محللون: طالبان وبن لادن قد يلجآن إلى شن حرب عصابات من الجبال

TT

لندن ـ رويترز: ربما تناقصت بشدة الاماكن التي يمكن ان يختبئ فيها اسامة بن لادن في أفغانستان بعد التقدم الذي أحرزه التحالف الشمالي الافغاني المناهض لحركة طالبان.

ولكن محللين يقولون ان بن لادن وانصاره من طالبان يستطيعون اللجوء الى الجبال وشن حرب عصابات. وبينما يتقدم التحالف الشمالي بسرعة كبيرة ويهرع الدبلوماسيون خلف الجنرالات، يسود موقف مائع خطر أثار سلسلة من المشاكل والتحديات العسكرية أمام الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وحذر كليفورد بيل رئيس تحرير مجلة «جينز» العسكرية الاسبوعية «الحرب لم تنته اطلاقا رغم نشوة سقوط كابل». ويتفق مع هذا الرأي كريستوفر لانجتون من المعهد الدولي للدراسات السياسية والاستراتيجية في لندن وتساءل في اشارة الى انسحاب طالبان من كابل «هل هي هزيمة أم تقهقر استراتيجي».

وأعاد محللون الى الاذهان ما حدث للروس في الثمانينات عندما واجهوا المهانة في حرب عصابات طويلة في أفغانستان المعروفة بأنها مقبرة للغزاة. كما تتضاءل فرص اشتباك القوات الاميركية مع قوات طالبان في معارك شرسة. وجادل بيل بأن الموقف قد يشكل ضغطا قويا على الائتلاف. وقال: «سأستغرب انضمام قوات غربية الى التحالف الشمالي، الامم المتحدة محور احلال الاستقرار في أفغانستان».

وحذر من انه رغم تآكل قوة طالبان فانهم يستطيعون مواصلة حرب العصابات من معاقلهم.

وكتب لانجتون في صحيفة «التايمز» يقول «يبدو أن خطط طالبان هي عدم القتال وانتظار الحرب في يوم آخر من مواقع وعرة تلائم حرب العصابات». ويقول خبراء انه يجب على المجتمع الدولي أن يجيب وبسرعة عن مجموعة من الاسئلة، ومنها مثلا: من هو مستعد للانضمام لقوات سلام تابعة للامم المتحدة؟ ومن سيشترك في المحادثات السياسية حول مستقبل أفغانستان؟

لمحت فرنسا التي اقتصر اشتراكها حتى الآن في الحملة العسكرية ضد طالبان على عمليات تخابر وخدمات معاونة الى انها مستعدة للاشتراك في قوات حفظ السلام. وقال وزير خارجيتها هوبير فيدرين «سيحدد ممثل الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي المطلوب في ما يتعلق بالامن. وحتى بدون انتظار اتفاق سياسي محدد نستطيع القيام بعملية حفظ سلام على نمط الامم المتحدة»، ولكن ما هي فرص ضبط بن لادن المشتبه فيه الاول في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الماضي المدمرة على الولايات المتحدة التي وضعت خمسة ملايين دولار ثمنا لرأسه. هنا ربما تكون الخيانة أفضل رهان.

وقال وزير الدفاع البريطاني جيف هون الذي وضع الاف الجنود البريطانيين على أهبة الاستعداد للطيران الى أفغانستان والعمل على استقرار الوضع هناك ان المعركة أبعد ما تكون عن الانتهاء. وقال هون انه قد يكون من الصعب اخراج بن لادن من مخبئه في أفغانستان، ولكنه يعتقد أن احدهم في حركة طالبان قد يقوم بتسليمه. وأضاف «أدرك انه توجد مناطق جبلية كثيرة في أفغانستان حيث يمكن أن يختبئ ولكنني واثق من اننا نضيق عليه المكان وان شخصا ما في النهاية سيسلمه».

وحذر بيل من أن بن لادن ربما يكون قد هرب بالفعل من مخبئه في أفغانستان ولجأ الى متعاطفين في باكستان. وأضاف «أظهر بن لادن مقدرة على التحرك بسهولة بين بلاد مختلفة واستغل قواعد التأييد المحلية».

وحرص رئيس وزراء بريطانيا توني بلير، أقوى حليف لواشنطن في الحرب ضد الارهاب على تبديد أي ابتهاج سابق لاوانه. وقال للصحافيين بعد محادثاته اول من امس مع رئيس وزراء البرتغال انطونيو جوتيريز «واضح ان قوات طالبان في حالة انهيار. نحن نرحب بهذا، ولكن من المهم أن ندرك ان أهدافنا لم تتحقق بعد. لا يزال يجب علينا أن نتأكد من أنه لا يمكن استخدام أفغانستان لتصدير الارهاب الى العالم واغلاق تنظيم القاعدة وتقديم بن لادن وأعوانه للعدالة».