تشديد إجراءات الكشف عن الجمرة الخبيثة في السفارات والمنشآت الأجنبية بمصر

TT

في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر والخوف من انتشار مرض الجمرة الخبيثة (الانثراكس) أصبحت الاجراءات الأمنية الخاصة بالكشف عن المرض والجرثومة المسببة له أكثر تشدداً وحدّة.

وفي القاهرة اتخذت العديد من المنشآت الأجنبية ـ وفي مقدمتها السفارات ـ احتياطات أمنية خاصة ضد الجمرة الخبيثة.

وتأتي الاجراءات التي اتخذتها السفارة الأميركية بالقاهرة الأكثر تشدداً حيث تعتمد على عنصرين: الأول هو التعامل مع مصدر الخطر ومحاصرته سواء كان طرداً أو خطاباً مشتبهاً فيه ثم التقاطه في علبة من البلاستيك وارساله لجهة التحليل المختصة. أما العنصر الثاني فيتمثل في اخضاع الأفراد الذين تعرضوا للتعامل مع الطرد أو الخطاب لفحوص طبية شديدة حيث يتم عزلهم وفحص ملابسهم في غرفة خاصة.

وأكد فيليب فريمن المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية أن فتح كل الطرود والخطابات الواردة للسفارة يتم حالياً في مكان خاص معزول داخل أسوار السفارة وبعيد عن العاملين من خلال متخصصين في ذلك يرتدون القفازات والكمامات الخاصة.

وأوضح أن أنواع البريد الواردة للسفارة يتم تقسيمها إلى 3 أنواع رئيسية: الأول البريد الوارد من خلال الحقيبة الدبلوماسية، والثاني عن طريق الجيش الأميركي، والثالث البريد القادم من أي دولة في العالم.

إلا أن التعامل مع الأنواع الثلاثة يتم بشكل موحد من حيث الاجراءات المتبعة ولا يميز طرد أو خطاب عن الآخر.

وأشار إلى أن الطرود والخطابات التي تصل بدون عنوان للراسل أو اسم المرسل إليه داخل السفارة هي التي تكون أكثر اثارة للاشتباه.

وعن الجالية الأميركية بمصر التي يتراوح عددها بين 16 و15 ألف أميركي في مصر قال فريمن ان الاتصال المباشر بينهم وبين السفارة يكون من خلال الموقع الخاص بالسفارة على شبكة الانترنت أو من خلال التقدم مباشرة للسفارة، وانه تم ادراج كافة البيانات عن المرض والاحتياطات اللازمة وكيفية التصرف في حالة الشك في أي طرد أو رسائل واردة لهم والتي يتم ارسالها مباشرة إلى معامل البحرية الأميركية بالقاهرة.

أما السفارة البريطانية فأكد المتحدث الرسمي باسمها أنها تتعامل بحذر شديد وباجراءات أمنية مكثفة وأكثر شدة من أي وقت مضى، حتى أن الاجراءات الخاصة بالتعامل مع المترددين على السفارة والعاملين بها أصبحت أكثر تشدداً تحسباً لأي عمل غير متوقع.

ويواجه القائمون بأعمال السفارة عجزاً في الكشف عن الجمرة الخبيثة لأنهم ما زالوا لا يملكون الأجهزة الخاصة بالكشف عنها وان كان قد تمت زيادة عدد أجهزة الكشف عن المتفجرات والبوابات الالكترونية بالسفارة.

وقال أحد المسؤولين بالسفارة البريطانية ان الطرود والخطابات الواردة للسفارة بلا اسم للراسل أو المرسل إليه لا يتم فتحها أو التعامل معها مطلقاً وتحجز في حجرة خاصة.

وأكد المصدر أن السفارة طلبت من الحكومة البريطانية ارسال شحنة من القفازات والكمامات الخاصة بالكشف عن الجمرة الخبيثة للعاملين بالسفارة خلال الأيام القليلة المقبلة لتوزع على العاملين حتى يتم التعامل بشكل شخصي مع الطرود والخطابات الواردة.

أما مقر هيئة الأمم المتحدة بالقاهرة والتي يتبعها أكثر من 25 منظمة وهيئة تابعة لها، فقد أكدت أن الاجراءات الأمنية ازدادت تدريجياً.

أما الجامعة الأميركية في مصر فقد قامت بالقاء محاضرات توعية للطلبة سواء الاميركيين أو كافة الجنسيات الأخرى لتوعية الطلبة والطالبات وتحذيرهم واعطائهم الارشادات الكافية واللازمة لمواجهة مرض الجمرة الخبيثة، وكان من أهمها ابلاغ المسؤولين مباشرة وغلق التكييف أو المراوح الكهربائية وعزل الغرفة والملابس تماماً التي بها المادة محل الاشتباه.