وصف الخبير الاستراتيجي المصري اللواء أركان حرب عادل سليمان ما تحقق في افغانستان من سقوط كابل وما يتردد عن قرب سقوط قندهار في ايدي قوات التحالف الشمالي بأنه «انتصار هش» خاصة اذا ما تخلت الولايات المتحدة عن التحالف أو أوقفت حملاتها الجوية الحالية.
وقال سليمان الخبير في الشؤون الافغانية في تصريحات صحافية حول الأوضاع الحالية في افغانستان ان التساؤل الكبير الآن هو هل سينجح تحالف الشمال بدعم اميركا في الحفاظ على ما تحقق من مكاسب؟ وهل ستنجح واشنطن في تحقيق تنسيق تام بين العناصر الاربعة الرئيسية في تحالف الشمال؟
وأضاف ان أبرز ما أسفرت عنه هذه الأحداث حتى اليوم هو النتيجة غير العادية المتمثلة في الاتفاق الاميركي الروسي، إذ أثمرت الأزمة عن تحالف بين الاثنين لم يكن متوقعاً في هذه الفترة القصيرة، حيث عادت القوات الروسية تعمل جنباً الى جنب مع القوات الاميركية بعد أكثر من خمسين عاماً من الحرب العالمية الثانية. وأوضح ان اميركا تقوم بشراء وتمويل صفقات السلاح القادمة من روسيا لصالح قوات تحالف الشمال، كما ظهر جلياً ان موسكو قبلت وبطريقة ما ان تكون النائب الأول لاميركا في العالم بما أنها ليست لديها القدرة حالياً على منافستها. وأوضح الخبير الاستراتيجي عادل سليمان ان الاعداد للهجمات من جانب تحالف الشمال الافغاني المعارض لطالبان تضمن الاستعانة بمستشارين عسكريين من كل من روسيا وتركيا وبريطانيا، كما كان اشتراك القوات البرية الاميركية نادراً وليس مع قوات طالبان وذلك باستثناء حادثتين تم فيهما الاعلان عن عدد من الاصابات بين صفوف القوات البرية الاميركية.
وقال الخبير الاستراتيجي ان نتائج هذه الهجمات التي لم يسبق لها مثيل وخدعت الكثير من المحللين بدأت في الوضوح والتبلور حيث استخدمت فيها أحدث الوسائل التي لم يتم استخدامها من قبل مثل الأجيال الجديدة من الصواريخ توماهوك والاقمار الصناعية وذلك في نفس الوقت الذي كانت تعد فيه الولايات المتحدة للهجمات البرية المخططة بين قوات التحالف الشمالية الافغانية وبين قوات طالبان أي ان تكون الحرب البرية بين الافغان والافغان.