مكتب المباحث الفيدرالي الأميركي: لا علاقة للفرنسي من أصل مغربي موساوي بتفجيرات نيويورك وواشنطن والمطلوب هو اليمني رمزي بن الشيبة

TT

كشف روبرت مولر مدير مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي «اف.بي.آي» لممثلي النيابة العامة اول من امس ان رجلا يمني المولد كان يتقاسم مع محمد عطا السكن في غرفة واحدة هو «الانتحاري الـ20» الذي تلاحقه السلطات الاميركية في اطار تحقيقاتها في تفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. وتستهدف حملة مطاردة دولية محمومة رمزي بن الشيبة الذي لم يتمكن من ركوب احدى الطائرات الاربع التي اختطفت واستخدمت في الهجمات على مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) لانه لم يستطع دخول الولايات المتحدة رغم محاولات ثلاث، حسبما اكد مسؤولون اول من امس. وقال المسؤولون ان عطا، الذي يشتبه في انه كان الرأس المدبر للهجمات، حاول مرارا مساعدة بن الشيبة في الوصول الى الولايات المتحدة للمشاركة في عمليات الاختطاف. وكان بن الشيبة، المعروف برمزي عمر، طالبا في هامبورغ بالمانيا حيث سكن مع عطا في شقة واحدة. كما يعتبر بالنسبة للسلطات الاميركية الناجي الوحيد بين الخاطفين الذي لم يشارك في الهجمات التي اودت بحياة نحو 5 الاف شخص، ولهذا فان البحث عن بن الشيبة البالغ 29 عاما من العمر واعتقاله يبدو ملحا ويجري داخل عدد من القارات. وقال مسؤول حكومي «انه ليس في الولايات المتحدة، على الاقل اننا لا نعتقد انه فيها».

ورفض مسؤولو وزارة العدل الاميركية و«اف.بي.آي» التعليق على ما قاله مولر بخصوص بن الشيبة وورد خلال احدى الجلسات المغلقة لورشة عمل لمسؤولي النيابة العامة الفيدرالية حول مكافحة الارهاب. وكان مسؤولو «اف.بي.آي» اعتقدوا منذ الاسبوع الاول من التحقيق في الهجمات بأن عدد المختطفين في الاصل كان 20 شخصا واعتمدوا في ذلك على وجود 5 من المختطفين على متن كل من الطائرتين اللتين صدمتا مركز التجارة العالمي والطائرة التي اصطدمت بمبنى «البنتاغون» اما الطائرة الرابعة فلم يكن على متنها سوى اربعة من الانتحاريين وكانت قد اقلعت من نيوجيرسي وتحطمت في حقل يقع قرب شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا. ويعتقد المسؤولون ان خاطفي هذه الطائرة كانوا يستهدفون ضرب مبنى الكونغرس او احد معالم واشنطن البارزة ولكنهم فشلوا في ذلك بسبب مقاومة الركاب. وقال خبراء مكافحة الارهاب ان التخطيط للهجمات كان محكما وان المعلومات الاستخباراتية دلت على ان كل فريق من فرق الاختطاف الاربعة روعي في تشكيله وجود طيارين تلقيا تدريبا ومنظم ورجلين على الاقل يتسمان بقوة بدنية للسيطرة على الركاب ومنعهم من الوصول الى الخاطفين في كابينة القيادة. ولم تتضح طبيعة دور بن الشيبة او ما قاد «اف.بي.آي» الى الاستنتاج بانه كان الخاطف الـ20 المفترض. وقال مولر ان الفرنسي من اصل مغربي زكريا حبيب موساوي الذي اعتقل في مينيسوتا قبل 11 سبتمبر (ايلول) لا علاقة له بعمليات الاختطاف، رغم وصف وسائل الاعلام وبعض مسؤولي الحكومة له بانه «الخاطف الانتحاري الـ20». ولا يزال موساوي موقوفا في نيويورك على انه أحد الشهود في القضية. وكان قد اعتقل في 17 اغسطس (آب) الماضي بتهمة تجاوز قوانين الهجرة الاميركية بعد ان شك فيه مسؤولو احدى مدارس تعلم الطيران قرب مينيابوليس وابلغوا السلطات بانه طلب منهم تعلم كيفية قيادة الطائرة وهي في الجو دون تعلم كيفية الاقلاع والهبوط. غير ان مولر قال ان موساوي نفى ذلك وقال للمسؤولين انه اراد تعلم كيفية الاقلاع والهبوط لا التحليق في الجو. كما اشار مولر الى ان الكومبيوتر الذي عثر عليه في شقة موساوي لم يوجد فيه ما يشير الى صلته بمؤامرة الاختطاف، وكل ما هنالك ادلة على زيارة موساوي لمواقع على الانترنت خاصة بادوات رش المحاصيل بالكيماويات، وكانت السلطات الفرنسية قد حذرت من انه اصولي متطرف.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»