تعزيزات للجيش اللبناني حول عين الحلوة وفاعليات فلسطينية تدين الإعتداء عليه

TT

دفع الجيش اللبناني خلال الساعات القليلة الماضية بالمزيد من التعزيزات الى ضواحي مخيم عين الحلوة الفلسطيني، وشدد من اجراءاته الامنية في محيط هذا المخيم الذي يقع مدينة صيدا و تتحصن فيه جماعة «عصبة الانصار» الاصولية المدرجة على لوائح الارهاب الاميركية والمطلوبة للعدالة في لبنان بتهمة ارتكاب جرائم اغتيال وتفجير واخلال بالامن والاعتداء على امن الدولة.

وظهر امس تفقد وفد عسكري من ضباط الجيش نقاط تمركزه في محيط المخيم، واستمع الوفد الى الجنود حول الاعتداء الذي تعرض له حاجزهم عند مدخل عين الحلوة قبل يومين. وللمرة الاولى منذ سنوات نشر الجيش اللبناني مصفحات ومدافع غير مرتدة من نوع «106» على حواجز عند مداخل المخيم. وتشدد الجنود على هذه الحواجز في التدقيق بالاوراق والهويات وتفتيش السيارات.

وتأتي هذه الاجراءات بعد تحذيرات قيادة الجيش اللبناني، في بيان اصدرته اول من امس، بأن الجيش لن يبقى مكتوف اليدين حيال ما يتعرض له من استفزازات واستهدافات بالقنابل اليدوية والمتفجرات من قبل عناصر مشبوهة ومتعاملة، على مواقعه ونقاطه في محيط المخيم.

وبدأ امس مشهد الملالات والآليات العسكرية والاجراءات المشددة وحال الاستنفار شبيهاً الى حد ما بتلك الاجراءات التي نفذها الجيش في يناير (كانون الثاني) 1996 عندما استنفرت القوى الامنية اللبنانية لإلقاء القبض على «امير»«عصبة الانصا»، احمد عبد الكريم السعدي الملقب بـ «ابو محجن» الذي ادانه القضاء اللبناني بجريمة اغتيال رئيس جمعية المشاريع الاسلامية (الاحباش) الشيخ نزار الحلبي قبل ان يتوارى مذذاك عن الانظار.

الحياة في المخيم، الذي يعتبر «عاصمة الفلسطينيين في لبنان» ويقطنه حوالى 70 الف لاجىء ينتشرون على مساحة كيلومترين مربعين تقريباً، بدت امس هادئة وطبيعية وان كان عدد من السكان يترقب ما ستؤول اليه الاوضاع وسط تخوف من تفاقمها الوضع.

وقد اجمعت القيادات الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها السياسية والفكرية على ان مثل هذه الاعمال «تسيء للقضية الفلسطينية وللعلاقة اللبنانية ـ الفلسطينية».

وقال المسؤول الفلسطيني منير المقدح لـ«الشرق الأوسط»: «ان الفلسطينيين يعتبرون ان امن المناطق اللبنانية من امن المخيمات وان الجيش اللبناني جيش وطني يدعم المقاومة وأي استهداف له هو مستنكر ومُدان من الشعب الفلسطيني وفصائله».

وقد تداعت التنظيمات والفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في عين الحلوة الى عقد اجتماع طارئ امس حضره ممثلو معظم القوى والشخصيات الفلسطينية ولم تشارك فيه حركة «فتح».

وقالت مصادر فلسطينية ان المجتمعين سيقرون خطة للتحرك من اجل التأكيد على عمق العلاقة اللبنانية ـ الفلسطينية والقيام بزيارات الى المسؤولين الامنيين والعسكريين اللبنانيين وابلاغهم موقف ابناء المخيم الرافض لزجه في مواجهة مع الجيش وان استهداف الجيش هو موضع استنكار وادانة من كل الفلسطينيين وان وهذه الاعمال هي من صنع مشبوهين وعملاء مأجورين. كما سيتم تشكيل لجنة فلسطينية دائمة لمتابعة الوضع والتنسيق بين المخيم ومحيطه.

وتحدث عدد من سكان المخيم لـ «الشرق الأوسط» فقال خليل الحسين (صاحب صيدلية في المخيم): «ان الاعمال التخريبية التي تحصل ضد الجيش اللبناني نستنكرها لأنها تضع كل الفلسطينيين في قفص الاتهام وفي دائرة العبث بالامن، في حين ان كل طاقاتنا يجب ان توظف لدعم الانتفاضة وتحسين العلاقات اللبنانية - الفلسطينية التي تشوبها شوائب خصوصاً ان قسماً كبيراً من اللبنانيين ينظر الى المخيمات على انها جزر امنية يقطنها الخارجون على القانون والمجرمون والقتلة. ويتناسى هؤلاء ان الفلسطينيين يعيشون في ظروف مأساوية تنعدم فيها ابسط مقومات العيش بكرامة».

محمد رباح مواطن فلسطيني آخر قال: «الامور تسوى بتحكيم العقل والمنطق لأن ابناء المخيم يرفضون رفضاً قاطعاً التعرض للجيش».