«البنتاغون» يعول على الانشقاقات عن طالبان والمكافآت لتوفير معلومات تقود إلى اعتقال قيادات القاعدة وطالبان

واشنطن متفائلة بالقبض قريبا على بن لادن بعد انقلاب قادة عسكريين وقبليين ضد الملا عمر

TT

يعتقد المسؤولون الاميركيون ان الانشقاقات في القيادة العسكرية لطالبان وكذلك انشقاق قبائل الجنوب عن الحركة من شأنهما ان يوفرا قدرا كبير من المعلومات للمساعدة في تعقب اسامة بن لادن وبقية قيادات منظمته «القاعدة» وطالبان. ويقول هؤلاء المسؤولون ان هذه الانشقاقات تعني الحصول على المزيد من المعلومات حول حركة طالبان ومخابئ القاعدة ، الامر الذي سيمكن من تحسين عمليات رصد ومتابعة الحركة.

وتأمل وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في ان تؤدي هذه الانشقاقات المرتقبة بالاضافة الى المكافأة التي تقدر بالملايين لمن يدلى بمعلومات تؤدي الى اعتقال او قتل اسامة بن لادن، الى تسهيل مهمة فرق القوات الخاصة الاميركية في شمال وجنوب افغانستان لتضييق الخناق على بن لادن والملا محمد عمر وبقية الافراد الذين ادرجتهم الولايات المتحدة في قائمة «اخطر المطلوبين». ويعتقد مسؤولون في البنتاغون انه منذ بداية انهيار طالبان بدأت تتراجع فرص استمرار بقاء منظمة «القاعدة» في مكان آمن داخل الاراضي الافغانية. واضاف مسؤول، طلب عدم ذكر اسمه، ان «ثمة مكافآت لمن يدلي بمعلومات تساعد في القاء القبض على المطلوبين وزال الخوف الذي كان قائما في السابق مما اوجد مناخا بات من الصعب فيه بقاء مثل هذه المنظمات لفترة طويلة». واكد مسؤولون عسكريون بارزون ان تحديد موقع منظمة «القاعدة» وقادة طالبان وسط مئات الكهوف والانفاق والجبال الافغانية لا يزال يمثل تحديا صعبا. واوضحوا ان هذه المهمة ليست سهلة مع احتمال فرار بن لادن وآخرين عبر الحدود الى باكستان او ايران او احتمال توجههم صوب دول استضافت «القاعدة» في السابق مثل الصومال والسودان. واضاف واحد من المسؤولين ان قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة تراقب الآن بعض الخطوط التي قد يستخدمها الفارون للخروج من افغانستان. واعرب مسؤولون في البنتاغون عن تفاؤلهم في ظل الانشقاقات في صفوف طالبان والضعف والانهيار الذي اصاب الحركة خلال الايام الاخيرة. وقال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الثلاثاء الماضي ان تزايد معارضي القاعدة وطالبان في الكثير من اجزاء افغانستان سيؤدي في نهاية الامر الى توفر المزيد من المعلومات. ومن المرجح ان تغري المكافأة الاميركية، التي تبلغ خمسة ملايين دولار، البعض بالابلاغ عن مخبأ قيادة «القاعدة»وفي هذه الحالة فإن المال سيكون قد «لعب دورا حاسما»، على حد تعبير رامسفيلد. ولعل اكبر خطر يهدد حركة طالبان وتنظيم «القاعدة» ويوفر في ذات الوقت المزيد من المعلومات للولايات المتحدة، يتمثل في رفض قادة قبائل البشتون حكم طالبان في مناطق الجنوب الافغاني حيث يمثل تأييد هؤلاء العمود الفقري لقوة الحركة. وحسب الزعيم القبلي الذي تدعمه الولايات المتحدة حميد كرزاي الذي تسلل اخيرا الى جنوب افغانستان فان القادة القبليين هناك قد بدأوا بالفعل في تنظيم قيادة بشتونية جديدة تحديا لحكم طالبان. وتؤيد القيادة البشتونية الجديدة ملك افغانستان السابق محمد ظاهر شاه. وقال كرزاي كذلك ان القبائل المناوئة لطالبان قد سيطرت على مطار يقع خارج قندهار معقل حركة طالبان. وحسبما اوضح مسؤول عسكري اميركي، فإن ثمة مؤشرات تدل على ان القبائل الجنوبية بدأت في اعادة النظر في علاقتها مع حركة طالبان.

ويعتقد المحلل العسكري والعقيد السابق في الجيش الافغاني علي جلالي ان سيطرة قادة القبائل مجددا على المراكز المحلية ستمكنهم من اعادة تأسيس شبكات المعلومات التقليدية التي من الممكن ان تفيد القوات الاميركية في تحديد مواقع قادة «القاعدة» وطالبان. ويضيف جلالي ان «كل قرية وكل مسجد عبارة عن وحدة ومركز للمعلومات» عما يحدث حول القرية وعليه سيكون من الصعب الاختباء في بيئة مثل هذه.

وفي الوقت الذي تواصل فيه الطائرات الاميركية قصف مواقع طالبان والقاعدة، بما في ذلك الانفاق والكهوف، اتخذت فرق من القوات الخاصة الاميركية مواقع لها في جنوب افغانستان بغرض جمع معلومات وتوجيه الضربات الى اهداف الجماعتين.

وصرح مسؤولون عسكريون ان القوات الاميركية تسعى الى استجواب عدد من القادة العسكريين الذين انشقوا عن طالبان، اذ آثر هؤلاء الانشقاق مع جنودهم عن طالبان بدلا من قتال قوات التحالف الشمالي. وافادت تقارير من كابل بإن القوات الاميركية تبحث في المدينة عن اقراص كومبيوتر وخرائط ووثائق اخرى تركتها حركة طالبان وراءها عند انسحابها من العاصمة مساء الثلاثاء الماضي.

ويرى مسؤولون عسكريون اميركيون ان حرية الحركة المتزايدة في ما يتعلق بعمل القوات الاميركية داخل افغانستان، سواء كان من قواعد داخل البلاد او في الدول المجاورة، سيقلل من الوقت اللازم للرد وشن هجمات على قادة طالبان و«القاعدة». اذ يعتقد خبراء عسكريون ان هذه السرعة ستكون حيوية في عمليات الرد. وحول موقع «القاعدة»، اضاف جلالي انها «تتحرك من مكان لآخر»، مؤكدا اهمية الاستعداد للتحرك بسرعة بمجرد تسلم معلومات حول تحركها، والا فإن القوات الاميركية «ستظل تطارد افراد القاعدة من واد الى آخر»، على حد تعليقه.

* خدمة: «كريستيان ساينس مونيتور» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»