حرب بين المتدينين والعلمانيين اليهود في أحد أحياء القدس الغربية

TT

أعلن سكان حي «غئولا» اليهودي في القدس الغربية، وهم بغالبيتهم متدينون متزمتون، الحرب على «كل اثر للعلمانية» في حيهم، وذلك بعد ان توفي احدهم متأثراً بجراحه خلال شجار مع العلمانيين، وطالب البعض رئيس الوزراء، ارييل شارون، بالتدخل لمنع تفاقم الأوضاع في الحي الى حرب تصفية للعلمانيين.

وكانت بداية الخلاف في هذا الحي، قد نشبت قبل عدة سنوات، عندما حاول المتدينون المتعصبون اغلاق حانوت بيع اشرطة فيديو بدعوى انه يبيع افلاماً اباحية ويفسد أخلاق سكان الحي المتدينين. وتمت محاولاتهم، في البداية، عن طريق الدعوة لمقاطعة الحانوت.

لكن هذه الدعوة لم تنجح. وظل زبائنه المتدينون والعلمانيون يترددون عليه بمختلف الوسائل، بما فيها الطرق السرية وطلب الأشرطة بالهاتف حتى يوصلها الى بيوتهم. فتوجهوا الى البلدية، لكنها امتنعت عن التدخل، لأن قانون الحريات يمنع تقييد حرية البيع والشراء في اسرائيل.

فحاولوا اغراء صاحب الحانوت لبيعه بمبلغ كبير من المال، لكنه رفض. وقبل اسبوعين، تظاهر المتدينون أمام الحانوت وألقوا بداخله زجاجة حارقة، فاشتعلت النيران فيه وأتت على كل محتوياته. فخرج صاحب الحانوت يصرخ بهستيريا، ودخل في نقاش محتدم معهم. وخلال ذلك دفع برجل دين مسن منهم، عمره 71 عاماً الى الأرض، فضرب رأسه بالرصيف وراح ينزف.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، توفي الرجل متأثراً بجراحه، إذ تبين ان لديه نزيفاً داخلياً. وقد تحولت جنازته، يوم الخميس الماضي الى مظاهرة عقائدية شارك فيها عشرون ألف مواطن من المتدينين. ومرت الجنازة قرب الحانوت المذكور، الذي كان صاحبه قد انتهى لتوه من اعادة ترميمه، فأحرقوه مرة أخرى. وحطموا زجاج السيارات والمحلات التجارية التي يملكها علمانيون في المكان.

ولم تتدخل الشرطة لمنع هذه الأعمال، خوفاً من اتهامها بالتحيز للعلمانيين، خصوصاً ان نائب وزيرة التعليم، ابرهام رابتس (من قاد حزب المتدينين المتزمتين الاشكناز) كان قد وجه اتهاماً بهذا للشرطة وقال انها هي التي تتحمل مسؤولية مقتل الحاخام المسن.