المخابرات الإسرائيلية تحيط الوزراء وكبار الضباط بحراسات مشددة

TT

في اعقاب عملية نقل وزير الشؤون البرلمانية في حكومة ارييل شارون، داني نافيه وعائلته من بيته، خوفا من اغتياله بأيد فلسطينية، اعلن عدد اخر من الوزراء الاسرائيليين انهم يشعرون فعلا بخوف حقيقي على ارواحهم.

وقال احد الوزراء، طلب عدم ذكر اسمه «ان الفلسطينيين يثبتون انهم لم يصلوا الى الوزير زئيفي صدفة، بل لديهم اجهزة ووسائل مراقبة لوزراء آخرين، مثل نافيه وغيره».

وتبين ان نافيه لم يكن الوحيد فقد امرت المخابرات الاسرائيلية وزير الصحة نيسيم ديان، بمغادرة البيت الذي يمضي فيه يومي الجمعة والسبت من كل اسبوع في مستوطنة حستنمونئيم، قرب رام الله، ووجدوا له بيتا في مدينة القدس.

كما ان المخابرات تحيط الان جميع الوزراء بطوق من الحراس يرافقونهم في كل مكان، ويفحصون يوميا سياراتهم وبيوتهم ومكاتبهم خوفا من زرع عبوات ناسفة فيها. وهناك حراسة مشددة على جميع الضباط الكبار في الجيش برتبة ميجر جنرال فما فوق وعلى الضباط العاملين في المناطق الفلسطينية من رتبة مقدم الى درجة عميد، بعد اكتشاف عبوة ناسفة في منزل ضابط كبير في البحرية.

وكان النقاب قد كشف مساء اول من امس عن حقيقة ان المخابرات رحلت وبسرعة شديدة مطلع الاسبوع نافيه واسرته من منزلهم في مستوطنة شوهم القريبة من الخط الاخضر، في منطقة راس العين وكفر قاسم ورنتيس، بعد ان تلقت بلاغا بوجود خلية فدائية فلسطينية تخطط لاغتيال نافيه او المساس بزوجته او احد اطفاله. ولأن الوزير يسكن في حي جديد وصل اليه فقط قبل بضعة اسابيع، وهناك عدة ورشات بناء ما زال العمل فيها جاريا وفي كل منها مجموعة من العمال الفلسطينيين، قرروا ترحيله فورا. ولم يعط سوى ساعتين ليحزم الحقائب، ثم نقل بسيارة مصفحة وبمرافقة عدة سيارات عسكرية الى بيته الجديد في احدى المدن الداخلية، بعيدا عن الحدود مع الضفة الغربية، ومنذ ذلك الوقت يرافق الوزير حارس شخصي، وسيارة شرطة محملة بعدد كبير من افراد الوحدات القتالية الخاصة.

ويثير هذا الهلع لدى قيادة المخابرات، الذي بدأ يترك بصماته على الوزراء ايضا، انتقادات واسعة في اسرائيل. ويتساءل سياسيو معسكر اليسار وعدد من الكتاب والصحافيين عن مغزى سياسة الحكومة، «فاذا كانت هذه هي نتيجة سياسة الاغتيالات ضد الفلسطينيين، فلماذا يجب الاستمرار فيها؟»، ودافع عن هذه السياسة نائب وزير الامن الداخلي جدعون عزرا، وهو الذي شغل منصب نائب رئيس المخابرات سابقا ويعتبر احد المستهدفين من المنظمات الفلسطينية، فقال: «لقد ادت سياستنا الى تصفية 45 فلسطينيا من قادة الارهاب منذ اغتالوا زئيفي. ولا يوجد لديهم رد مناسب على هذه العمليات، فيفتشون الان عن رد كبير. ويجدونه في التهويل والتهويش بأنهم سيغتالون هذا الوزير او ذاك. والحقيقة انهم لا يعرفون شيئا عن تحركات وزرائنا. لقد اغتالوا زئيفي بالصدفة. وانا لا اقول هذا لكي نخفف من الحراسة على الوزراء، فهذه مهمة المخابرات، وهي تعرف كيف تأخذ قراراتها، لكنني اقوله حتى ندرك ان لكل منا مسؤولية في مواجهة الفلسطينيين، وعلينا ان نقوم بهذه المهمة بهدوء اعصاب وبدون خوف او هلع».