الصومال يحقق في نشاطات شركة «البركات» ويتعهد بالتعاون مع الحكومة الأميركية التي جمدت أرصدتها

TT

مقديشو ـ رويترز: نفت اكبر شركة للتحويلات المالية في الصومال امس مجددا اتهامات اميركية لها بانها مصدر رئيسي للاموال لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. وجمدت الولايات المتحدة الاربعاء الماضي اصول 62 فردا ومؤسسة، بينها شركة «البركات» التي مقرها في دبي والمملوكة لصوماليين ووصفتها بانها «ممول للارهاب».

وقال عباس عبد العلي مدير عام الشركة في مقديشو ان شركته ليست لها اية علاقات بابن لادن او تنظيم اي ارهابي.

واضاف «كان يجب على الحكومة الاميركية ان توجه الينا الاتهام اولا وعندئذ يتعين علينا ان ندافع عن انفسنا من خلال النظام القانوني الدولي». ومضى قائلا «اذا ادانت محكمة «البركات» فاننا سنقبل قرار المحكمة لكن ما تم عمله الآن هو انتهاك للقوانين الدولية». ويستخدم الصوماليون في مختلف انحاء العالم شركة «البركات» لارسال اموالهم الى اقاربهم واصدقائهم الفقراء في الصومال.

وقالت الحكومة الصومالية انها قررت تعيين لجنة لدراسة الاتهامات الموجهة الى «البركات» وشركات اخرى للتحويلات المالية. وقال عبد الرحمن جناري المتحدث باسم الحكومة «سنجري تحقيقات واذا وجدنا شيئا، فاننا سنبلغ الاميركيين». واضاف انه ليس قلقا من الشائعات التي تقول ان الولايات المتحدة ربما تقوم بعمل عسكري ضد الصومال. ومضى المتحدث قائلا «اعرف تماما انه لا توجد هنا اي حلقات اتصال مع بن لادن وشبكته القاعدة». وتقول الحكومة الاميركية انه يجري اقتطاع اموال من انشطة مشروعة لشركة «البركات» لتمويل تنظيم القاعدة لكن الشركة عرضت الشهر الماضي فتح دفاترها لاظهار انها «لا تخفي شيئا».

الى ذلك، وصف الشريك الايرلندي لاحمد علي نور جمال، رئيس مجموعة «البركات»، رجل الاعمال الصومالي بانه رجل طيب نزيه وورع. وقال مايك فيتزجيرالد، من شركة مايكروسيلولار سيستيمز الايرلندية «الشيخ احمد صديق طيب جدا لي منذ سنوات. انا صدمت لبعض المفاهيم عن امبراطورية البركات. انه امر مضحك حقا». ومولت شركة فيتزجيرالد للاتصالات دخول «البركات» الى عالم الاتصالات في التسعينات باستثمار مبدئي قدره 800 الف دولار، ويقول انه واثق تماما من ان «البركات» ليس لديها مصدر تمويل اخر.

وقال فيتزجيرالد الذي ذكر ان شركة انترويف الاميركية اشترت شركته العام الماضي «اذا كان بن لادن متورطا لجاءت الاموال منه لكن هذا لم يحدث». وقضى فيتزجيرالد سنوات مع جمال ومعارفه، وكان يلتقي به بانتظام في دبي وكان يدرب العديد من مديريه في قطاع الاتصالات لاسابيع متصلة في بريطانيا. وقال فيتزجيرالد «كنا نثق بهم دوما ومن المستحيل ان يكونوا ارهابيين اشرارا. ما ان تنظر في عيني الشيخ احمد الا وتعرف انه رجل طيب». وصرح فيتزجيرالد بان جمال كان دوما مسلما ورعا لكنه قال انه على الولايات المتحدة الا تخلط بين العقيدة الاسلامية وتأييد بن لادن. واضاف «مفاوضات العقود كانت تمتد بالايام لان الشيخ احمد كان دوما يذهب لتأدية الصلاة. نكون على وشك التوصل لاتفاق ويقول الشيخ احمد: انا مضطر للذهاب للصلاة. كنا نقول ان لدينا طائرة لنلحق بها وكان يرد قائلا: صلاتي اهم». ومضى فيتزجيرالد قائلا «انهم مسلمون اتقياء لكن هذا لا يعني انهم اصوليون او ارهابيون». ويقول محللون ان اغلاق مجموعة «البركات» سيؤثر سلبا على اقتصاد الصومال الفقير الذي يواجه بالفعل ازمة انسانية نتيجة للجفاف والتضخم.