3 سعوديين بين نزلاء سجن في كابل يضم عناصر من القاعدة وطالبان

أحدهم من القصيم واثنان من جدة وثلاثتهم نفوا علاقتهم بابن لادن وشبكته

TT

جسده مغطى ببطانية بنية قذرة، والرباط الذي يحيط بذراعه ملطخ بالدماء، ويبدو في كتفه ثقب من جراء شظية دخلت جسده. ويؤكد ذبيان انه ليس من رجال اسامة بن لادن، الا ان الذين اسروه يعتقدون عكس ذلك. وقد احتجز ذبيان، وهو مواطن سعودي، مع غيره من العرب والاجانب بعد سقوط كابل في يد قوات التحالف الشمالي. ذبيان يقبع الان في سجن في الطابق التحتي في مجمع للاستخبارات العسكرية في كابل وهو عبارة عن مجموعة من الغرف القذرة ذات الروائح الكريهة. ويرقد السجناء على الارض يغطون اجسادهم بالبطانيات الصوفية القذرة، او على اسرة معدنية بلا مراتب. ويوجد في كل زنزانة ما بين سبعة الى ثمانية مساجين. واوضح دولت مير نائب رئيس السجن لوكالة «اسوشيتدبرس» ان في السجن سجناء من باكستان والسعودية وقرقيزستان واندونيسيا وان جميعهم كانوا من مقاتلي طالبان. واضاف «عندما اعتقلناهم للمرة الاولى سألناهم : لمن تنتمون؟ فأجابوا: القاعدة». وكانت قوات التحالف الشمالي قد اسرت منذ استعادتها لمزار الشريف 500 مقاتل اجنبي بالاضافة الى عناصر من طالبان، طبقا لما ذكره مير. وتضم تلك المجموعة 200 باكستاني القي القبض عليهم في ولاية قندز. واضاف مير انه قبض على الباقين في كابل وهرات وغيرهما من المدن التي انسحبت منها قوات طالبان بعد سقوط مزار الشريف في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهو الحدث الذي ادى الى توالي سقوط المدن الواقعة تحت سيطرة طالبان واحدة تلو اخرى. كان ذبيان يرتدي سروالا فضفاضا فقط. ورفع الحرس البطانية من على جسمه للكشف عن الشاش الملوث بالدماء والثقب الناجم عن الشظية التي اصابت كتفه خلال وجوده في الجبهة شمال كابل. وهو يتحدث بالاضافة الى اللغة العربية اللغة الدارية وهي واحدة من اللغات المتداولة في افغانستان. قال ذبيان انه من القصيم، وهز رأسه نافيا عندما سئل عما اذا كان على علاقة بإسامة بن لادن. الا ان الملا محمد رئيس الامن في السجن قال انه من اعضاء القاعدة. ولم يشأ ذبيان الذي كان يعاني من الم شديد الحديث اكثر. ويوجد سجينان سعوديان اخران من جدة، هما عبد الله محمد حميد و جابر الحسن. وذكرا انهما من موظفي منظمة الاغاثة الانسانية «وفا». ونفى الاثنان معرفتهما بابن لادن. وقد اعتقل الحسن في كرت بروان في شمال كابل بالقرب من منزل تابع للقاعدة حيث ضبطت وثائق تشير الى مواد وأسلحة كيماوية. اما حميد فقد اعتقل في حي وزير اكبر خان في كابل، وهي منطقة راقية نسبيا و كان يسكن فيها عشرات من العرب والاوزبك والشيشان والباكستانيين مع اسرهم. وقد احضر رجال السجن حميد من زنزانته حيث كان يرقد تحت السرير المعدني. وحاول اخفاء وجهه عندما فتح السجانون الباب، وكان يتحدث العربية فقط، ورفض الحديث، لكنه اصر على انه لا يعرف اي شيء عن بن لادن.