الحريري يركز في محادثاته مع شيراك اليوم على أهمية تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط

TT

يستقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك ظهر اليوم في قصر الاليزيه رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الذي وصل الى العاصمة الفرنسية، باريس، عصر امس، ويلي الاجتماع الذي وصفته الخارجية الفرنسية امس بأنه «يأتي في اطار الحوار الدائم مع السلطات اللبنانية» غداء عمل.

وقالت الخارجية الفرنسية ان المحادثات «ستركز بالدرجة الاولى على الوضع الدولي بعد اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، وخصوصا الوضع في أفغانستان والشرق الأوسط»، الى جانب اتفاق الشراكة بين الاتحاد الاوروبي ولبنان والذي «تتمنى فرنسا توقيعه في اقرب وقت».

وتأتي زيارة الحريري الى باريس فيما العلاقات اللبنانية ـ الاميركية تشهد توترا واضحا بسبب مطالبة واشنطن بتجميد أموال «حزب الله» الذي أوردت اسمه على «اللائحة الثالثة» الصادرة قبل ايام، الامر الذي رفضته السلطات اللبنانية. وزيارة الحريري تسبق جولة الرئيس الفرنسي جاك شيراك العربية التي ستبدأ بعد ظهر غد الاحد. ومن المقرر ان تقوده الى مصر فالامارات العربية المتحدة ثم المملكة السعودية.

وينتظر ان يطلع الرئيس شيراك الحريري على المحادثات التي اجراها في الولايات المتحدة الاميركية مع الرئيس جورج بوش، ان بشأن مستقبل العمليات العسكرية والمرحلة السياسية الانتقالية في افغانستان او بسبب انعكاسات الازمة الافغانية على الوضع في الشرق الأوسط. وكان شيراك قد سعى الى اقناع الرئيس الاميركي بضرورة التحرك على خط السلام في الشرق الأوسط، بالتنسيق مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والقادة الاوروبيين الآخرين، غير ان تصريحات الرئيس بوش الاخيرة جاءت بعكس ما يدعو اليه الاوروبيون. وأمس، رفض مصدر فرنسي اعتبار ان اقوال الرئيس بوش تعكس الموقف الاميركي في «صيغته الاخيرة»، مطالبا بانتظار ما سيصدر عنه من على منبر الامم المتحدة.

اما في ما يخص الملف اللبناني، فمن المتوقع ان يشرح الحريري للرئيس الفرنسي ما يعتبره لبنان «ضغوطا اميركية مباشرة» على بيروت والموقف الرسمي اللبناني ازاءها.

وحتى الآن، امتنعت باريس عن القول ما اذا كانت تقبل او ترفض اللائحة الاميركية الثالثة التي تتضمن «حزب الله» و«حماس» و«الجهاد الاسلامي» التي تعتبرها واشنطن «منظمات ارهابية». وينبع موقف فرنسا من اعتبارها ان اللائحة الثالثة «غير ملزمة» لأن مصدرها واشنطن فقط، وانه لم يتم تبنىها واعتمادها من قبل مجلس الامن. ويعني قبول فرنسا لها انها تقبل تصنيف حزب الله «منظمة ارهابية». وترفض باريس القول انها «ترفض» او «تقبل» اللائحة الثالثة وتكتفي باعلان انها «قيد الدرس»، مما يعكس رغبتها في التريث.

وامس قالت الخارجية الفرنسية انها تسلمت اللائحة الاميركية الرابعة في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهي تتضمن 62 اسما لأشخاص ومؤسسات تعتبرها واشنطن ذات علاقة بتنظيم «القاعدة».

وفي بيروت قالت مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط»ان النقطة التي يركز عليها الرئيس الحريري في المحادثات التي يجريها مع المسؤولين الدوليين تشدد على وجوب تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، ووقف سياسة القتل والارهاب التي تمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة، لان استمرار هذه السياسة سيعرض التحالف الدولي لمكافحة الارهاب للتفكك لأن الدول العربية ودول العالم الاسلامي لن ترضى باستمرار اسرائيل في ارتكاب المجازر في حق الفلسطينيين، وستكون في حل من التحالف الدولي لمكافحة الارهاب.

وكان الرئيس الحريري قد استقبل امس السفير الاميركي في بيروت فنسنت باتل الذي قال عقب اللقاء: «ان ذلك جاء بطلب من الرئيس الحريري للقائه ومتابعة بحث موضوع الساعة، وهو طلب الادارة الاميركية من اجل التعاون مع الحكومة والمصارف اللبنانية لتجميد ارصدة «حزب الله» وهذا جزء من الحوار المستمر في هذا الموضوع».

وسئل ما اذا كانت الادارة الاميركية قد بدأت تقتنع بوجهة النظر العربية عموما، واللبنانية خصوصا، والتي تفرق بين الارهاب والمقاومة، فأجاب: «من الواضح ان مناقشات عدة تدور حول هذا الموضوع، ونحن نفهم ان وجهة نظر الحكومة اللبنانية التي تحترم طلبنا تقف عند وجهة النظر هذه. ونحن نتفهم بوضوح اساس القرار اللبناني. وسنتابع البحث في هذا القرار مع الحكومة اللبنانية على مختلف المستويات ونتطلع الى التعاون».

وسئل باتل ما اذا كان قد حمل رسالة الى الرئيس الحريري في هذا الموضوع فأجاب: «كلا لم أحمل أي رسالة».