رئيس مؤتمر السلام الأفغاني لـ«الشرق الأوسط»: نصر على عودة الملك ظاهر شاه لقيادة أفغانستان

سيد أحمد الجيلاني: لا نتوقع بقاء القوات الأميركية والبريطانية في البلاد إلا أشهرا معدودة

TT

لم يستبعد سيد أحمد الجيلاني زعيم الجبهة الوطنية الاسلامية الأفغانية ورئيس مؤتمر السلام الافغاني امس اجتماع الفصائل الافغانية المختلفة برعاية الامم المتحدة في الامارات في الايام القليلة المقبلة لتحديد طبيعة وتشكيلة الحكومة الائتلافية المتوقع تنصيبها في كابل خلفا لحركة طالبان. وامام انتهاء الامم المتحدة من صياغة ملامح دولة «افغانستان بعد طالبان»، شدد سيد الجيلاني من بيته في اسلام اباد في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» في لندن رفضه لأي حكومة او حل آخر بخلاف عودة الملك السابق محمد ظاهر شاه لتسلم زمام السلطة في افغانستان لمدة لا تتعدى السنتين. كما استبعد الجيلاني ان يسعى تحالف الشمال الى الهيمنة على السلطة.

وعند سؤال سيد الجيلاني عن التطورات السريعة نسبيا التي ادت الى سقوط كابل، قال: «التطورات كانت بالفعل سريعة، الا ان نتيجتها هذه المرة، ستجلب الخير لشعب افغانستان، ونركز حاليا على تعيين الحكومة التي تخدم الافغانيين».

* هل كانت توقعاتك في مقابلة «الشرق الأوسط» في 20/10 بسقوط طالبان قريبا مجرد توقعات ام كانت بناء على معلومات دقيقة لديكم؟

ـ لم يكن مجرد احساس او توقع، لكن اطلاعنا ودرايتنا بما يجري داخل افغانستان جعلني اتوصل الى تلك القناعة.

* هل تتوقعون انه بعد دخول تحالف الشمال الى كابل وسيطرته على معظم الاراضي الافغانية خاصة في الشمال سيقبل بان يشاركه أحد السلطة او التخلي عنها لحكومة ائتلافية؟ ـ نحن نصر على عودة الملك السابق محمد ظاهر شاه كي نجتمع تحت مظلته، وبقاء تحالف الشمال في كابل ليس في مصلحتهم ولا في مصلحة الشعب الافغاني. وفي مثل هذه الحالة فالوضع لن يستقر. ونريدهم ان يسلموا الزمام الى اشخاص لهم تجربة وخبرة في القيادة.

* في حالة توقع السيناريو الاسوأ، وتعنتهم في رفض عودة الملك ظاهر شاه للقيادة، فهل من سيناريو آخر لاسكات صوت السلاح في بلادكم من دون الملك ظاهر شاه؟

ـ لا، لا يوجد مثل هذا. كما أنه سبق لهم ان جربوا هذا في السابق ووصلنا الى ما نحن عليه اليوم. ونحن نصر على عودة الملك لقيادة مجلس قيادي سيضم عددا قليلا من الوجوه البارزة في افغانستان وسيزاول قيادة المجلس لمدة لا تتعدى السنتين. ومن مهام المجلس القيادي تشكيل الحكومة المؤقتة من التكنوقراطيين الفنيين والمؤهلين من ذوي الخبرة والبصيرة. ثم ندعو الى مؤتمر ينتخب ما سنسميه بالمجلس الأعلى الموسع (لويه جوركه)، والذي سيقوم بدوره بانتخاب مجموعة تؤسس ما سنسميه مجلس الشورى. وسيقوم هذا الاخير بدور مراقبة أعمال وفعالية الحكومة المؤقتة.

* كيف هي علاقتكم الآن بتحالف الشمال وهل لديكم اتصالات بقادته؟

ـ علاقاتنا طيبة، ونحن على اتصال برباني (الرئيس الافغاني برهان الدين رباني المتحالف مع تحالف الشمال) والجنرال عبد الرشيد دوستم وغيرهما من المجاهدين والقادة في مقاطعات البلاد المختلفة.

* هل تمانعون ان يقوم برهان الدين رباني، الرئيس الافغاني المعترف به من قبل الامم المتحدة، برئاسة الحكومة الائتلافية المتوقعة بدلا من الملك ظاهر شاه؟

ـ لا اعتقد، فرباني صديقي واقول له كصديق وكأفغاني ان ينقل السلطة الى شخص آخر بامكانه القيام بهذا الدور. ولم يعد له اي معنى ان يبقى يحتفظ بهذا اللقب اكثر من هذا.

* جار التحضير حاليا لاجتماع الفصائل الافغانية لتحديد مستقبل افغانستان بعد سقوط كابل، فهل تحبذون الاجتماع في كابل، بناء على رغبة تحالف الشمال، ام في الامارات ام الدوحة ام في دولة اوروبية كسويسرا؟

ـ ليست لدي معلومات كاملة، لكن سيكون هناك اجتماع، ونريده ان يكون في مرحلة اولى خارج افغانستان. والمهم ان ينظم في دولة اسلامية صديقة سواء كان في الامارات او دولة اخرى.

* هل يعني هذا انكم تفضلون ان يكون الاجتماع (الافغاني ـ الافغاني) تحت مظلة الامم المتحدة ام ان تشارك فيه الدول الجارة مثل ايران وباكستان وحتى ممثلين عن الولايات المتحدة وبريطانيا؟

ـ نفضل ان يكون الاجتماع في الوقت الحالي اجتماعا أفغانيا بحتا تحت رعاية الامم المتحدة. وهذه معلوماتي حتى الآن، وان تغير الامر فلا علم لي.

* وهل تتوقع ان الحكومة الائتلافية التي ستتسلم السلطة في كابل ستحدد خلال اجتماع الامارات، على الارجح؟

ـ نعم.

* التقيت طبعا بنائب مبعوث الامم المتحدة الى افغانستان فرانشيسك فيندريل الذي يوجد حاليا في اسلام اباد ويحضر للمؤتمر، هل من تفاصيل عما دار بينكما؟

ـ ليس بامكاني الافصاح عما دار، لكن جرى الحديث اساسا على تشكيلة الحكومة المتوقعة ومكان اللقاء. وما يمكن ان اقوله ان الوضع سيستقر في افغانستان باذن الله.

* اكدتم خلال مقابلتكم السابقة مع «الشرق الأوسط» ضرورة ارسال قوة حفظ سلام مسلمة، هل تغير الامر؟

ـ لا، نحن ما نزال نصر على ارسال قوة حفظ سلام دولية الى افغانستان ونفضل ان تكون مسلمة.

* بريطانيا تستعد لارسال نحو 6 آلاف جندي لحفظ السلام في كابل وغيرها من المدن، التي خرجت من تحت سيطرة طالبان، والولايات المتحدة تعتزم فعل ذلك، ما رأيكم؟

ـ لا أعتقد انهم يتطلعون لارسال مثل هذا العدد من القوات، لكن حتى وان كان الامر كذلك فهذا سيكون مؤقتا.

* لكن هل «المؤقت» يعني اسابيع ام اشهرا ام سنوات، كونه سبق وتدخلت هذه القوات في مناطق اخرى من العالم ولم تغادرها الى يومنا هذا؟

ـ لا، لا أخشى انها لن تغادر التراب الافغاني، اذ لا اتوقع بقاءها اكثر من اشهر لأنه سيكون هناك اتفاق معهم قبل دخولهم. والمعلومات التي وصلتنا منهم، لا تجعلنا نخشى من بقاء هذه القوات اكثر مما هو مطلوب منها.

* نفهم من كلامكم، انكم ترفضون بقاءها اكثر من اشهر معدودة؟

ـ اعتقد ذلك.

* هل لديكم معلومات عن المكان الذي توجه اليه الملا عمر؟

ـ الله اعلم.

* وهل لديكم معلومات عن سقوط قندهار؟

ـ ليست لدي معلومات حتى الآن.

* وهل حان موعد عودتكم الى افغانستان؟

ـ عودتي لن تتم حتى تحل الخلافات الموجودة ونتوصل الى حل دائم في البلاد. وعندها سنعود جميعا.