البنتاغون: بن لادن موجود في محيط قندهار ومقاتلو ومؤيدو طالبان بدأوا يهربون منها

TT

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) امس ان القادة العسكريين يقومون بعملية اعادة صياغة للاستراتيجية العسكرية التي يتم تنفيذها هناك في ضوء الهزيمة والتقهقر السريع اللذين حلا بقوات طالبان في معظم المناطق والمدن الأفغانية باستثناء قندهار. وقالوا ان الصياغة الجديدة تأتي لمعالجة الوضع القائم الذي ترتب على النجاحات العسكرية التي تحققت. وفي اطار الاستراتيجية بصيغتها الجديدة سيعطى هدف البحث عن بن لادن والملا محمد عمر وكبار قياديي طالبان والقاعدة، أهمية أولى، وسيكون لوحدات القوات الخاصة الأميركية الدور الأساسي في عملية ملاحقة ومطاردة بن لادن في الأماكن والكهوف المحتمل ان يكون موجوداً فيها. وفي هذا الشأن قال العسكريون الأميركيون انهم يعتقدون أن بن لادن ما يزال موجوداً في أفغانستان، وربما تحديداً في المناطق المحيطة بقندهار جنوب افغانستان.

وأضاف العسكريون تأكيدهم صحة التقارير التي ذكرت امس ان مدينة جلال آباد شرق أفغانستان قد سقطت في أيدي قوات التحالف الشمالي. أما قندهار، المعقل الأقوى بل الأخير لحركة طالبان فقد أعرب القادة العسكريون عن اعتقادهم بأنها على وشك السقوط في أيدي قوات مناهضة لحركة طالبان من قبائل البشتون، وأكدوا انه لا توجد أي نية أو خطة للسيطرة على قندهار من قبل قوات التحالف الشمالي لأن ذلك سيؤدي الى مجازر كارثية كما انه سيلحق الضرر الكبير بخطة الولايات المتحدة والدول الأخرى لتشكيل حكومة أفغانية موسعة تمثل كافة القبائل والفئات الأفغانية. وقال مسؤولون في الادارة انه من غير المعروف لديهم حتى الآن، بل من غير المؤكد حتى الآن من سيسيطر على مدينة قندهار، حيث كثفت الطائرات الحربية الأميركية قصفها لمواقع طالبان حول المدينة. وقالوا: رغم انه من المؤكد ان قوات التحالف الشمالي لن يسمح لها بالسيطرة على المدينة فانه من غير المعروف من سيسيطر على المدينة ويديرها في وقت قريب، خصوصاً ان مقاتلي ومؤيدي طالبان بدأوا يخلون المدينة ويهربون منها، ولكنهم أشاروا الى احتمال ان تسيطر قبائل من البشتون المناهضة لطالبان على المدينة، لا سيما ان 40% من الأفغان هم من قبائل البشتون وان معظم تلك القبائل توجد في جنوب أفغانستان التي تعد قندهار المدينة الرئيسية فيه.

وأكد مسؤولون اميركيون ان مجموعة من زعماء قبائل البشتون في الجنوب الأفغاني ستوفد ممثلين عنها، من كبار السن ووجهاء القبائل للتباحث مع الملا محمد عمر في موضوع تجنيب المدينة حمامات دم قد تقع فيها اذا ظلت قوات طالبان مصرة على القتال حتى النهاية، وقالوا انهم يقدرون تحذير زعماء البشتون لقوات التحالف الشمالي من دخول قندهار.

وفي ما يتعلق بالاستراتيجية العسكرية في صيغتها الجديدة التي عرضها وبحثها الجنرال تومي فرانكز قائد القوات الوسطى (المركزية) الذي يقود الحملة ضد أفغانستان أمس في البنتاغون، قالت مصادر البنتاغون ان الاستراتيجية الجديدة تركز على شبكة «القاعدة» وزعيمها بن لادن وقيادييه، وقالوا انها ستكون بمثابة استراتيجية وخطة جديدة.

ومن جهة ثانية قال الرئيس الأميركي جورج بوش بعد انتهاء أعمال القمة بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مزرعة الأول في ولاية تكساس: ان الولايات المتحدة لن تدير ظهرها لأفغانستان بعد تحقيق أهداف الحملة العسكرية هناك، بل ستعمل مع الدول الأخرى لمساعدة أفغانستان ليكون بلداً مستقراً لا يسبب تهديداً لجيرانه.

وقال انه بحث الموضوع مع الرئيس بوتين وانهما متفقان تماماً في ما يتعلق بمستقبل افغانستان بعد طالبان. وأكد الرئيس بوش ان الحملة العسكرية ضد أفغانستان لن تتوقف قبل جلب «القاعدة» وقيادييها للعدالة.

وقال: ان الولايات المتحدة تريد رؤية أهداف ثلاثة وقد تحققت في أفغانستان وهي ان يكون بلداً مستقلاً، وألا يكون مأوى للارهاب والارهابيين، بعد القضاء عليهم هناك، وان لا يظل بلداً يشكل مصدراً للمخدرات.

وقال انه بحث كل هذه الموضوعات مع نظيره الروسي، وانهما ملتزمان ومتفقان على تحقيق هذه الأهداف، وأكد «ان العمل جار حالياً لوضع استراتيجية لتحقيق هذه الأهداف»، وهي الاستراتيجية التي بحثها الجنرال فرانكز مع القادة العسكريين، وسيتم اطلاع الرئيس عليها بعد عودته الى واشنطن من تكساس.

وشدد الرئيس بوش على ان الولايات المتحدة والدول المشاركة في التحالف ضد الارهاب لن تترك أفغانستان بعد تحقيق أهداف الحملة العسكرية فيها، وانها ستعمل لمساعدة ذلك البلد ليكون «بلداً مسؤولاً» بين دول الأسرة الدولية وبلداً مستقراً.