زعماء قبائل البشتون يشكلون وفدا للتفاوض مع الملا عمر حول استسلام طالبان

TT

قالت مجموعة من الزعماء القبليين من البشتون بمنطقة جنوب افغانستان امس ان حركة طالبان لا تزال تسيطر على مدينة قندهار وانهم سيرسلون وفدا في محاولة للتوصل الى تسوية سلمية للصراع في البلاد. وقال الملا مالونج وهو قائد سابق من قندهار للصحافيين بعد اجتماع زعماء القبائل لا يزال لطالبان حكومتهم المستقرة في اقليم قندهار. ومضى يقول ان زعماء القبائل سيرسلون وفدا من الشيوخ الى قندهار لاجراء محادثات مع الملا عمر زعيم طالبان للحيلولة دون اراقة الدماء. ووجه زعماء القبائل تحذيرا الى التحالف الشمالي المعارض الذي سيطر على أغلب مناطق شمال البلاد من مغبة الاقتراب من قندهار. وقال الملا مالونج: «لن نسمح لهم أبدا بأن يأتوا ويستولوا على المدينة». واعلن زعيم افغاني امس انه يحاول التفاوض على تسلم مدينة قندهار، آخر معقل لطالبان في جنوب افغانستان، في وقت احتدمت فيه المعارك في ضواحي المدينة. وقال حميد كرزاي زعيم قبيلة مهمة من البشتون ونائب وزير الخارجية الافغاني السابق ان مجموعات قبلية استولت على مطار قندهار وان الفوضى تعم المدينة. وافاد كرزاي لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف من اقليم اوروزجان بالقرب من قندهار ان «اعضاء من القبائل اقتربوا من ضواحي قندهار والفوضى تعم المدينة». واضاف انه على اتصال مع قادة طالبان في وقت سرت فيه شائعات متناقضة حول نتيجة الهجوم على قندهار الذي شنه قادة حرب محليون على ارتباط بشكل غير مباشر مع التحالف الشمالي. وكان مسؤول من التحالف اعلن اول من امس ان طالبان انسحبت من قندهار لكن الحركة الاصولية نفت ذلك مؤكدة انها صدت الهجوم.

وقال كرزاي «انني احاول التفاوض مع طالبان لاقناعهم بان ما يقومون به لا يفيد الافغان ولا افغانستان». وتابع ان الحركة الاصولية فقدت السيطرة على مطار قندهار الذي كان يسيطر عليه مجاهدون قدامى وقادة قبليون. وكانت قندهار، المركز الديني والسياسي لطالبان ومقر اقامة القائد الاعلى لطالبان الملا محمد عمر، نقطة انطلاق للهجوم الذي اتاح لطالبان عام 1996 الاستيلاء على كابل التي انسحبت منها طالبان اول من امس ودخلتها قوات تحالف الشمال. وتتركز الاضواء حاليا على مصير قندهار بعد ان دخل التحالف الشمالي بدعم من الهجمات الجوية الاميريكية المدن التي كانت تسيطر عليها طالبان سابقا وهي مزار الشريف وهرات والعاصمة كابل خلال الايام الستة الماضية. وقال كرزاي الموجود في افغانستان لحشد التأييد لعودة الملك السابق ظاهر شاه الذي يعيش في المنفى منذ خلعه في عام 1973: «ان طالبان سحبت المعدات الثقيلة من المدينة معقل الملا محمد عمر زعيمها». واضاف كرزاي ان: «الناس ثاروا تماما ضدهم. شعب قندهار خرج الى شوارع المدينة. طالبان بدأت تخرج معداتها الثقيلة من قندهار».