اتفاق أردني ـ بريطاني على المساهمة في الجهد الدولي لمحاربة الإرهاب وتخفيف التوتر في الشرق الأوسط

مباحثات العاهل الأردني في لندن تناولت التنسيق في الأمم المتحدة والتعاون في المجالات الدفاعية والاستثمار في الأردن

TT

اتفق الاردن وبريطانيا على ضرورة وضع حد للارهاب الدولي واقتلاعه من جذوره وبذل كافة الجهود للتخفيف من حدة التوتر في الشرق الأوسط، واحداث تقدم في عملية السلام فيما جددت بريطانيا موقفها الداعي لانشاء دولة فلسطينية.

جاء ذلك خلال المباحثات التي اجراها العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في لندن الليلة قبل الماضية في ختام زيارة رسمية لبريطانيا هي الاولى، التي يقوم بها منذ ان تولى مقاليد السلطة في بلاده خلفا لوالده الراحل الملك حسين في السابع من فبراير (شباط) .1999 وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني ان الملك عبد الله الثاني بحث مع بلير الجهود الرامية الى احراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط بالاضافة الى الوضع في افغانستان.

وفي مؤتمر صحافي عقده مع بلير في مقر الحكومة البريطانية، اعرب العاهل الاردني عن تقديره لجهود الحكومة البريطانية من اجل ايجاد حل للقضية الفلسطينية، موضحا ان احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، اكدت اهمية التحرك على صعيد العملية السلمية بالسرعة الممكنة «حتى نتمكن من تخفيف حدة التوتر في المنطقة والعالم وبناء مستقبل مستقر وآمن».

وحول تداعيات احداث 11 سبتمبر، قال الملك عبد الله ان الصراع ليس بين الاسلام والغرب وانما بين الاسلام واولئك الذين استخدموه لغاياتهم المدمرة، مشيرا الى ان الغرب والشرق الآن امام فرصة مهمة للالتقاء ولوضع مبادئ جديدة في العالم وبناء مستقبل مشرق، معربا عن امله في التوصل الى نهاية سريعة للوضع في افغانستان.

من جانبه، دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى بذل كافة الجهود للتخفيف من حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط.، مشيرا الى ان المباحثات التي اجراها مع الرئيس الاميركي جورج بوش تناولت دراسة امكانية احداث تقدم في عملية السلام، معربا عن امله في القيام بما يلزم خلال الاسابيع المقبلة لاعادة عملية السلام الى طريقها الصحيح وقال «نحن نؤمن بقيام دولة فلسطينية ذات استمرارية وتتمتع بشراكة متساوية في المنطقة وتسهم في بناء مستقبل هذه المنطقة وازدهارها». واضاف «إذا قبل الناس مبدأين اساسيين هما قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار الى جانب دولة اسرائيل الآمنة فإن الصراع يكون قد وجد حلا».

واشار بلير الى ان مباحثاته مع الملك عبد الله الثاني تناولت جهود الاغاثة الانسانية في افغانستان ومشاكل المهجرين واللاجئين وكيفية اعادة بناء افغانستان.

كما التقى العاهل الاردني في مبنى مجلس العموم البريطاني برلمانيين يمثلون الجاليات الاسلامية في بريطانيا الذين اعربوا عن تقديرهم لجهود الملك عبد الله في شرح الموقف العربي والاسلامي وتوضيح الصورة للغرب عن الدين الاسلامي العظيم ورسالته السمحة.

ورفض الملك عبد الله خلال اللقاء زج الاسلام في مسألة الارهاب، مؤكدا ان هناك مسؤوليات كبيرة تقع على كاهل الجاليات المسلمة في العالم للدفاع عن الاسلام ومحاولات ربطه بالارهاب والعنف.

والتقى الملك عبد الله في قصر بكنجهام مدير الكلية الاسلامية في لندن ورئيس جمعية حوار الديانات، مبينا اهمية الحوار بين اتباع الديانات لتعميق التفاهم وتفويت الفرصة على الذين يحاولون خلق الفتن والاضطرابات. واشار الى ان الدين الاسلامي والمسلمين اثروا عبر تاريخهم على الحضارة العالمية واثروها بالقيم النبيلة.

وكانت العلاقات الثنائية بين الاردن وبريطانيا وآليات تطويرها في المجالات الدفاعية محور لقاءات العاهل الاردني مع كل من وزير الدفاع البريطاني جيف هون ورئيس هيئة الاركان للقوات المسلحة البريطانية مايكل بويس.

كما بحث مع رؤساء مجالس ادارات ومديري عدد من الشركات البريطانية مجالات التعاون مع هذه الشركات والفرص الاستثمارية التي يتيحها الاقتصاد الاردني فيما ابدى ممثلو هذه الشركات اهتماما بالاطلاع على فرص الاستثمار المتاحة خصوصا في قطاعات المياه والكهرباء والتعدين والادوية.

من جهة اخرى، بحث وزير الخارجية الاردني عبدالاله الخطيب الذي رافق العاهل الاردني في زيارته الرسمية لبريطانيا مع نظيره البريطاني جاك سترو العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، واتفقا على تنسيق المواقف تجاه القضايا التي يناقشها اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة بما فيها الاوضاع التي تمر بها الاراضي الفلسطينية المحتلة وتداعيات العمليات الارهابية التي وقعت في الولايات المتحدة والمساهمة في الجهد الدولي لمحاربة الارهاب.

ورافق العاهل الاردني خلال الزيارة رئيس الوزراء ورئيس مجلس الاعيان ورئيس الديوان الملكي ووزير التخطيط بالاضافة الى وزير الخارجية.