قرر لبنان امس اعداد جواب رسمي على قرار مجلس الامن الدولي رقم 1373 المتعلق بمكافحة الارهاب يتضمن موقفه من هذا القرار وما يفرضه من التزامات عليه.
اتخذ هذا القرار خلال اجتماع عقد في قصر الرئاسة امس بين رئيس الجمهورية اللبناني العماد اميل لحود ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري واتفقا خلاله على عقد اجتماعات لاحقة لاعداد هذا الجواب. وقالت مصادر رسمية ان البحث في الاجتماع طال ساعتين و«تناول القرار رقم 1373 الصادر عن مجلس الامن الدولي وموقف لبنان من مضمونه حيث تقرر اعداد جواب رسمي من الحكومة اللبنانية حول الموضوع وعقد اجتماعات لاحقة لهذه الغاية».
ومعلوم ان هذا القرار الذي صدر قبل ستين يوماً اثر احداث 11 سبتمبر (ايلول) سيبدأ تنفيذه بعد شهر من الآن بعد صور المراسيم التطبيقية له عن الامم المتحدة واستكمال انضمام الدول الى التحالف الدولي لمكافحة الارهاب.
ويأتي القرار اللبناني بإعداد الجواب على القرار 1373 قبيل وصول وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي الى بيروت في اطار الجولة التي سيقوم بها والجنرال الاميركي انطوني زيني في المنطقة. وكذلك يأتي قبل توقيع لبنان اتفاق الشراكة مع اوروبا خلال الاسبوعين المقبلين.
وذكرت المصادر الرسمية ان البحث بين لحود والحريري تناول ايضاً نتائج الاتصالات الجارية حول موضوع الشراكة الاوروبية الذي كان مدار مناقشة بين المسؤولين اللبنانيين والوفد الاوروبي، الذي زار بيروت اخيراً برئاسة رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي، وتقرر توقيع هذا الاتفاق خلال الاسبوعين المقبلين.
واضافت المصادر «ان لحود والحريري تناولا بالبحث ايضاً الاوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الاخيرة، وتطرق البحث الى عدد من المواضيع المتعلقة بعمل الادارات العامة والمشاريع الانمائية والاعمارية». واوضح الحريري انه عرض مع لحود موضوع اتفاق الغاز مع سورية، والخطوات التنفيذية الواجب اتباعها للتنقيب عن الغاز في البحر في ضوء الدراسات الفنية الموضوعة في هذا الصدد. واشتمل البحث ايضاً على دفع عملية الخصخصة قدما وخصوصاً الهاتف الخلوي، وموضوع مخالفات الاملاك البحرية، وموضوع الضمان الصحي للمسنين وتحريك عدد من المشاريع الاعمارية، وتكليف مجلس الانماء والاعمار دراسة وتنفيذ طريق نهر الكلب ـ جونية ـ الجسر العلوي، ومداخل ومخارج طريق نهر الموت ـ ضبيه. وكان الرأي متفقاً على ضرورة تفعيل اجهزة الرقابة، والتدقيق في حسابات المؤسسات العامة».
من جهة ثانية، اشار الحريري، الذي كان قد اجتمع برئىس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مساء، الى ان البحث بينه وبين لحود تناول ايضاً موضوع التعيينات الادارية وضرورة الاسراع فيها، موضحاً ان اجواء الاجتماع «كانت ايجابية وبناءة».
هذا، وبمناسبة ذكرى استقلال لبنان، تلقى لحود برقيات تهنئة من عدد من الملوك والرؤساء العرب والاجانب ابرزهم الرئيس العراقي صدام حسين والعاهل المغربي الملك محمد السادس وامير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح والرئيس الباكستاني برويز مشرف.