الملا عمر يهدد بـ«تدمير أميركا قريبا» وبن لادن يفضل الموت على الاستسلام

البنتاغون يعلن مقتل مسؤولين كبار من طالبان و«القاعدة» وباكستان ترسل قوات ودبابات للحدود

TT

هدد زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر امس بـ«تدميراميركا قريبا»، قائلاً انه يفضل «الموت على المشاركة في حكومة من الاشرار»، وذلك خلال مقابلة بلغة البشتون بثتها هيئة الاذاعة البريطانية امس.

وقال الملا عمر الذي ترجمت تصريحاته الى الانجليزية ان «الوضع الحالي في افغانستان مرتبط بقضية كبرى هي تدمير اميركا». واوضح ان «هذا المشروع يحرز تقدما ويجري تنفيذه غير ان المهمة هائلة، تتخطى ارادة البشر وادراكهم». وقال: «سيتم هذا قريبا. وليبق كلامي في اذهانكم». ورفض الملا عمر رفضا باتا فكرة مشاركة حركته في حكومة مقبلة تمثل جميع العرقيات الافغانية.

واضاف «لن نقبل بحكومة من الاشرار ونفضل الموت على المشاركة في هذه الحكومة». واشار الى ان محاولات لتشكيل مثل هذه الحكومة جرت قبل عشرين عاما وباءت كلها بالفشل. من جهة اخرى، اكد الملا عمر ان مدينة قندهار لم تسقط بين ايدي تحالف الشمال المعارض، وهي آخر معقل لحركة طالبان جنوب افغانستان. وقال: «نسيطر على اربع او خمس ولايات» من دون ان يحددها، لكنه اعتبر ان «عدد الولايات التي نسيطر عليها غير مهم. حصل ان سيطرنا فقط على ولاية واحدة، كما حصل ان سيطرنا على جميع الولايات التي خسرناها خلال اسبوع واحد، ان عدد الولايات لا يهم».

واجرت هيئة الاذاعة البريطانية المقابلة في اتصال هاتفي عبر الاقمار الصناعية مع عنصر في طالبان كان على اتصال بالملا عمر بواسطة جهاز لاسلكي، فالصق الجهاز بالهاتف حتى تتمكن «بي. بي. سي». من سماع اجوبة زعيم طالبان. ولا يعطي الملا عمر سوى مقابلات نادرة جدا لوسائل الاعلام الغربية.

وفي غضون ذلك، قالت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية ان الملا عمر بخير في معقله في مدينة قندهار الجنوبية وانه مسيطر على الحركة.

وقالت الوكالة نقلا عن الملا عبد الله المتحدث باسم طالبان قوله «الملا عمر بمكان آمن في قندهار لم يصبه أذى». وأضاف «الملا عمر ما يزال مسيطرا على القيادة. تطيعه طالبان طاعة تامة». ويشوب الغموض الوضع في قندهار، اذ تقول طالبان انها تحكم السيطرة على المدينة، في حين يقول التحالف الشمالي المعارض ان المدينة في حالة فوضى بينما قال زعيم قبلي في المنطقة ان طالبان أحاطت بدفاعاتها آخر معاقلها الرئيسية في أفغانستان.

الى ذلك، اعلن متحدث باسم حركة طالبان لوكالة الانباء الاسلامية الافغانية امس ان اسامة بن لادن يفضل الموت على الاستسلام، وان الولايات المتحدة «لن تقبض عليه حيا». وقال الملا عبد الله ان «اسامة قرر ان الموت افضل له من تسليمه الى الاميركيين».

واضاف ان «اميركا لن تقبض قط على بن لادن حيا»، نافيا شائعات ترددت عن اعتقال بن لادن الذي تعتبره الولايات المتحدة مدبر اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.

وتابع المتحدث: «اتصلت الساعة التاسعة (الرابعة بتوقيت غرينتش) صباحا بالمقر العام لطالبان، في قندهار وهم ينفون قطعا هذه الشائعات». ويعتقد ان اكثر رجل مطلوب في العالم، وهو المدبر المفترض لاعتداءات 11 سبتمبر الماضي في الولايات المتحدة ما زال داخل الاراضي الافغانية، غير ان نظام طالبان الذي يؤويه تكبد هزائم متتالية ويخضع لضغط كبير في معقله قندهار جنوب شرق افغانستان. وعززت باكستان اول من امس مراقبة حدودها مع افغانستان تحسبا لمحاولة قد يقوم بها بن لادن لدخول اراضيها.

وتسارعت وتيرة الاتصالات في اسلام اباد امس لتشكيل حكومة ائتلافية موسعة في العاصمة كابل في مرحلة ما بعد طالبان، ويجيء هذا في الوقت الذي توجه فيها مبعوث الامم المتحدة الى العاصمة كابل، حيث من المقرر ان يلتقي مسؤولين عن الفصائل الافغانية، لبحث صيغة «تشكيل حكومة موسعة تضم كافة العرقيات الافغانية». من جهتها، اعلنت ويندي تشامبرلاين السفيرة الاميركية لدى باكستان ان المبعوث الاميركي الخاص المكلف شؤون المعارضة الافغانية جيمس دوبنز اجرى امس محادثات «مثمرة» في اسلام اباد حول المرحلة الانتقالية السياسية في افغانستان.

وافادت السفارة الاميركية ان دوبنز التقى وزير الدولة الباكستاني للشؤون الخارجية انعام الحق وان المحادثات كانت «مثمرة».

وقالت تشامبرلاين ان «الامم المتحدة تقود الجهود الهادفة الى ايجاد حل سياسي لافغانستان واعتقد اننا سنشهد تقدما في وقت قريب جدا». واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية عزيز احمد خان ان دوبنز والحق اكدا ضرورة تشكيل حكومة واسعة التمثيل ومتعددة الاثنيات في افغانستان. الى ذلك، قال متحدث رفيع باسم التحالف الشمالي المعارض في افغانستان امس ان التحالف لن يشكل حكومة انتقالية للبلاد لكنه سيحكم كابل حتى يتم الاتفاق على حكومة ذات قاعدة عريضة. وقال المتحدث محمد هابيل ان القوات التي دخلت كابل ليست هنا لتنصيب حكومة. نحن نريد ان نقول للشعب اننا لا نريد الحكم ووجود قواتنا يجب ألا ينظر اليه على انه يعني اننا نعتزم استعادة السلطة. وقال ان كابل يحكمها مجلس عسكري أعلى يرأسه وزير دفاع التحالف الشمالي الجنرال فهيم خان الذي سيدير العاصمة حتى تتشكل حكومة. وقال المتحدث: «المجلس دعا ومستعد لاستقبال مندوبين عن الشعب، سواء في الخارج او الداخل للمجيء في اقرب وقت ممكن الى كابل من اجل تشكيل الحكومة بالطريقة التي يشاءون». وفي واشنطن قالت فيكتوريا كلارك المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) امس، ان مسؤولين في طالبان وفي تنظيم «القاعدة»، ليس بينهم الملا عمر او بن لادن، قتلوا في غارات اميركية خلال اليومين الاخيرين على مبنيين، احدهما في كابل والاخر في قندهار. وقال مسؤول اميركي امس ان الولايات المتحدة قصفت مبنى في افغانستان تجمع فيه اعضاء من تنظيم «القاعدة» التابع لابن لادن فقتلت عددا من الاشخاص. وقال المسؤول طالبا ألا ينشر اسمه: «هوجم امس مبنى يعتقد انه مكان تجمع لاناس من القاعدة ودمر المبنى». وقال المسؤول ان المبنى قصفته طائرات عسكرية اميركية وطائرة لوكالة المخابرات المركزية الاميركية تعمل بدون طيار ومزودة بصواريخ هيلفاير المضادة للدبابات. واضاف: «لا نعرف هوية احد ممن قتلوا». وبينما امر الملا محمد عمر مقاتليه امس بالانسحاب من ولاية غازني (الشرق) الواقعة بين كابل وقندهار، ذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان قاذفة بي 52 قصفت صباح امس مواقع طالبان حول قندز عاصمة الاقليم الذي يحمل الاسم نفسه وآخر معقل للحركة في شمال افغانستان.

وقامت الطائرة الاميركية التي شوهدت بوضوح تحلق في السماء بالقاء وابل من القنابل على التلال المجاورة لبلدة خان اباد على مسافة 20 كلم شرق قندز حيث يتمركز آلاف من عناصر طالبان. واعلن القائد محمود صفدار من قرية بانغي الواقعة على مسافة بضعة كيلومترات شرق خان اباد على الطريق المؤدي الى طالقان ان «عناصر طالبان اكثر عددا منا بكثير. ونعتمد على الغارات الاميركية لمساعدتنا».

وفي اسلام اباد، اعلن ناطق باسم طالبان لوكالة الانباء الاسلامية الافغانية ان الطائرات الاميركية قصفت صباح امس معقل الحركة الاصولية في قندهار (جنوب ـ شرق)، مما ادى الى سقوط ثمانية قتلى واضرار مادية جسيمة. وافادت الوكالة ان الطيران الاميركي قصف امس مدينة قندهار وقرية الى الغرب منها وقد اصيب 22 شخصا ايضا بجروح. وقال الناطق باسم طالبان للوكالة ان «قصف امس كان عنيفا جدا واسفر عن دمار كبير وخسائر جسيمة».

وفي كويتا (باكستان)، قال شاهد عيان ان باكستان أرسلت امس قوات ودبابات الى حدودها الجنوبية مع أفغانستان.

وشوهد قطار يقل جنودا ودبابات، وهو يتحرك متجها الى مدينة تشامان الحدودية بينما قال مسؤولو الحدود الباكستانيون انهم أغلقوا الحدود مع أفغانستان لاحباط أي محاولة قد يقوم بها بن لادن للتسلل للبلاد. وقال المسؤولون انهم لن يسمحوا بدخول حتى الشاحنات التي تحمل الفاكهة الافغانية لكنهم سيسمحون للشاحنات التي تحمل امدادات اغاثة بالعبور الى أفغانستان.