انقطاع الكهرباء أثناء الاحتفالات بعودة الميرغني للسودان يفتح باب التأويلات

TT

رغم عودة احمد الميرغني رئيس مجلس رأس الدولة في السودان السابق ونائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض الهادئة للخرطوم، الا ان هناك ما افسد بهجة احتفالات طائفة الختمية التي ينتمي اليها، بانقطاع التيار الكهربائي عن الخرطوم خلال الفترة المحددة للاحتفال الذي اقيم اول من امس، مما فتح باب التساؤلات التي اشار بعضها الى وجود خطة مدبرة خاصة ان التيار الكهربائي لم ينقطع في الخرطوم طيلة الشهور الماضية.

واكدت مصادر مطلعة في الخرطوم ترحيب الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الحاكم بعودة احمد الميرغني الذي وصفوه بأنه رجل قومي ووطني، مشيرين الى ان انقطاع التيار الكهربائي جاء لعطل مفاجئ على مستوى العاصمة بمدنها الثلاثة الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، وذلك في الوقت الذي امتلأت فيه شوارع الخرطوم بمنشورات وبيانات من تنظيم التحالف الوطني الديمقراطي هاجمت فيه عودة الميرغني للخرطوم واعتبرت المبررات التي ساقها للعودة واهية.

وقال البيان ان احمد الميرغني مهما حاول اضفاء الطابع الشخصي على عودته الا انه لن يستطيع ان يفصلها عن الجانب السياسي منها بحكم موقعه السابق كرئيس للدولة في حكومة الفترة الديمقراطية. واضاف البيان «كما ان موقعه الجديد كأحد نواب رئيس الحزب الاتحاد الديمقراطي الفصيل الرئيسي في تجمع المعارضة السودانية وبرفقته ممثل الحزب في هيئة قيادته يضفي على عودته للخرطوم اشارات ليست في صالح قضية الشعب السوداني التي بذلت فيها الدماء». وقال البيان ان عودة الميرغني لن تبطل مفعول حركة المقاومة الجماهيرية التي ستستمر دون هوادة.

لكن جماهير الحزب الاتحادي ورجال طائفة الختمية استأنفوا احتفالاتهم بعد صلاة «الجمعة» في جامع علي الميرغني الشهير بالخرطوم بحري والذي شهد تجمعاً جماهيرياً كبيراً لم تشهده ساحة المسجد من قبل.

وفي خطبة الجمعة هاجم خطيب المسجد وامين هيئة شؤون الختمية عبد العزيز محمد الحسن الصحف السودانية وطالبها بالتريث في كتاباتها خاصة في ما تناولته عن عودة احمد الميرغني للخرطوم والتي وصفتها بأنها تمثل «نصف فرحة». وقال ان مثل هذا الحديث فيه تقليل من مكانة احمد الميرغني، خاصة ان المقصود ان الفرحة ستكتمل بعد عودة محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي وزعيم طائفة الختمية.

واكد الخطيب عبد العزيز محمد الحسن «ان محمد عثمان الميرغني سيعود قريباً، وحتماً سيعود»، مشيرا الى ان شقيقه احمد الميرغني سيعمل من خلال عودته الى توحيد الصفوف وستتحقق الشعارات المرفوعة بما له من قدرة ومكانة، مشيراً الى دوره في المصالحة بين جمال عبد الناصر الرئيس المصري الراحل والملك فيصل رحمه الله عام 1967 الشيء الذي مهد لنجاح قمة اللاءات الثلاثة بالخرطوم.

ومن جهة اخرى اكد السكرتير العام للحزب الاتحادي بالخارج وعضو هيئة قيادة تجمع المعارضة السودانية العائد للخرطوم فتح الرحمن شيلا ان عودته للخرطوم لن تخلق اي مشاكل او تعقيدات جديدة داخل حزبه او تجمع المعارضة السودانية، مشيراً الى ان اختياره من قبل ممثلاً للحزب الاتحادي في تجمع المعارضة السودانية وهيئة قيادته لم يكن موقعاً شخصياً يتأثر ببقائه في الداخل او الخارج، مؤكداً ان الجهاز القيادي في التجمع يستطيع ان يختار من يخلفه في هيئة قيادة تجمع المعارضة السودانية، وتساءل «لماذا كل هذا الخلاف والجدل حول عودته للخرطوم ومحمد عثمان الميرغني الذي يقود الحزب ويقود المعارضة موجود بالخارج».

ونفى فتح الرحمن شيلا اي اتفاق او تنسيق بين حزبه والحكومة يتعلق بعودتهم للخرطوم، وقال ان ما يتردد عن اتفاق ثنائي في هذا الخصوص حديثا «يروج له بعض الذين لم يعد له اهمية». وقال «نحن نعود للعمل من الداخل لتحقيق الديمقراطية وكفالة الحريات وتحقيق السلام العادل وفق رؤية الحزب التي لم تتغير ابداً».

وقال ان تشبيه عودتهم بعودة حزب الامة «تحليل غير موفق» خاصة ان عودة حزب الامة كانت «كاملة» ولم يعد له وجود في الخارج، ولكن الحزب الاتحادي لم يعلن عن عودته للداخل لأن عودة الحزب بقيادة محمد عثمان الميرغني مرهونة باتفاق سياسي كامل وشامل يجمع كل الاطراف لحل النزاع السوداني.