المدن الأميركية تشكو عبء تكلفة إجراءات الأمن منذ أحداث 11 سبتمبر

TT

ليست نيويورك وواشنطن، وحزام الجمرة الخبيثة على الساحل الشرقي، هي الاماكن الوحيدة التي تدفع الثمن الفادح الذي تتطلبه الحماية من الارهاب. فقد لحقت المعاناة بالحكومات المحلية وحكومات الولايات عبر اميركا كلها، في الوقت الذي تعاني فيه من البطء الاقتصادي وكساد السياحة منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.

فميزانية الدفاع تكلف ولاية كاليفورنيا وحدها مليون دولار يوميا. كما انفقت ولاية اتلانتا 15مليونا من الدولارات على العمل الاضافي للشرطة، منذ 11سبتمبر. وتنوي مقاطعة كينج بسياتيل ان تفرض ضرائب قيمتها 3 ملايين دولار «للامن المحلي». وفي ميناء بوسطن قامت طائرة مروحية، وبعض الرماة، وفريق تفجيرات وغطاسون من الشرطة، بحماية اول شاحنة للغاز السائل يسمح لها بدخول الميناء منذ 11سبتمبر. وكلفت حماية 33 مليون جالون من المواد القابلة للاشتعال، 50الف دولار.

يقول ضابط الشرطة كيلي ويليس، بديز موانيه: «القت علينا هذه الاحداث اعباء فادحة، ومشكلتنا الحقيقية هي رؤية الضوء في نهاية النفق.. ونحن لا نكاد نبصر شيئا من هذا القبيل».

وكانت المدن والمقاطعات قد طلبت من الحكومة الفيدرالية ان تدفع كل النفقات، بدءا من نفقات العمل الاضافي لافراد الشرطة، الى التدريب على محاربة الحرب البيولوجية، الى الملابس الواقية من الجمرة الخبيثة. ومن المؤكد ان الكونغرس سيتكفل بدفع بعض النفقات. وسيقضي قانون ينوي الكونغرس اصداره قريبا بارسال 8 مليارات دولار الى الادارات الصحية الاقليمية لرفع مقدراتها على مواجهة الهجمات الارهابية البيولوجية.

«لا يتعلق الامر هنا باستغاثة ترسلها المدن والعمد لمساعدتهم في مشاكلهم الخاصة، بل هو مجهود اساسي نقوم به في اطار محاربة الارهاب». هكذا يصور الامر مارك موريال، عمدة نيواورليانز، ورئيس مؤتمر العمد. ويضغط العمد على الكونغرس ليصدق على اعتماد 15 مليار دولار مساعدة للمدن الاعضاء بالمؤتمر، والتي يبلغ عددها 1200مدينة، وان يسمح لها بانفاق الاموال الفيدرالية بالصورة التي تراها مناسبة.. ولكن الخطة لم تجد تأييدا يذكر بكابيتول هيل.

ويمكن لنفقات الامن في كاليفورنيا وحدها ان تفوق 500 مليون دولار بنهاية هذا العام، اذ قامت هذه الولاية الاكثر عددا من السكان بين كل ولايات البلاد، بتشغيل مراقبي الطرق السريعة في ورديات من 12ساعة، ووجهت ضباط الصيد بمساعدة خفر السواحل الى مراقبة المعابر المائية، ونصبت اجهزة انذار وتنبيه وحواجز لحماية مبنى مجلس الولاية، واجازت شراء اجهزة التصوير الحرارية لاكتشاف القنابل.

واقترح عمدة شيكاغو، رتشارد دالي، اعتماد ميزانية قدرها 76 مليون دولار تخصص لمسائل تتعلق بالارهاب، وهو ينوي توظيف 5 خبراء في شؤون الارهاب البيولوجي وتعزيز الحراسة المسلحة حول مطار اوهارا الدولي. ودفعت بلتيمور مليوني دولار مقابل العمل الاضافي للشرطة والمطافئ في الايام الثلاثة الاولى بعد 11سبتمبر. ويتوقع ان تصل النفقات الكلية الى 14مليون دولار في نهاية هذا العام. وانفقت ادارة الصحة المحلية 133الف دولار لتوزيع ادوية الجمرة الخبيثة على العاملين، ويقوم ضباط الصحة بفحص المياه ثلاث مرات يوميا.

* خدمة «يو اس ايه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»