من جهة اخرى اشار مراسل «البي.بي.سي» في العاصمة الافغانية الى ان قيادات طالبان يتحركون في مجموعات صغيرة داخل وخارج كابل، لتفادي الغارات الاميركية للتحالف الدولي. وأشار بعد خمسة اسابيع من القصف الى ان قيادة طالبان ما زالت تتمتع بشبكة من الاتصالات مع مقاتليها على الجبهة الامامية. وأشار نقلا عن مصادر الحركة الحاكمة ان الغارات النهارية شملت كذلك مشاركة طائرات هليكوبتر، مما يعني تأكيد السيادة الجوية للتحالف الدولي، بعد القضاء على المضادات الارضية. وعن سير الحياة فى كابل قال المراسل ان المواطنين الافغان الذين يقطنون العاصمة هادئون وإن كان عددهم قد تقلص عن ذي قبل، موضحا ان المواطنين الافغان باتوا الآن منشغلين بمشكلاتهم الحياتية بعد ان تضرر الاقتصاد بدرجة كبيرة بفعل عشرين عاما من القتال وموجة جفاف استمرت ثلاث سنوات. وفي اسلام اباد قالت مصادر قريبة من جماعة باكستانية تؤيد طالبان وتقاتل في كشمير ومدرجة في قائمة اميركية للمنظمات «الارهابية»، ان زعيم الجماعة دخل افغانستان. واضافت المصادر ان مولانا فضل الرحمن خليل زعيم جماعة حركة المجاهدين الكشميرية دخل افغانستان اول من امس مع مجموعة صغيرة من اتباعه. ولم يظهر خليل منذ عدة اسابيع كما يقول حزبه وانه لا يعرف شيئا عنه منذ فترة.

وكانت واشنطن جمدت اموال الجماعة المدرجة منذ اعوام على قوائم «المنظمات الارهابية» بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) على واشنطن ونيويورك. وقتل اكثر من 35 من اعضاء حركة المجاهدين الشهر الماضي في كابل عندما سقطت قنبلة على المكان الذي ينزلون فيه. ودفن بعضهم في كابل لكن تم تهريب جثث بعضهم الى باكستان.

ودخل الاف المسلحين الباكستانيين الموالين لطالبان افغانستان للقتال بجوار الحركة الحاكمة التي تواجه هجمات تقودها الولايات المتحدة. وتحدى المقاتلون الباكستانيون حظرا فرضته حكومتهم على انضمامهم لقوات طالبان. ولا تستطيع الحكومة الباكستانية ان توقف تماما عبور مواطنيها الى افغانستان من مناطق قبلية على طول الحدود وهي مناطق تتمتع بشبه حكم ذاتي منذ الاستعمار البريطاني.

وفي موسكو نفت روسيا مجددا مشاركة ضباط وعسكريين روس فى العمليات العسكرية التى ينفذها التحالف الشمالي ضد حركة طالبان فى أفغانستان. واعلن الناطق باسم وزراة الدفاع الروسية فى تصريح له امس ان الموقف الروسي من المسألة الافغانية عبر عنه الرئيس فلاديمير بوتين برفضه مشاركة العسكريين الروس وتحت أي ظروف في تنفيذ العمليات العسكرية فى افغانستان، مشيرا الى أن نشاط روسيا يقتصر فقط على تقديم المعلومات الاستطلاعية للتحالف الشمالي، وفي حال الضرورة فإن روسيا يمكنها المشاركة في عمليات الانقاذ في افغانستان.