حركة السلام الإسرائيلية تدعو شارون إلى التوقف عن الخداع والتعاون مع جهود السلام الدولية

TT

في الوقت الذي يبدو فيه ان الحكومة الاسرائيلية بزعامة ارييل شارون، تسعى لاجهاض مهمة الوسطاء الأميركيين لوقف اطلاق النار، واستئناف المسيرة السلمية خرجت «كتلة السلام» بنداء إلى شارون تدعوه الى التوقف عن أساليب الخداع التي يتبعها لافشال الجهود الدولية وإلى التعاون مع الأميركيين وغيرهم لانجاح هذه الجهود.

وجاء هذا النداء مناسبا بشكل خاص، اذ ان حكومة شارون التي تطالب الفلسطينيين بوقف اطلاق النار وتشترط «اسبوعا من الهدوء التام»، بينما هي تصعد هجماتها على الفلسطينيين وتنفذ الاغتيالات وتشدد الحصار. وذلك كله عشية استئناف المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية باشراف الجنرال انتوني زيني، غدا الاثنين.

ويتضح ان زيني ورفيقيه الوسيطين، ويليام بيرنز واهرون ميلر، سيبدأون مهمتهم في جولات استطلاعية ميدانية للتعرف على الطبيعة الميدانية للصراع والمواجهات. وبعدها يلتقون الطرفين، علما بأن زيني سيظل في المنطقة حتى ينجز اتفاقا لوقف النار.

وقد اعلن ناطق بلسان مكتب شارون ان اسرائيل تتجه بنوايا طيبة الى مفاوضات زيني، حيث انها تجد في مهمته الاساسية هدفا مشتركا، الا وهو وقف النار. «فالمعروف ان مسؤولية وقف النار تقع على عاتق الفلسطينيين وحدهم»، كما قال اوري شيني، المدير العام لديوان رئيس الوزراء. ويثق الاسرائيليون بان الادارة الأميركية تتفهم هذا المطلب وتتبنى هذا التوجه، بدافع قناعتها ان هناك فرقا بين النشاطات الاسرائيلية العسكرية والنشاطات الفلسطينية العسكرية. فما يفعله الفلسطينيون هو الارهاب. وما تمارسه اسرائيل شرعي ويدخل في باب مكافحة الارهاب.

ومن هذا المنطلق بدا شمعون بيريس، وزير الخارجية، واثقا من ان الادارة الأميركية لن تبحث في سياسة الاغتيالات الإسرائيلية، وآخرها اغتيال محمود ابو هنود، على الرغم من ان مثل هذه الاغتيالات تشكل استفزازا مباشرا للمقاومة الفلسطينية يحفزها على مواصلة عملياتها والتمرد على قرار السلطة الوطنية الالتزام بوقف النار.

وقد جاءت دعوة «كتلة السلام»، احدى حركات السلام الراديكالية الأكثر مثابرة في اسرائيل، في مكانها. وتحت عنوان «اوقفوا الالاعيب» نشرت بيانا الى الرأي العام امس قالت فيه ان «موافقة شارون على خطة باول هي بالطبع خديعة».

وجاء في البيان : «انه ـ اي شارون ـ يعتمد على الشعار «سبعة ايام من الهدوء التام»، الذي ينسف كل ما يمكن ان يأتي من بعده. واللوبي اليهودي (في الولايات المتحدة) الذي يعمل في خدمة كل حكومة اسرائيلية، نجح في اللحظة الأخيرة ان يدخل الى خطاب باول الجملة التي تتحدث عن «الهدوء التام كشرط للتقدم في عملية السلام». ومع ذلك، فان هناك عدة عناصر ايجابية في خطة بوش ـ باول. فللمرة الأولى تذكر كلمة «فلسطين» بصريح العبارة. ويتحدثان فيها عن ضرورة وقف الاذلال والتنكيل بالشعب الفلسطيني وتجميد النشاط الاستيطاني تماما ووقف الاحتلال واقامة دولة فلسطينية ذات قدرة على العيش وحل واقعي وعادل لقضية اللاجئين. فهذه بداية جيدة لمبادرة سلام دولية حازمة وحاسمة».

وبهذه الروح خرجت منظمة «يوجد حد»، الفاعلة ضد الخدمة الاجبارية في الجيش الاسرائيلي ومن اجل السماح بالتحرر من هذه الخدمة لمن يطلب ذلك لاسباب ضميرية. وستنظم هذه الحركة مهرجانا ثقافيا ـ سياسيا في يافا يوم الخميس المقبل، بمناسبة ذكرى قرار تقسيم فلسطين (27 نوفمبر /تشرين الثاني) 1947 تحت شعار «قرار الامم المتحدة يتحدث عن دولتين لشعبين، ما بين البحر والنهرين». وتدعو فيه الى وقف الاحتلال. وجاء في الدعوة الى المهرجان: «لن نكون شعبا حرا، طالما ان الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال والاضطهاد».