تهديد بن لادن النووي قد يكون مصدره 100 حقيبة طورتها الـ«كي.جي.بي» اختفت من الترسانة السوفياتية

TT

لأن أسامة بن لادن يائس هذه الأيام، خصوصا بعد الانسحابات «التكتيكية» لطالبان من معظم مواقعها في أفغانستان، لذلك فهو رجل أخطر بكثير مما كان، لأنه قد يلجأ لعملية انتحار باستخدام ما لديه من أسلحة متنوعة للدمار الشامل، زعم في مقابلة لصحيفة باكستانية قبل أسبوع بأنه حصل عليها من جهة ما، يعتقد أنها مافيات ناشطة منذ سنوات في تهريب وبيع ما تحصل عليه من مخزون نووي وكيماوي وبيولوجي للاتحاد السوفياتي السابق، مثيرا بذلك مخاوف، حملت الأميركيين على تزويد قواتهم الخاصة، العاملة قرب قندهار بكمامات وأجهزة مضادة لكل ما هو اشعاعات نووية أو بكتيريا بيولوجية أو سلاح كيماوي، حيث المعتقد أن زعيم «القاعدة» وبعض أعوانه لجأوا الى بعض المغاور والكهوف.

وكانت جمعية العلماء الأميركيين قد سبقت بن لادن، حين ذكرت قبله بأسبوعين تقريبا «انه يملك، أو سعى لامتلاك» ما يسمى بـ«الحقيبة النووية» المحتوية على رأس يضم شحنة كيلوتونات تزن مع أقسامها 74 كيلوغراما، وقادرة على قتل ألفي شخص على الأقل اذا ما تم تفجير محتوياتها في مكان يكتظ بهذا العدد من الأشخاص.

واصطلاح «الحقيبة النووية» هو سوفياتي بدأ منذ الخمسينات، ويشير لرأس نووي طورته أجهزة المخابرات السوفياتية السابقة «كي.جي.بي» في الخمسينات والستينات للقيام بعمليات ابتزاز نووي في مدن الدول الأعداء في حالة توتر عالمي، عبر صنعه كقذيفة نووية من أقسام صغيرة يمكن وضعها داخل حقيبة، تبدو كأي حقيبة سفر، لنقلها بواسطة رجل واحد، يمكنه تركيبها في ما بعد بأقل من نصف ساعة، والضغط بعدها على زر تنطلق معه القذيفة الى هدفها، محدثة حين الانفجار دمارا شاملا يقتل الأحياء في منطقة معدل قطرها 500 متر على الأقل، لذلك أسس الجيش الأميركي وحدة مراقبة خاصة منذ 1955 لرصد أي تنقل مشبوه لكل ما هو قطع وأجزاء للحقيبة التي قامت الولايات المتحدة بصنع ما يشبهها تماما في أوائل الستينات، مطلقة عليها اسم أحد جنرالاتها العسكريين، وهو «ديفي كروكت».

وكان جنرال روسي، هو الكسندر ليبيد، قد ذكر لصحيفة روسية منذ شهرين أنه حصل على معلومات من مصادر حكومية روسية خاصة في 1997 تشير الى أن أكثر من 100 حقيبة نووية اختفت من ترسانة الاتحاد السوفياتي السابق في السنوات الخمس الأولى التي تلت انهياره قبل 11 سنة، وبأنه لا يستغرب اذا علم بأن حقيبة منها أو أكثر انتهت لدى منظمة «القاعدة» لأن رجالها المنتشرين في أوروبا الشرقية بشكل خاص «كانوا على علاقة وثيقة مع مافيات تهريب السلاح والمخدرات، ومن السهل على تلك المافيات تأمين حقيبة أو حقيبتين لابن لادن، بسعر لا يزيد على مليون دولار، أو عبر تبادل الحقائب النووية بحقائب مخدراتية»، كما قال.

وذكرت جمعية العلماء الأميركيين تفاصيل معقدة عن «الحقيبة النووية» الأميركية، وهي نسخة طبق الأصل عن نظيرتها الروسية، ومنها أن خطر التفجير الناتج عنها لا يقاس بقوة شحنة «الكيلوتون» الصغيرة بداخلها، انما بالتأثير القاتل للبقايا الاشعاعية الناتجة عن التفجير في المنطقة المستهدفة. لكن المشكلة هي الحصول على تكنولوجيا تؤمن قذف الرأس النووي الى الهدف، لذلك فمن المحتمل أن تكون منظمة «القاعدة» قد حصلت على مكثفات اشعاعية نووية بشكلها الخام، وهي مكثفات يمكن استخدامها في معركة ما، يقضي فيها العدو ومعه الذين استخدموا الاشعاعات، في عملية انتحار جماعي.