واشنطن تبحث استراتيجيتها للمرحلة التالية في العمليات

TT

أقامت القوات الخاصة الاميركية حواجز على الطرق الرئيسية التي تربط الشمال بالجنوب في افغانستان لتكثف بذلك عمليات البحث عن زعيم طالبان الملا محمد عمر وزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن.

ومع تراجع قوات طالبان من معظم المدن الافغانية، زادت طائرات «ايه سي ـ 130» التابعة للقوات الجوية من عمليات اسقاط المنشورات والبث الاذاعي وعرضت 25 مليون دولار مقابل العثور على بن لادن. وقدم رجال الاستخبارات الاميركية الاسلحة والذخيرة والطعام والملابس الى رجال المقاومة المعارضة لطالبان من البشتون في الجنوب، طبقا لمصادر وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون).

وذكر ضابط كبير ان البنتاغون بعث بثلاث طائرات من طراز «ايه سي ـ 130» الى اوزبكستان لاستخدامها ضد طالبان وقوات شبكة القاعدة. وستدعم الطائرات التي يطلق عليها المنصة القتالية ـ تعتبر واحدة من اكثر الاسلحة تدميرا في الترسانة الجوية الاميركية ـ ست طائرات من طراز «ايه سي 130» كانت قد قامت بعمليات في افغانستان من قواعد بعيدة في عمان.

واعترف المخططون العسكريون الاميركيون ان الانهيار السريع لطالبان قد باغتهم، كما ان الفوضى المنتشرة على الطرق المؤدية الى، والخارجة من، المدن التي استولت عليها قوات التحالف الشمالي اثرت على فاعلية الغارات الجوية في الجنوب.

وذكر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، في اشارة الى استراتيجية جديدة في جنوب افغانستان تشمل مشاركة القوات الخاصة الاميركية في اعمال قتالية، ان مجموعات من افراد القوات الخاصة تتولى ايقاف السيارات على الطرق الاساسية بحثا عن عناصر طالبان والقاعدة. وقال رامسفيلد: انهم «ينتشرون الآن في الطرق الرئيسية التي تربط الشمال والجنوب، لمعرفة ماذا يجري هناك، ولإيقاف الناس الذين يعتقدون بضرورة ايقافهم». وفي سؤال عما سيحدث للعناصر التي يتصادف ايقافها على تلك الطرق قال رامسفيلد «اذا كانوا من النوع الذي تريد اطلاق النار عليهم، اطلق النار عليهم».

وأكد مسؤولون اميركيون ان العثور على بن لادن، والملا محمد عمر وغيرهما من كبار المسؤولين في طالبان والقاعدة، هو في قمة أولويات البنتاغون، ولكن المعلومات المؤكدة لا تزال غير متوفرة عن تحديد مواقعهم. «فالبعض قتل، والبعض الاخر مختبئ. ولا توجد أي تقارير محددة عن تحديد موقع كبار القادة.

وكان المسؤولون في وزارة الدفاع قد ذكروا يوم الاربعاء الماضي ان الطائرات الاميركية قصفت عدة مبان في كابل في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء ـ قبل ساعات من دخول قوات التحالف الشمالي العاصمة الافغانية ـ يعتقد انها اماكن لاجتماعات اعضاء شبكة القاعدة. وقال المسؤولون انهم يعتقدون ان بعض اعضاء القاعدة ربما قتلوا في تلك الغارات، ولكنهم لم يعرفوا هويتهم أو ما اذا كان بن لادن في تلك المباني خلال القصف.

وذكر مسؤول عسكري كبير «ان ما نعتقد معرفته يأتي من بعض المحادثات الهاتفية عن طريق الهواتف الجوالة التي يتم اعتراضها ـ بعضها محادثات غاضبة أو عصبية بين اعضاء طالبان والقاعدة».

وتوجه الجنرال تومي فرانكس قائد العمليات في الحرب الافغانية الى واشنطن من قاعدته في تامبا بولاية فلوريدا امس للقاء مع كبار المسؤولين في الادارة الاميركية بخصوص المرحلة التالية من الحرب.

ومن بين التغيرات المرجحة في الاستراتيجية، طبقا لمسؤول في وزارة الدفاع الاميركية، هو استخدام طائرات استطلاع بلا طيار وغيرها من وسائل جمع المعلومات للبحث عن بن لادن والملا عمر. وفي الوقت الذي كان العثور على الرجلين في قمة اولويات الحملة الاميركية منذ البداية، فإن معظم جهود جمع المعلومات الاستخبارية حتى الان تركز على ملاحقة تحركات قوات طالبان وتحديد الاهداف بالنسبة للطائرات الاميركية.

وقال مسؤول كبير في البنتاغون «علينا الحصول على معلومات استخبارية كبيرة للغاية اذا اردنا الوصول الى هذين الرجلين».

وتجدر الاشارة الى ان الطبيعة الفوضوية لتراجع قوات طالبان من الشمال عقدت حملة القصف الاميركية لأن الطيارين لم يعد في امكانهم التفريق بين قوات طالبان الهاربة وبين جماعات البشتون المعادية لطالبان في الجنوب. وذكر المسؤولون في البنتاغون ان عددا كبيرا من الطائرات تعود من طلعاتها بدون اسقاط القنابل.

وذكر ضابط «عندما كنا نضرب أهدافا ثابتة، كنا نعلم بوجود أهداف لالقاء القنابل عليها، اما الان فلم يعد الأمر كذلك».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الاوسط»