لبناني اتهم بتبديل اسمه ليفوز برئاسة بلدية أميركية: لم أغير اسمي و«الحاسدون» هم الذين قالوا ذلك

العبد هيدوس جاء من قرية في جنوب لبنان وفاز برئاسة بلدية بعد تفجيرات 11 سبتمبر

TT

قبل 10 أيام خاض المهاجر اللبناني، العبد هيدوس، انتخابات احتدمت على رئاسة بلدية بلدة واين، البعيدة 40 كيلومترا عن مدينة ديترويت، عاصمة ولاية ميتشيغن الأميركية، التي هاجر اليها وهو في السابعة عشرة من العمر منذ 40 سنة، وفاز على منافسه الأميركي ورئيس البلدية فيها منذ 8 سنوات، روبرت ديكرسون، مثيرا دهشة الكثيرين في بلدة صغيرة، بالكاد يزيد سكانها على 20 ألف نسمة، لأن تفجيرات واشنطن ونيويورك كانت وما تزال تشحن أعصاب الأميركيين بالعداء للعرب والمسلمين الى الآن. وهي مشاعر وجدت طريقها سلبا في صناديق الاقتراع على 7 منهم خاضوا الانتخابات البلدية في عدد من المدن والبلدات الأميركية، وألحقت بهم الهزيمة جميعا، الا الذي احتار بفوزه الجميع، وهو المسلم اللبناني، العبد هيدوس.. هكذا هو اسمه الحقيقي المدوّن على جوازي سفره اللبناني والأميركي. لكنهم قالوا بعدها إن فوزه بالمركز الذي لم يكن ليصل اليه عربي أو مسلم بعد التفجيرات، كان بسبب استبداله لاسمه الأول في بطاقة الانتخاب من «عبدول هيدوس» الى «إيه. هيدوس» كي لا يعرف الناخب في البلدة التي يعمل نصف سكانها في مصنع لسيارات فورد بأنه من أصل عربي، فيحجم عن انتخابه كما أحجم سواه من الناخبين عن التصويت لمرشحين عرب ومسلمين، خاطروا ولحقت بهم الهزيمة.

لكن هيدوس، الذي اتصلت به «الشرق الأوسط» لتنقل اليه عتب العاتبين من استبدال اسمه، شرح أن كل ما قيل عنه هو من غيظ الحاسدين، وقال المتزوج من اللبنانية، بلاسم هيدوس، وهي مهاجرة مثله هناك، وله منها 5 أبناء، عبر الهاتف من محل للسمانة يملكه في واين، وبلهجة أبناء قريته «بنت جبيل» القريبة من الحدود مع اسرائيل في الجنوب اللبناني: «أنا فخور باسمي العربي، وفخور أيضا باسمي الأميركي (يقصد عبدول) لكني معروف منذ زمن بعيد باسم «آل هيدوس» الذي كان مدونا على بطاقة الانتخاب، وليس عبدول، أو «إيه.هيدوس» كما قالوا» وفق تعبيره. الا أن «الشرق الأوسط» وجدت أنه استخدم اسم «إيه.هيدوس» في اعلاناته الانتخابية، وواحدة منها أرسلها هو نفسه عبر الفاكس، وليس «عبدول هيدوس» كما يقول.

وكان الأميركيون أحجموا عن انتخاب 6 مهاجرين ومتحدرين من أصول عربية، هم 4 مسيحيين واثنين من المسلمين اللبنانيين، بالاضافة الى مسلم من بنغلاديش، وأشهرهم عبد حمود، المهاجر اللبناني المسلم الذي رجحته استطلاعات جرت قبل التفجيرات بأسبوع كفائز لا محالة على 4 منافسين على رئاسة بلدية مدينة ديربورن، التي يمثل اللبنانيون والمتحدرون منهم فيها أكثر من 20 بالمائة من سكانها البالغين 98 ألف نسمة، الا أن التصويت في المدينة المكتظة بمهاجرين لبنانيين انتهى بفعل التفجيرات وموجة الكراهية للعرب والمسلمين بهزيمته، المشابهة لهزيمة مني بها في الولاية مسلم آخر مهاجر من بنغلاديش، هو أحمد شهاب، الذي حل في الدرجة الأخيرة بين 6 منافسين على رئاسة بلدية مدينة هامترامك، في حين وضعته استطلاعات جرت قبل التفجيرات بأقل من أسبوع تقريبا كفائز أكيد على منافسيه.

وقال العبد هيدوس إنه كمقيم منذ زمن بعيد في واين، التي لم يزد عدد سكانها منذ وصل اليها قبل 27 سنة، وكذلك معرفته للمقيمين فيها، وليس بينهم من العرب سوى عائلته بالاضافة الى عائلة ثانية من آل الغريّب، ممن أفرادها مهاجرون هناك، بالاضافة الى الخدمات التي قدمها للبلدة طوال 8 سنوات كان فيها عضوا بمجلس بلديتها، هو الذي حمل اليه الفوز بالانتخابات البلدية على منافسه الأميركي.

وقال هيدوس، الذي تخرج جميع أبنائه الخمسة بتخصصات متنوعة من الجامعات الأميركية، إنه فخور بلبنانيته وبعروبته، وباللغة التي يتكلمها ويقرأها جيدا الى الآن. وذكر أنه زار لبنان مرارا، وآخرها قبل 6 سنوات «حيث قمت بمشوار الى قريتنا بنت جبيل في الجنوب». وذكر أن رئيس أي بلدية لبنانية لم يبعث اليه بتهنئة لفوزه برئاسة البلدية الأميركية «ولا أيضا رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أو أي مسؤول لبناني أو عربي آخر، مع أنني العربي الوحيد الذي فاز بمركز رسمي في الولايات المتحدة بعد تفجيرات واشنطن ونيويورك» على حد تعبيره.

وذكر العبد هيدوس، الذي تعيش معه والدته، منيفة بيضون، في واين أن لا طموحات له بعد ذلك، وأنه سيظل يعمل مع زوجته في محل السمانة، مكررا أنه لم يستبدل اسمه ليفوز «بل هكذا هاجمني الحاسدون بعد الفوز» كما قال.

=