الرباط : الخلاف مع الجزائر سببه المؤسسات والعلاقة بين زعيمي البلدين أكثر من جيدة

الرئيس بوتفليقة يستقبل وزير الداخلية المغربي ويتسلم رسالة من الملك محمد السادس

TT

استقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة امس، ادريس جطو وزير الداخلية المغربي الذي سلمه رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس. وكان وزير الداخلية المغربي حل أمس بالجزائر على رأس وفد مغربي، في زيارة عمل هي الاولى من نوعها منذ تعيينه في منصبه خلفا لوزير الداخلية السابق أحمد الميداوي. وقال جطو في تصريحات صحافية انه يزور الجزائر بأمر من العاهل المغربي الملك محمد السادس، حاملا رسالة ود وصداقة واحترام من العاهل المغربي الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وأضاف أنه جاء ليقدم التعازي والمواساة للحكومة والشعب الجزائري الشقيق والعائلات المنكوبة من جراء الكارثة الطبيعية التي تسببت فيها الفيضانات التي عرفتها الجزائر اخيرا. وأشار جطو الى أنه سيتباحث مع وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني سبل تطوير العلاقات الثنائية والدفع بها لتكون في المستوى بالنسبة لبلدين جارين تجمعهما أواصر الصداقة وحسن الجوار. وقال وزير الداخلية المغربي «أتمنى أن تكون اجتماعاتنا في مستوى ما ينتظر منا». ويتكون الوفد المرافق لوزير الداخلية من أحمد عرفة الكاتب العام للوزارة (وكيل الوزارة) ومحمد الابراهيمي المدير العام للجماعات المحلية (البلديات) ، وادريس الجواهري رئيس ديوان الوزير، والعقيد اليعقوبي مدير الوقاية المدنية. وفي السياق نفسه، قال الطيب الفاسي الفهري كاتب الدولة المغربي (وزير الدولة) في الخارجية ان العلاقات المغربية ـ الجزائرية على مستوى قائدي البلدين أكثر من جيدة، لكنها على مستوى المؤسسات لا تعرف نفس الحال، وهي التي تقف أمام طموحات الشعبين المغاربيين المسلمين بشأن تحقيق شروط الوحدة والتكامل والتعاون. وأبرز الفاسي في سياق رده على الأسئلة الشفوية في مجلس النواب (البرلمان المغربي) أول من أمس أن العلاقات بين البلدين سجلت تراجعا صعبا منذ عام 1995 عقب اغلاق الحدود البرية بين البلدين، و«ذلك بسبب الموقف الجزائري الرسمي من قضية الصحراء، والتي تعمل الجزائر ومنذ عقود على جعلها عقبة موضوعية أمام أي تطوير محتمل للعلاقات الثنائية وتفعيل آليات وهياكل اتحاد المغربي العربي». وأكد الفاسي «أن الأقاليم الجنوبية تشكل حالة اجماع وطني، ولا يمكن بأي حال من الأحوال ومهما كانت الظروف ازاحتها ضمن العلاقات الثنائية». وأضاف أن الجزائر تعمل في العديد من المحافل الدولية «على الترويج لموقف متجدد ضد الوحدة الترابية المغربية عبر هذه القضية المفتعلة». وكانت العلاقة بين البلدين قد عرفت خلال عقد التسعينات حالات متباينة من التموجات بين السلب والايجاب، الا أن زيارة وزير الخارجية محمد بن عيسى للجزائر العاصمة صيف السنة الماضية أعادت نوعا من الدفء لهذه العلاقة، ولكن الأمور عادت من جديد الى حالة التوترالسابقة بعد مصادقة مجلس الأمن على قرار الامم المتحدة بشأن تطبيق الحل الثالث في الصحراء، وهو القرار الذي أثار حفيظة الجزائر وجبهة البوليساريو، واعتبرته الجزائر محابيا للمغرب، لكن يبدو أن الكوارث الطبيعية والفيضانات التي عرفتها الجزائر العاصمة خلال الشهر الحالي والمبادرة المغربية المتمثلة في ايفاد مساعدات مادية ولوجيستية للشعب الجزائري خلفت ردود فعل جد طيبة وتصريحات تكشف مرة أخرى عن رغبة الطرفين في تجاوز الخلافات الثنائية على أساس من الوضوح والشفافية وتسوية الملفات العالقة. وأضاف الفاسي أن هذه المبادرة المغربية الأخيرة، التي تمت بأوامر من العاهل المغربي الملك محمد السادس تؤكد مرة أخرى ارادة المغاربة في مواساة اخوانهم الجزائريين، وترجمة أماني الشعبين الى وقائع ملموسة تقوم على علاقات الاحترام والوضوح المتبادل للتغلب على الصعوبات. وقال: «ان المغرب سيظل حريصا على العلاقات الطبيعية مع الجزائر، والحكومة المغربية تريد أن يسود التعقل والوضوح بدل المصالح الذاتية، مؤكدا أن اتحاد المغرب العربي يقوم على التضامن وحسن الجوار».