الأمم المتحدة: إجراءات أمنية غير مسبوقة لحماية اجتماعات الجمعية العامة اليوم

TT

سيشهد مبنى الامم المتحدة اليوم (السبت) اكثر اجراءات امنية مشددة في تاريخ المنظمة منذ انشائها قبل 54عاما عندما يلتقي الرئيس الاميركي جورج بوش وقادة دول العالم لمناقشة الارهاب عقب هجمات 11سبتمبر (ايلول) الماضي على نيويورك وواشنطن. وتأتي هذه الاجراءات الامنية في ظل مخاوف من بكتريا الانثراكس المسببة لمرض الجمرة الخبيثة، الى جانب بيانات اسامة بن لادن التي ادان فيها منظمة الامم المتحدة. وتشتمل الاجراءات الامنية على شاحنات مملوءة بالرمال على زوايا الشوارع لمنع وقع تفجيرات باستخدام سيارات مفخخة. ويجوب عدد من الزوارق نهر «ايست» تحسبا لأي هجوم محتمل من داخل النهر، كما تظهر مجموعات من قوات الشرطة والاجهزة الامنية لحراسة الوفود. ومن المقرر كذلك اخلاء المجال الجوي الواقع فوق مبنى الامم المتحدة مع الاستعانة بالكلاب المدربة على كشف اماكن المتفجرات عن طريق حاسة الشم.

وكان فريد ايخارد، الناطق الرسمي باسم الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، قد صرح بأن الاجراءات الامنية التي يشهدها لقاء اليوم لم يسبق لها مثيل بسبب المهددات الكبيرة. ومعلوم ان اجتماع الجمعية العامة السنوي، الذي تشارك فيه وفود من الدول الاعضاء الـ189 قد تأجل عقب هجمات 11سبتمبر، ومن المقرر ان يستمر ابتداء من اليوم حتى يوم الجمعة المقبل.

وكان اسامة بن لادن قد وصف في شريط فيديو الامين العام للامم المتحدة، كوفي انان، بـ«المجرم»، كما قال كذلك ان معظم المعاناة في اراضي المسلمين خلال العقود الاخيرة تسببت فيها الامم المتحدة. وادان بن لادن القادة العرب الذين يعملون في المنظمة.

وشددت الاجراءات الامنية المشددة اصلا على مبنى الامم المتحدة الذي يشبه القلعة وذلك عقب هجمات 11سبتمبر، اذ اوقفت رحلات الزوار يوم الاربعاء الماضي، واغلقت الطوابق التي كانت تفتح عادة للعامة او لوسائل الاعلام، فضلا عن مضاعفة عدد الاجهزة المستخدمة في كشف الاسلحة المخبأة، فحتى السفراء سيطلب منهم الخضوع لأجهزة التفتيش. واشتملت الاجراءات الاخرى على اخلاء المواقف الارضية للسيارات من الساعة الخامسة مساء، وجرى فحصها عن طريق الكلاب المدربة على كشف المتفجرات عن طريق حاسة الشم. كما تقرر كذلك فحص أي سيارة تدخل الى اي مرآب صباح اليوم (السبت) بواسطة الحراس والكلاب. وقال مسؤول امني: «لا قلق لدينا ازاء احتمال التسلل الى داخل المبنى، ولكن الخوف، يكمن في احتمال وضع قنبلة في سيارة وتفجيرها من بعد».

واشتملت الاجراءات الامنية كذلك على اغلاق بعض المناطق والشوارع، كما ان مسؤولي الاجهزة الامنية المحلية قسموا قادة الدول حسب احتمالات التعرض للاخطار، فالمواكب التي تحتاج الى حراسة مشددة ستصحبها سيارات مصفحة خاصة تحمل ضباطا من الشرطة مدججين بالسلاح يلبسون سترات واقية من الرصاص ويجلسون على مقاعد دوارة تمكنهم من اطلاق مكثف للنار في حالة وقوع هجوم. ولمواجهة أي هجوم باستخدام الانثراكس، زود المبنى بانظمة للتهوية علاوة على اتخاذ اجراءات اوصى بها مسؤولون فيدراليون في ما يتعلق بالبريد. ولم يبد على الوفود التي وصلت من مختلف دول العالم يوم الخميس الماضي أي خوف، بل بدت بعض مؤشرات السخط، فقد اضطر بعضهم للانتظار في احد الممرات لمدة ساعتين تمشيا مع الاجراءات الامنية. وكان التذمر هو رد فعل هؤلاء، غير ان جان فيشر، الناطق الرسمي باسم الجمعية العامة للامم المتحدة، قال: «انهم يحاولون خدمة الضيوف بأفضل صورة ممكنة».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص «الشرق الأوسط»