بوش: نخوض الحرب ضد الإرهاب لإنقاذ المدنية وأميركا أصبحت أقل براءة من السابق وأكثر اتحادا

دعا إلى تشكيل نظام دفاع مدني يعمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية

TT

دعا الرئيس الاميركي جورج بوش الاميركيين الى تحمل مسؤولياتهم والقيام بدورهم في الحرب ضد الارهاب على الجبهة الداخلية، وان يقوم كل مواطن بما يقدر عليه في هذه الحرب التي «لم نسع اليها، ولكننا سنقاتل فيها حتى نحرز النصر على الذين اعلنوا الحرب ضد المدنية».

جاء ذلك في الخطاب الذي وجهه الرئيس بوش الى الاميركيين ليلة اول من امس من مدينة اتلانتا في ولاية جورجيا، وخصص معظمه للحديث عن مواجهة الارهاب ومكافحته داخليا، وما تحقق على صعيد الارهاب البيولوجي الذي تمثل في الرسائل المفخخة ببكتيريا «الجمرة الخبيثة» التي ارسلت الى عدة جهات داخل الولايات المتحدة قبل حوالي شهر، وهي التي وصفها الرئيس بوش بانها «الموجة الثانية من الهجمات الارهابية» بعد التفجيرات التي وقعت في واشنطن ونيويورك في الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي.

واعلن الرئيس بوش لشعبه، ان مرحلة وزمنا جديدا بدأ عقب التفجيرات الارهابية، يتطلب مسؤوليات جديدة. وخاطب الاميركيين قائلا: «لقد دخلنا عهدا جديدا، وهذا العهد الجديد يتطلب مسؤوليات جديدة من الحكومة ومن شعبنا، فعلى الحكومة مسؤولية حماية مواطنينا، وقد بدأت بالامن الداخلي»، وسرد ما تم اتخاذه من اجراءات حتى الآن لمكافحة الارهابيين في الداخل، وضمان امن وسلامة الاميركيين والمنشآت والمطارات والمصالح الاميركية المتعددة، وما تقوم به الاجهزة الامنية والاستخبارية والصحية على هذا الصعيد.

وبالنسبة لمسؤولية الاميركيين قال ان كل مواطن يستطيع المشاركة في هذه الحرب في المجال الذي يعنيه ويقدر عليه. وحث على التطوع في كل ميدان وتقديم الخدمات، بالاضافة الى الاستمرار في حالة من الحذر واليقظة، وفي الوقت نفسه مواصلة العمل والحياة بشكل معتاد، وعدم السماح للارهابيين بأن يحققوا اهدافهم في شل حياة الاميركيين ونمط حياتهم. وقال: ان هذه الحرب لا تدور على الجبهة الخارجية فقط، وانما في الداخل ايضا.

وفي حثه الاميركيين وطمأنتهم بأن النصر سيتحقق في هذه الحرب، قال ان الولايات المتحدة اليوم اقوى واكثر اتحادا مما كانت عليه قبل الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي. وقال: «اننا اليوم بلد مختلف عما كان عليه في العاشر من سبتمبر، (اي قبل التفجيرات)، واقل براءة، واقوى واكثر اتحادا في وجه التهديدات الراهنة، واكثر عزما وتصميما.. وان امتنا تواجه تهديدا لحريتنا.. واننا هدف لاعدائنا الذين يريدون قتل كل الاميركيين، وكل اليهود وكل المسيحيين.. وقد رأينا مثل هذا التهديد في السابق (اشارة الى تهديد النازية)، وان الرد الوحيد الممكن هو مواجهته، والحاق الهزيمة به».

وحمل الارهابيين مسؤولية الحرب الراهنة فقال: «اننا نقوم بهذه الحرب لانقاذ المدنية، ولم نسع اليها (الحرب) ولكن علينا ان نخوضها، وسننتصر فيها».

وقال: ان حركة طالبان اختارت مواصلة ايواء ودعم الارهابيين، وانهم يدفعون الآن ثمن قرارهم، «واننا نطارد ونلاحق المجرمين القتلة، وسنجلبهم للعدالة».

وحث الاميركيين على التفريق بين اتباع الحذر واليقظة، وبين العيش في حالة من الرعب والفزع وقال: «ان هذه الامة (الاميركية) لن تعيش في رعب وفزع.. وان التحذير من عمليات ارهابية لا يعني التوقف عن الحياة الطبيعية، ولكنها دعوة للحذر». واكد ان حكومته تقوم بمسؤولياتها في محاربة الارهاب داخليا وخارجيا، وانها تعمل وتقوم بكل ما تقدر عليه لمنع وقوع اي اعمال او هجمات ارهابية جديدة. واعلن الدعوة الى انشاء نظام دفاع مدني، يشتمل على قوة من المتطوعين لمواجهة حالات الطوارئ والتعامل معها، جنبا الى جنب مع الاجهزة والمؤسسات الامنية والقانونية والطبية التي تقوم بمسؤولياتها وواجباتها.

وكرر التأكيد ان بلاده تخوض الحرب ضد الارهاب من اجل حماية وانقاذ المدنية من هذا الخطر، وقال ان بلاده تحرز تقدما في هذا الحرب على الصعيدين خارجيا وداخليا، وحاول التخفيف من حدة الانتقادات التي اخذت ادارته تواجهها مؤخرا فيما يتعلق بالعمليات العسكرية في افغانستان ومن انها لم تحقق التقدم المنشود ولا تسير بالشكل الصحيح.

وحث الكونغرس على القيام بدوره لانجاح الحملة العسكرية خارجيا ومحاربة الارهاب داخليا وطلب منه الموافقة على العديد من الاجراءات والخطوات الاقتصادية والامنية التي تقدمت بها ادارته، ودعا الى الترفع عن الخلافات الحزبية، في مواجهة هذا الخطر، كما حث الكونغرس على الموافقة بسرعة على مشروع قانون جديد لتعزيز امن وسلامة المطارات والطائرات الاميركية.

واشاد في خطابه بابطال اميركا الجدد وهم عمال الاغاثة والمطافئ والشرطة ورجال الخدمة المدنية الذين يعملون ويساهمون في تحقيق الانتعاش في البلاد، واشاد بعمال مصلحة البريد الذين طالتهم الموجة الثانية من الهجمات الارهابية اي نشر «بكتيريا الجمرة الخبيثة» عبر الرسائل البريدية.

واعلن عن تشكيل فريق مهمته تقديم التوصيات بخصوص تشديد الاجراءات الامنية على المستوى المحلي، من ضمنها تقديم افكار عن كيفية جعل المدارس والبيوت والمرافق العامة اكثر امنا.

واشاد بشجاعة ركاب طائرة «يونايتد اميركان» الذين اشتبكوا مع الخاطفين مما ادى الى سقوطها وتحطمها في ولاية بنسلفانيا، قبل ان تضرب هدفها مثل الطائرات الثلاث الاخرى. وكرر العبارة التي نقلت عن احد الركاب قبل الهجوم والاشتباك مع الخاطفين داخل الطائرة ودعوته الركاب بقوله «فلننطلق».

وختم الرئيس بوش خطابه للاميركيين مستخدما نفس العبارة قائلا لهم «فلننطلق».