مجلس اللوردات البريطاني يصدر حكمه في قضية ترحيل الفواز وعيدروس وعبد الباري إلى واشنطن خلال أيام

TT

يصدر مجلس اللوردات الذي يعتبر اعلى هيئة قضائية في بريطانيا خلال الايام المقبلة حكمه في ما يتعلق بترحيل ثلاثة اصوليين هم خالد الفواز (سعودي) وعادل عبد الباري وابراهيم عيدروس (مصريان يعتقد انهما من تنظيم الجهاد) من اعوان اسامة بن لادن الى الولايات المتحدة، بتهمة التورط في تفجير في سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام عام 1998. وكشفت مصادر وزارة الداخلية البريطانية امس ان قرار تسريع ترحيل المطلوبين في قضايا ارهابية ربما يكون قد اجل النظر فيه الى بداية العام المقبل. وتقول مصادرالداخلية البريطانية ان المتهمين الثلاثة المحتجزين منذ عام 1988 كلفوا دافع الضرائب البريطاني ما يزيد عن 650 الف جنيه استرليني. وتقول مصادر الداخلية البريطانية ان عبد الباري حصل على مساعدة قانونية تقدر بـ164 الف جنيه استرليني، وحصل الفواز على مساعدة تقدر بـ157 الف استرليني، وعيدروس على 107 آلاف استرليني . وتشير المصادر الى ان احتجاز الاصوليين الثلاثة في سجن بريكستون ثم نقلهم الى سجن بيل مارش جنوب شرقي لندن بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي كلف دافع الضرائب البريطاني نحو 210 آلاف استرليني. وقد اتهم ابراهيم عيدروس وعادل عبد الباري بأنهما توليا في مراحل مختلفة قيادة خلية تنظيم «الجهاد» المصري في لندن المرتبط بتنظيم «القاعدة» الذي يقوده بن لادن.

وعثر في مكتب الرجلين على ما يبدو على نسخة من اعلان للجهاد الاسلامي مؤرخ في الرابع من اغسطس 1998، يؤكد فيه التنظيم انه سيشن عمليات انتقامية ضد الولايات المتحدة لانها اوقفت بعض اعضاء هذا التنظيم. وعيدروس متهم ايضا بانه سلم جوازات سفر مزورة الى اعضاء في التنظيم وقدم لهم دعما لوجستيا.

وتقول المصادر المقربة من جهات التحقيق ان وثائق تعلن المسؤولية عن الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين ارسلت من مكتب عبد الباري في صباح اليوم الذي وقع فيه الاعتداءان، الى هيئات صحافية في فرنسا وقطر والامارات العربية المتحدة وتحمل بصمات اصابع الرجلين الا ان المتهمين ينفون الاتهامات.

ويوضح محضر الاتهام ان عيدروس كان زعيم خلية لندن ومسؤولا عن خلية في باكو تعمل لحساب الجهاد الاسلامي. وقد اسفر الاعتداءان عن مقتل 224 شخصا بينهم 12 اميركيا.

وفي 18 اكتوبر، (تشرين الاول) حكم على اربعة اعضاء في شبكة القاعدة بالسجن مدى الحياة في نيويورك لتورطهم في الانفجارين ضد السفارة الاميركية.

وتقول افادات من محضر التحقيق ان الفواز مدير مكتب «هيئة النصيحة والاصلاح في لندن» حضر عدة اجتماعات لـ«القاعدة» في انحاء متفرقة بالسودان، مع بن لادن وآخرين من كبار قادة التنظيم السري خلال عامي 93 و.94 الا ان القاضي شكك في اسلوب كتابة بعض تلك الافادات، قائلا انه لا يمكن استخدامها في محكمة بريطانية. وافاد ممثل الادعاء البريطاني ان: «فواتير الهواتف التي عثر عليها في نيروبي، بعد حادث تفجير السفارة الاميركية، تربط بوضوح بين اسم الفواز، وخلية «القاعدة» في افريقيا». واوضحت احدى تلك الافادات القانونية، الصادرة عن ضابط في المباحث الفيدرالية الاميركية، ان «الفواز هو ابرز اعضاد الخلية الافريقية، لتنظيم القاعدة، خلال وجوده بكينيا والسودان». وتطرق الى ان نشاط تنظيم «القاعدة»، في السودان عام 1991، قبل ان ينتقل الى باكستان وافغانستان عام 1996، وكذلك الى الفتاوى الصادرة عن بن لادن، والداعية الى مهاجمة الاهداف الاميركية في جميع انحاد العالم. وتعرضت كذلك الى دور الفواز ضمن تنظيم «القاعدة»، في اطار الاعتداءين اللذين استهدفا السفارتين الاميركيتين في نيروبي (كينيا) ودار السلام (تنزانيا) العام الماضي، اللذين سقط فيهما اكثر من مئتي قتيل واربعة آلاف جريح.

وذكر ممثل الادعاء البريطاني ان الفواز، عمل مستشارا لابن لادن خلال فترة وجوده بالسودان، في مجالي الامن، والاتصالات ( باستخدام الهواتف العاملة بالاقمار الصناعية).

وتعتقد المصادر البريطانية ان «الخلية الاسبانية» التي اعتقل اعضاؤها منذ عدة ايام تلقت اتصالا هاتفيا من لندن يوم 27 اغسطس تحدث عن التحضيرات للعملية الارهابية على الولايات المتحدة 11 سبتمبر الماضي. وتعتقد هيئات التحقيق الاسبانية ان الطيار الجزائري لطفي رايسي المعتقل في سجن بيل مارش على ذمة الطلب الاميركي لترحيله الى الولايات المتحدة، هو الذي اجرى الاتصال الهاتفي مع زعيم «الخلية الاصولية» في اسبانيا . وتقول ان رايسي اجرى اتصالا هاتفيا مع نفس المجموعة يوم 26 سبتمبر تحدث فيه عن مخاوفه من حدوث عملية اعتقالات ضد اسلاميين . مما ادى الى اعتقاله بعد ذلك بيومين في لندن، نتيجة التنسيق المباشر بين العواصم الاوروبية وواشنطن في اعقاب الاحداث الارهابية. من جهتها قالت صحيفة «تايمز» البريطانية امس ان رسالة فاكس تتبنى الاعتداءات ضد مقري السفارة الاميركية في افريقيا عام 1998 ارسلت الى لندن قبل ساعات من وقوع الانفجارين تحمل بصمات مشتبه بهما عربيين معتقلين في بريطانيا (يعتقد انهما عادل عبد الباري وابراهيم عيدروس).

ونشرت الصحيفة البريطانية نص رسالة الفاكس بالعربية الذي يقول ان «الجيش الاسلامي لتحرير الاماكن المقدسة يتبنى مسؤولية الهجومين في نيروبي وتنزانيا». وقد كتبت الكلمتان الاخيرتان بخط اليد في حين بقية النص مطبوع بالالة الكاتبة. وتشكل هذه الوثائق جزءا من البيان الاتهامي للولايات المتحدة الذي يطالب بتسليم الرجال الثلاثة وقدم البيان الى مجلس اللوردات الذي سيتخذ قراره في خلال بضعة ايام.

وتشير الوثائق الى اتصال هاتفي بين محمد عاطف (ابو حفص المصري) المسؤول العسكري لـ«القاعدة» الذي قتل في الغارت الجوية في كابل 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري ، وخالد الفواز حيث يطلب عاطف من الفواز سرعة توزيع فتوى تدعو الى قتل الاميركيين. وتقول المصادر البريطانية ان الفاكس اتت الى لندن حوالي الساعة 45،4 بالتوقيت المحلي (45،5 بتوقيت غرينتش) في السابع من اغسطس 1998، اي اكثر من خمس ساعات قبل الانفجارين في مقري السفارة الاميركية في نيروبي (كينيا) ودار السلام (تنزانيا). وتضيف ان رسالة الفاكس تحمل بصمات عيدروس وعادل عبد الباري وقد تبلغا مسبقا بوقوع الانفجارين.