مستشار بلير يلمح إلى ضرورة عدم انتقاد المستوطنات الإسرائيلية حاليا «كي لا يخدم ذلك بن لادن»

TT

لمح الستر كامبل، مستشار رئيس الوزراء البريطاني، الى وجود صلة بين انتقاد المستوطنات الاسرائيلية غير القانونية وحملة الدعاية التي يشنها اسامة بن لادن وطالبان حول ضرورة ابادة اليهود. وبدا مدير الاعلام والاستراتيجيا في رئاسة الحكومة البريطانية، الذي كان يتحدث امس في مؤتمر صحافي، وكأنه يقول ان الاحتجاج على بناء المستوطنات الاسرائيلية يكاد يكون معادلا للأخذ بدعاية بن لادن ومباركة رغبته المعلنة في تصفية اليهود.

ففي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما اذا كان قرار رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون بالسماح لمليون يهودي بالهجرة الى اسرائيل، وبالتالي بناء مستوطنات جديدة لاستيعابهم، من شأنه ان يعزز الجهود الحالية لاحلال السلام في الشرق الأوسط، قال كامبل «ندرك الضغط الذي يتعرض له زعماء المنطقة». وتابع «علينا ان لا ننسى ان بن لادن قال في احد اشرطة الفيديو الدعائية التي اصدرها انه راغب بقتل اليهود جميعا، وان هذه واحدة من اولوياته». وزاد «لقد اختطف افغانستان واختطف الطائرات وها هو يحاول اختطاف قضية فلسطين»، مشددا على ان بن لادن «ليس مهتما بالشرق الأوسط واهدافه ارهابية محضة».

بيد ان ناطقا باسم رئاسة الحكومة اكد لـ«الشرق الأوسط» ان سياسة لندن المعارضة لبناء مزيد من المستوطنات «لم تتغير إطلاقا». وعزا ما اسماه بسوء تفاهم الى ان المسؤول البريطاني «انتهى من الاجابة على السؤال (الذي طرحته «الشرق الأوسط») ثم تابع ليعلق على اشرطة بن لادن الدعائية التي لم تبث بعد».

وكان كامبل قد اشار الى وجود مزيد من اشرطة الفيديو الدعائية التي لم تبث حتى الآن، موضحا انها محاولة جديدة من زعيم القاعدة «لنشر اكاذيبه». وذكر مستشار بلير ان صحافيين عربا قد اطلعوا على هذه الاشرطة، مبينا عزم الحكومة على تفنيدها.

وسئل عن خطة السلام الجديدة المتعلقة بالشرق الأوسط والتي تردد ان الاميركيين سيعلنون عنها قريبا، فأكد ان «عملية السلام احتلت حيزا كبيرا من مناقشات رئيس الوزراء قبل يومين مع الرئيس الاميركي جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول، كما كانت في طليعة القضايا التي تباحث بشأنها مع زعماء في الشرق الأوسط خلال جولته الاخيرة ومع زعماء دول اخرى التقاهم في الايام القليلة الماضية». وشدد على ان ثمة «قضايا عدة تتصل بعملية السلام لا تزال قيد المناقشة» موضحا ان من الافضل التكتم حاليا على التفاصيل.

ونفى وجود تباين في وجهات النظر بين واشنطن ولندن حول عملية السلام، خلافا لما نقلته صحف محلية، خص منها «الغارديان» بالذكر. وقال ان الزعيمين متفقان على «اهمية احلال السلام في الشرق الأوسط»، وعلى عدم وجوب الربط بين الصراع العربي ـ الاسرائيلي ومكافحة الارهاب العالمي. واكد ان هذا الموقف يجب ان «لا يقلل من اهمية التزامنا بالعمل على تحقيق السلام في المنطقة»، خصوصا ان عدم استقرارها قد يؤدي الى زعزعة الامن في العالم.

وسئل عن صحة ما تردد حول نية التحالف لايقاف الحملة العسكرية ليوم او ليومين مع بداية شهر رمضان المبارك، فشدد على ان الغرب «يقدر حساسية شهر رمضان، لكن يجب ان تتحقق اهداف الحرب ضد الارهاب».

واضاف: ان وقف الحرب حاليا سيكون من شأنه ان يساعد طالبان والقاعدة على تحسين وضعهما العسكري. واشار الى موافقة الرئيس الباكستاني برويز مشرف على مواصلة الحملة العسكرية خلال رمضان، خلافا لما قالته صحف بريطانية. واكد ان مشرف اتفق مع مضيفه بلير على ان «من الضروري عدم التوقف قبل تحقيق الاهداف العسكرية للحرب ضد الارهاب». ولفت الى ان الزعيمين متفقان ايضا على وجوب انهاء الحرب حالما تنجز اهدافها، موضحا انهما راغبان ببلوغ هذه الغاية بالسرعة الممكنة. وأشار الى ان الملا محمد عمر، زعيم حركة طالبان صرح عبر مستشاره السياسي بأن «ما يسميه بالجهاد لا يقتضي عدم القتال في رمضان»، متسائلا لماذا يجب «ان نعطيهم فرصة جديدة اذا كانوا مصرين على الاستمرار في الحرب».