الإمارات تتوقع وصول طلائع وفد من الأمم المتحدة للاعداد لمحادثات السلام بين الفصائل الأفغانية

لا تأكيد رسمي بشأن استضافة أبوظبي للمؤتمر ومتحدث أميريكي يرحب بأسهامها في المشروع

TT

قالت مصادر مطلعة في الامارات انها تتوقع وصول طلائع وفد منظمة الامم المتحدة الذي سيتولى الاشراف على محادثات السلام بين الفصائل الأفغانية خلال اليومين القادمين، في وقت تكثفت فيه الاتصالات لتحديد مواعيد وتشكيلات الاطراف المشاركة في المحادثات.

ومع انه لم يصدر حتى مساء امس اي تأكيدات رسمية نهائية بشأن استضافة ابوظبي لمحادثات السلام الأفغانية، الا ان الاوساط الدبلوماسية كانت شبه متأكدة من انه تم اختيار العاصمة الاماراتية لاستضافة هذه الاجتماعات الحساسة وتداولت تلك الاوساط اسباب اختيار ابوظبي مقراً للاجتماع، بالرغم من ان قطر هي التي كانت قد اقترحت عقده.

وقالت هذه الاوساط ان هناك اكثر من سبب وراء اختيار الامارات، ابرزها ان المبعوث الدولي لأفغانستان الاخضر الابراهيمي هو صاحب فكرة الاجتماع بين الفصائل الأفغانية، وان دخول قطر على خط الاقتراح جاء بعد ان بدأت الامم المتحدة وغيرها من الاطراف المعنية بالازمة الافغانية بتداول بدائل لمكان الاجتماع، وعندها استشعرت قطر بحكم رئاستها للدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي وللاجتماع الوزاري الطارىء للمنظمة الاسلامية الذي عقد في الدوحة الشهر الماضي والذي خصص لبحث المسألة الأفغانية انها معنية مباشرة بالموضوع، وان عرضها استضافة اجتماع الفصائل الافغانية يعني استكمال المهمة التي بدأتها قطر في المؤتمر الوزاري، وتتويجا لرئاستها للدورة الحالية للمنظمة الاسلامية.

واوضحت تلك الاوساط ان قطر لم تتشاور مع الأمم المتحدة قبل الافصاح عن عرضها استضافة محادثات السلام الأفغانية، الذي يبدو انه جاء في وقت كانت فيه المنظمة الدولية قد قطعت شوطاً في التباحث مع الامارات لاستضافة المحادثات.

واستذكرت تلك الاوساط الزيارة التي قام بها الابراهيمي لأبوظبي قبل حوالي اسبوعين واجتمع خلالها بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ووزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وكانت القضية الافغانية محوراً لها. وذكرت ان فكرة الاجتماع بين الفصائل الأفغانية طرحت في اللقاءات التي اجراها في ابوظبي، لكن لم يكن في ذلك الوقت قد اتضحت ملامح التطورات العسكرية في الساحة الأفغانية، مما جعل طرح الفكرة في نطاق التداول الاعلامي سابقا لأوانه.

واكدت تلك الاوساط ان الابراهيمي الذي تربطه علاقات وثيقة جداً بالمسؤولين في الامارات، والذي يحرص على التردد على العاصمة الاماراتية من حين لاخر، هو الذي يدفع باتجاه اختيار ابوظبي مقراً للاجتماع وان هذا الاختيار يحظى بقبول من جميع الاطراف بما في ذلك الولايات المتحدة. وأشارت الى ان لابراهيمي كان قد اجتمع مع الشيخ زايد في جنيف الشهر الماضي بعد يومين من اعادة تعيينه ممثلاً للامم المتحدة في أفغانستان وهي المهمة التي كان يشغلها عدة سنوات قبل ان يتخلى عنها في الفترة الاخيرة التي سبقت تفجيرات نيويورك وواشنطن.

وقال مصدر دبلوماسي خليجي رفض الافصاح عن اسمه ان اختيار أبوظبي بدلاً من الدوحة مقراً للاجتماع يحمل معنى سياسيا وليس بروتوكولياً. وذكر ان الأمم المتحدة حريصة على ان يعقد مؤتمر السلام الافغاني تحت رعايتها وبالتالي فإن انعقاد المؤتمر في الدوحة وفي ظل رئاسة قطر للمؤتمر الاسلامي حالياً قد يخلق نوعاً من الازدواجية في الرعاية وهو الامر الذي يخلق اشكالات سياسية ودبلوماسية قد تؤثر على سير اعمال المؤتمر. وأياً كانت الاسباب التي كانت وراء اختيار ابوظبي لاجتماع الفصائل الافغانية فمن الواضح ان هناك شروطاً مناسبة لجميع الاطراف المشاركة سواء كانوا من الاطراف الافغانية او الدول المعنية بمسألة أفغانستان.

وتقول مصادر مطلعة ان الامارات ستوفر السكة التي ستطلق منها عربة السلام الأفغانية ولكن الجميع ينتظر الآن لمعرفة ركاب هذه العربة.

الى ذلك رحب متحدث باسم الخارجية الأميركية بعرض الامارات استضافة المؤتمر وقال ريتشارد باوتشر «لقد اطلعنا على عرض الامارات ونرحب بعرضها المساهمة في نجاح هذا المشروع».