«حزب الله» يقبل وساطة الصليب الأحمر الدولي ويطلب المعتقلين «اللبنانيين والعرب» مقابل الإسرائيليين

TT

شهد ملف الجنود الاسرائيليين الثلاثة الذين اسرهم «حزب الله» واعتبرتهم اسرائيل اخيراً «امواتاً» تحركاً لافتاً مع جولة قام بها وفد رفيع المستوى من اللجنة الدولية للصليب الاحمر على المسؤولين اللبنانيين و«حزب الله». وبرز في هذا الاطار اثارة الوفد موضوع الاسير الاسرائيلي الرابع، وهو عقيد في الموساد استدرجه «حزب الله» الى لبنان ولم يتم اي تحرك علني في شأنه قبلاً من الجانب الاسرائيلي الذي ركز على الجنود الثلاثة. كما برز قبول ضمني من قبل «حزب الله» بوساطة الصليب الاحمر الدولي بعدما كان رفضها سابقاً حاصراً المفاوضات مع الوسيط الالماني.

واذ عرض «حزب الله» مجدداً شروطه المعلنة للافراج عن الاسرى الاسرائيليين، وهي الافراج عن المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية، رافضاً تقديم اي معلومات جديدة حول الجنود «لأن لكل معلومة ثمناً» برز كلام غامض لرئيس كتلة نواب «حزب الله» في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد الذي وصف الكلام الاسرائيلي عن موت الجنود الثلاثة بـ «الادعاءات».

وكان المدير العام للجنة الدولية للصليب الاحمر بول غروسريدر قد وصل الى بيروت امس في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً. وجال على المسؤولين اللبنانيين. والتقى الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله.

وافاد بيان صدر عن الحزب انه جرى خلال اللقاء «التداول في مسألة الرهائن والمعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية والاسرى الاسرائيليين لدى حزب الله».

وكان غروسريدر زار رئيس الجمهورية اللبناني اميل لحود الذي ابلغه «ان لبنان يعتبر ان اطلاق الاسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية من الثوابت التي يتمسك بها ويعتبرها اساسية في اي تحرك يهدف الى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط».

وشدد لحود على ان «استمرار اعتقال اللبنانيين في السجون الاسرائيلية يعتبر خرقاً للمواثيق والاتفاقات الدولية» داعياً غروسريدر الى «تكثيف الجهد من اجل اطلاق الاسرى والمعتقلين اللبنانيين» ومؤكداً «دعم الدولة اللبنانية للمهمة الانسانية التي تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الاحمر».

وافاد بيان رسمي صدر عن الرئاسة اللبنانية ان غروسريدر اطلع لحود على اهداف الجولة التي يقوم بها لمنطقة الشرق الأوسط والتي بدأها في الاردن والاراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل، وسيستكملها بعد لبنان، في سورية ومصر.

وزار غروسريدر ايضاً رئيس الحكومة رفيق الحريري، واعلن عقب اللقاء انه تحدث مع الحريري عن «وضع الاسرى اللبنانيين في اسرائيل وعدم شرعية هذا الاعتقال». وقال انه اثار ايضاً مع الرئيس الحريري «مسألة مصير الجنود الاسرائيليين الثلاثة اضافة الى موضوع الاسير الاسرائيلي الرابع». واعرب عن اعتقاده ان الجنود الثلاثة توفوا، لكنه اشار الى انه لا يملك دليلاً على ذلك.

ونفذت «لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية» اعتصاماً رمزياً امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر لمناسبة زيارة غروسريدر لبيروت. وشارك في الاعتصام اهالي المعتقلين واعضاء لجنة المتابعة وفعاليات ثقافية واجتماعية.

وسلمت اللجنة غروسريدر مذكرة دعت الى «مضاعفة الجهود الانسانية لانهاء آلام عائلات المعتقلين في السجون الاسرائيلية واقفال هذا الملف الانساني».

وانتقدت المذكرة الانحياز العالمي والتغاضي عن قضية المعتقلين اللبنانيين ومعاناة عائلاتهم. واكدت رفضها ربط مصير المعتقلين اللبنانيين بالجنود الاسرائيليين الثلاثة سواء أكانوا احياء او قتلى.

اما غروسريدر فقد لفت الى ان بقاء المعتقلين في السجون الاسرائىلية مخالف للقانون الدولي، مؤكداً استمرار اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جهودها الانسانية لتأمين عودة الاسرى الى عائلاتهم وتضامنه مع عائلات المعتقلين.