دعوات فلسطينية لمحاكمة مسؤول ملف القدس عن تصريحاته بشأن اللاجئين

TT

طالبت شخصيات فلسطينية السلطة الفلسطينية بتقديم الدكتور سري نسيبة المفوض السياسي لشؤون مدينة القدس الى المحاكمة عن تصريحاته بشأن قضية اللاجئين، مؤكدين ان عودة اللاجئين الى ديارهم محط اجماع وطني وليست مجالاً للاستفتاء.

وقال امين سر اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم جباليا محمد ابو مهادي «اننا نطالب بتقديم نسيبة للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى للقضايا الوطنية وذلك لخروجه عن الاجماع الوطني الذي اقرته منظمة التحرير الفلسطينية واكدت عليه عبر اجتماعات عديدة للمجلسين الوطني والمركزي».

واعتبر ابو مهادي ان «خروج نسيبة في اكثر من مناسبة للحديث عن قضية اللاجئين بتصوره الخاص لا يندرج تحت بند وجهة نظر وانما تحت بند التفريط بحق اللاجئين في العودة الى ديارهم طبقاً للقرار الدولي 194. وهذا الحق الذي اكدته جميع الاعراف والمواثيق الدولية واتفاقيات حقوق الانسان لا يجوز لأي كان التفريط به او وضع تصورات شخصية حوله».

وحول مسألة الاستفتاء الذي يدعو اليه نسيبة قال ابو مهادي «ان الثوابت الوطنية لا يمكن طرحها على استفتاء وان العقد الاجتماعي الذي تم بين شعبنا وقيادته كان اساساً حول هذه الثوابت وان اي تفريط في هذه الثوابت سيلغي اي عقد اجتماعي ووطني مع اي كان».

وطالبت لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين ومقرها نابلس في بيان لها الى ضرورة محاكمة نسيبة ووضع حد قاطع لأي عبث في مبدأ حق العودة، معتبرة هذه التصريحات خطيرة جدا وتحتاج الى وقفة وطنية شاملة ضدها»، لأنها لا تعبر عن وجهة نظر عابرة بقدر ما تعبر عن بالون سياسي الهدف منه جس نبض الشارع الفلسطيني تجاه جوهر الصراع العربي ـ الصهيوني».

واتهمت اللجنة التي يترأسها عضو المجلس التشريعي حسام خضر نسيبة «بالترويج لوجهات نظر سياسية لا وطنية وانه يلعب ذات الدور الذي لعبه غيره قبيل مفاوضات عملية السلام الذين لم يتقدموا بأي مقترح دون ضوء اخضر من جهات رسمية مسؤولة ومتنفذة بهدف تطويع العقل الشعبي وتمرير وجهات نظر مرفوضة وطنياً»، مؤكدة ان حق العودة يحظى بإجماع فلسطيني، محذرة في الوقت نفسه من اي محاولة للتفريط بهذا الحق او التنازل عنه او اخضاعه لأية مساومة سياسية مهما كان الثمن.

من ناحيته قال اسماعيل ابو شنب احد قادة حماس ان حق العودة مقدس ولا يحق لأي شخص او جهة التنازل عنه او التلاعب به.

وانتقد تصريحات نسيبة، رئيس جامعة القدس المفتوحة، التي اعرب فيها عن امكانية اسقاط حق العودة للاجئين في حالة اجراء مفاوضات لتسوية سياسية قادمة.

وقال «اي قفز عن هذا الحق انما هو تنكر لحقوق الشعب الفلسطيني الذي ما يزال يتمسك بحقوقه مهما طال الزمن وبالتالي لا يحق لأي جهة سياسية او تفاوضية او تتنازل عن هذا الحق».

ويرى ابو شنب ان تصريحات نسيبة قد لا تكون مجرد رأي شخصي، وقال «نشم رائحة مبادرات سياسية وراء الكواليس تنتقص من حق اللاجئين في العودة وتمهيد الاجواء من اجل قبول مثل هذه المبادرات وهي لا تخدم مصلحة شعبنا».