«كتائب شهداء الأقصى» تتبنى عملية قتل مستوطنة قرب جنين وموفاز يقول إنه لا يستطيع ضمان منع العمليات الفلسطينية

TT

تبنت «كتائب شهداء الاقصى» ـ الجناح العسكري لحركة فتح ـ في الضفة الغربية امس، عملية قتل مستوطنة قرب بلدة يعبد جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية. في غضون ذلك اتهم رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال شاوول موفاز الفلسطينيين بالاصرار على انتهاج ما سماه بـ«طريق الارهاب» ومواصلة الهجمات على الاسرائيليين. وزعم «ان السلطة الفلسطينية تقود شعبها الى نفق مظلم». وقال في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية «هناك انذارات كثيرة وتصميم واضح على تنفيذ اعتداءات ضدنا». واضاف «للاسف الشديد لا يمكنني ان اضمن بأن نكون دائما قادرين على منع هذه الهجمات». وعاد الى تهديداته باستمرار سياسة الاغتيالات.

في هذه الاثناء واصلت قوات الاحتلال حالة الاستنفار القصوى في مناطق وسط اسرائيل المحاذية لشمال الضفة الغربية حيث فجر مؤيد محمود عيادة صلاح الدين (24 سنة) الطالب في السنة الاخيرة في كلية الهندسة بجامعة النجاح من حركة حماس، نفسه في مجموعة مشتركة من القوات الخاصة والجيش الاسرائيلي، كانت تبحث في بلدة باقة الشرقية عن خلية يعتقدون انها تخطط لعمليات جديدة، فقتل نفسه وجرح عنصرين من عناصر القوات الخاصة حسب اعتراف اسرائيل. وضاعف الجيش من الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش على طول الخط الاخضر شمال الضفة. كذلك ابقت الاجهزة الامنية الاسرائيلية على حالة الاستنفار القصوى التي لم يسبق لها مثيل منذ حرب اكتوبر (تشرين الاول) عام 1973 التي اعلنتها امس في الجنوب، حيث تمكن 4 فلسطينيين من التسلل الى داخل اسرائيل بسيارة يهودي من بلدة شوفا في النقب مقابل 2000 شيكل (370 دولارا). وزعمت اسرائيل انها اعتقلت احد الاربعة الذين وصفتهم بالارهابيين. وقدمت الشرطة الاسرائيلية الى المحكمة اليهودي هرتسل منشين (50 سنة) الذي أنكر معرفته بأن «الفلسطينيين هم ارهابيون»، معبرا عن قناعته بانهم عمال بسطاء جاءوا الى اسرائيل بحثا عن مصدر رزق مثل المئات من الفلسطينيين. واعترف منشين بنقل العديد من غيرهم في الماضي مقابل نفس المبلغ من المال. واتهم الشرطة بالمبالغة في الامر. ولا تزال عمليات البحث عن الفدائيين مستمرة منذ اول من امس. في غضون ذلك قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فلسطينيا معاقا في قطاع غزة وجرحت عددا آخر خلال مواجهات على اطراف مدينة رام الله. وحول عملية قتل المستوطنة قال احد قادة كتائب الاقصى في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «ان مجموعة من كتائب الاقصى في منطقة جنين هي التي نفذت عملية قتل المستوطنة». واضاف «ان احدى مجموعات كتائب الاقصى اطلقت النار على المستوطنة هداسا بتول (40 سنة) في حوالي الساعة الثانية عشرة والربع، واصيبت برصاصة قاتلة في الظهر بينما كانت تقود سيارتها قرب يعبد». واعتبر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ا«ن هذه العملية جزء من سياسة كتائب الاقصى التي تركز في عملياتها ضد قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال». واكد مواصلة هذه العمليات «الى ان ينسحب جيش الاحتلال عن الضفة الغربية وقطاع غزة وتزال جميع المستوطنات». وقال «سنرفض الالتزام بأي اتفاقات لوقف اطلاق النار اذا لم يتحقق هدف الانسحاب الكامل واخلاء المستوطنين». واعترفت اسرائيل بقتل بتول وهي من مستوطنة ميبو ـ دوتان جنوب غرب جنين، وكانت في طريق عودتها الى منزلها بعد زيارة الى مستوطنة شاكد القريبة. وعقب الحادث عززت قوات الاحتلال الاسرائيلي بمزيد من الجنود والآليات العسكرية وجودها عند مداخل يعبد بعد ان اعلنتها منطقة عسكرية مغلقة يحظر على المواطنين دخولها أو الخروج منها. واستولت على سطح منزل المواطن نيازي حمدان في الحي الشرقي من البلدة ونصبت فوقه رشاشات ثقيلة. واطلق مسلحون النار على موقع للجيش الاسرائيلي في نفس المنطقة لكن اطلاق النار لم يسفر عن اي اصابات. وزعمت اسرائيل ان المسلحين لاذوا بالفرار الى مناطق السلطة الفلسطينية. وكانت مسلحون فلسطينيون اخرون قد اطلقوا الليلة قبل الماضية النار على اسرائيلي كان في سيارته في طريقه الى مستوطنة هار براخا وأصابوه في منطقة الصدر ففقد السيطرة على السيارة واصطدمت بحاجز للجيش.

وفي غزة اتهم الفلسطينيون قوات الاحتلال بقتل سمير محمود ابو حليب (37 عاما) وهو اصم وابكم، من بلدة القرارة قرب مجمع مستوطنات غوش قطيف في خان يونس جنوب قطاع غزة بدون اي استفزاز. واصيب ابو حليب بـ6 رصاصات اثنتان منها في البطن. وفي بيت لحم دهس مستوطن الليلة قبل الماضية طفلاً فلسطينياً في الخامسة من عمره بصورة متعمدة ولاذ بالفرار، تاركاً الطفل في حالة خطيرة بعد أن أصيب بكسر في الجمجمة وتهشم في عظام الساقين. وقال شهود عيان، ان المستوطن ترك الطفل عادل محمد الفروخ (5 سنوات) ينزف لفترة طويلة قبل وصول سيارة الاسعاف التي نقلته الى مستوصف تكواع القريب من مدينة بيت لحم، وهو في حالة خطيرة. وارتكبت قوات الاحتلال جريمة أخرى بحق الطفل عادل، عندما منع حاجز عسكري سيارة الاسعاف الفلسطينية، من نقله الى مستشفى بيت جالا الحكومي بعد تدهور حالته الصحية، وأجبر جنود الحاجز ذوي الطفل على وضعه في سيارة اسعاف تابعة للجيش الاسرائيلي في منطقة بالقرب من قريتي سلمونة وجورة الشمعة، التي انتظرت بدورها قرابة خمس وأربعين دقيقة بدون تقديم أي اسعاف للطفل عادل.