دعا الرئيس المصري حسني مبارك وزراء الحكومة في أول اجتماع بهم عقب اجراء تعديلات محدودة شملت 6 وزراء، إلى أن يتسم العمل الوزاري بروح الفريق والتعاون والتكامل بين الوزارات. وطالب مبارك من الوزراء في الاجتماع الذي عقد أمس واستمر حوالي 90 دقيقة، بأن يوضع في الاعتبار مصلحة الوطن والمواطنين، مشيراً إلى أن شعبية النظام تنبع من الاهتمام بكافة طوائف المجتمع وفي مقدمتهم محدودو الدخل.
ودعا مبارك إلى ترشيد الاستهلاك وتغيير الأنماط التي بدت ظاهرة على سلوكيات الشعب المصري، مشيراً إلى استنكاره لتلك الفئة التي تقضي أجازاتها في مصايف بالخارج، وكذلك البذخ في سفر غير ضروري، والشراء من الخارج لسلع متوافرة في مصر.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد عقد صباح أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة اجتماعا لمجلس الوزراء بكامل هيئته الجديدة لتحديد اولويات العمل الوطني ومهام الحكومة في المرحلة المقبلة بعد التعديل الوزاري الاخير. وصرح وزير الاعلام صفوت الشريف عقب الاجتماع بأن الرئيس مبارك استهل الاجتماع بتوجيه الشكر للوزراء الذين تركوا مجلس الوزراء على ما قدموه خلال فترة عملهم.
وقال الشريف ان الرئيس مبارك لفت الى أن التعديل جاء من أجل فتح طريق، وفكر جديدين، واستهدف ان تكون وزارة التجارة متفرغة للتصدير باعتباره العمل الاساسي للحكومة، والذي لا بد أن يتم فيه تحقيق انجازات وفقا لخطط واضحة ومن خلال التعاون بين أجهزة الدولة المختلفة، مشيرا الى ان التصدير بالنسبة لمصر هو «مسألة حياة او موت».
وأوضح أن الرئيس مبارك ابدى اهتماما بالغا بما توصلت اليه الحكومة من تكليفات وجهها الرئيس في خطابه امام مجلس الشعب والشورى، وحرص مبارك في هذا الاجتماع على ان يستمع الى اجابة من رئيس مجلس الوزراء حول هذه التكليفات التي تصل الى عشرين تكليفا مختلفا، في كافة قطاعات العمل الوطني.
وقال وزير الاعلام المصري ان رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد عرض تقريرا شاملا تضمن القرارات الاخيرة لمجلس الوزراء وكذلك توصيات البنك المركزي واتحاد البنوك في هذا الشأن.
وأضاف ان مبارك أشار على ضوء ما سمعه من رئيس الوزراء الى انه سوف يجتمع اعتبارا من أول يناير (كانون الثاني) القادم مع الوزراء كل على حدة بحضور رئيس الوزراء ليستمع ويستعرض خطط وسياسات كل وزارة في شأن التكليفات، وما تم تنفيذه والجداول الزمنية التي تلتزم بها حيال التكليفات والخطط الخاصة بالدولة كل في مجال اختصاصه، مشيراً الى أنه في بعض الموضوعات سيحضر أكثر من وزير هذه الاجتماعات لمناقشة القضايا المشتركة بين أكثر من وزارة.
وذكر الشريف ان الرئيس مبارك حدد خلال الاجتماع عددا من الموضوعات والتكليفات التي سيناقشها وأصدر عددا آخر من المبادئ والتوجيهات التي تمثلت في ضرورة أن يتسم العمل الوزاري بروح الفريق والتعاون والتكامل بين الوزارات، وان يوضع في الاعتبار الاول مصلحة الوطن والمواطنين.
وأكد مبارك الالتزام بالتصريحات القابلة للتنفيذ وان تكون التصريحات التي تصدر من الوزراء وكبار المسؤولين في اطار السياسات والخطط والامكانيات لان التصريح يعني الالتزام أمام المجتمع ويعني الثقة والمصداقية. وشدد على أهمية أن تضع الحكومة في اعتبارها عند سن القوانين أو وضع اللوائح التي تنظم التعاون بين الافراد والدولة ان تراعي طبيعة المجتمع المصري وقيمه وعاداته وطباع المواطنين. وطالب بالانتهاء من قانون التأمينات وتنشيط دور الجمعيات الاهلية والتأهيل المهني والاسر المنتجة.
وقال وزير الاعلام ان الرئيس مبارك استنكر ممارسات البعض الذين يقضون أجازاتهم في مصايف بالخارج، وقال «عليهم أن يعوا ان الوطن في حاجة لان ينفق كل قرش في مكانه الصحيح وان يعود على ابناء بلدهم ويفتح أبواب الرزق أمام المصريين.
كما استنكر الرئيس مبارك البذخ في أسفار غير ضرورية والشراء من الخارج لسلع تتوافر في مصر، واضاف يجب أن يكون لدينا الحس الوطني والخوف على مصلحة هذا الوطن، موضحا أن الشراء من الخارج يعني اغلاق بيت مصري وان شراء سلع استهلاكية غير ضرورية لمجرد المظهرية يعني الاضرار بالاقتصاد الوطني.
وتعجب الرئيس مبارك من ان ملايين من الاجانب يحضرون لمصر للتمتع بشواطئها ومزاراتها في الوقت الذي يخرج فيه مصريون الى الخارج لمجرد «المظهرة الكاذبة». وقال «اننا في مرحلة نحتاج فيها الى أن يستشعر كل مواطن مسؤوليته أمام ضميره الوطني» ودعا الحكومة الى أن تلتزم مع كافة الوزارات بالسن القانونية لانهاء الخدمة، حتى يمكن اتاحة الفرصة أمام جيل جديد من القيادات وانه لا يجب الاستعانة بمستشارين سوى في الحالات الضرورية، وبمواصفات عالية تتوفر لديهم وبموافقة رئيس الوزراء.