السعودي الغيلان العائد من أفغانستان لـ«الشرق الأوسط»: كنت في كابل أثناء سقوطها لأسباب إنسانية واضطررت للاختباء في السفارة السعودية

TT

وصل الى اسلام اباد قادماً من افغانستان الشيخ ناصر بن محمد الغيلان مدير مكتب مؤسسة الحرمين الخيرية السعودية، الذي ترددت أنباء عن مقتله أثناء اجتياح قوات التحالف الشمالي للعاصمة الأفغانية كابل.

وقال السفير السعودي لدى باكستان علي عواض عسيري لـ«الشرق الأوسط» أمس، ان الغيلان وصل سالماً الى باكستان بعد أن مر بظروف حرجة أثناء سقوط كابل، مشدداً على أن تواجده في افغانستان كان لاهداف انسانية.

وشرح الغيلان قصته في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أثناء وجوده في منزل السفير عسيري لتناول طعام الافطار مساء أمس قائلا، انه دخل افغانستان في السادس من شهر نوفمبر (تشرين ثاني) الحالي ومعه عدد من شاحنات الاغاثة التابعة لمؤسسة الحرمين محملة بـ120 طناً من المواد الغذائية لتوزيعها على المتضررين من القصف. وأضاف «عند دخولنا كابل اشترينا مواد غذائية اضافية كانت متوفرة هناك بالاضافة الى بعض الأغطية الضرورية في مثل هذه الأيام». وزاد «فور وصولنا ومع بدء نشاطنا في التوزيع، أكدت لنا قوات طالبان أن الأوضاع مطمئنة ولا داعي للقلق. ولكننا فوجئنا بانسحاب طالبان ودخول قوات التحالف الشمالي، مما دفعنا الى القلق من تعرضنا للقتل خصوصاً وأنه لم يكن هناك تمييز بين مؤسسة اغاثية وغيرها بل ان العرب كانوا مستهدفين».

وأضاف أنه فضل الاختباء في مقر السفارة السعودية في كابل وبقي فيها حتى يوم الجمعة الماضي 23 نوفمبر الى حين تمكنه من المغادرة بمساعدة عدد من الأفغان الى بيشاور ثم الى إسلام اباد التي وصلها أمس السبت. وقال إن مؤسسة الحرمين التي يرأسها هي الوحيدة التي بقيت تقدم المساعدات في أفغانستان خلال الأحداث التي شهدتها البلاد منذ بدء القصف وحتى سقوط المدن الثلاث.

ولمح الى حدوث سرقات تزامنت مع سقوط كابل وخروج قوات طالبان، مشيراً الى أنه أثناء وجوده في السفارة السعودية تعرضت محلات تجارية ومستودعات للمواد الغذائية بالاضافة الى السفارة الباكستانية القريبة من السفارة السعودية للسرقة من قبل السكان. وأوضح أن هذا الأمر طبيعي عند سقوط حكومة واستيلاء حكومة أخرى على العاصمة.

ونفى الشيخ الغيلان أنه تعرض للأذى، بيد انه اعترف بقضاء لحظات عصيبة عند دخول قوات التحالف الشمالي التي كانت تبحث عن العرب لقتلهم، مما اضطره الى اللجوء الى مبنى السفارة السعودية السابق كابل. وكشف عن أن المبنى لم يتعرض للاقتحام لأن الحراس أخبروا الجنود أنه مهجور ومخصص للهيئات السعودية لتوزيع المواد الاغاثية. واضاف أنه من «خلال اتصالات اجريت بخصوصي تم وضع كتيبة لحراسة مبنى السفارة من قبل قوات التحالف الشمالي، وبعد أن تم التأكد من هويتي والمهمة التي جئت من أجلها سمح لي بمغادرة كابل الى باكستان».

وعبر الشيخ ناصر بن محمد الغيلان عن شكره لجهود السفير السعودي في اسلام اباد علي عواض عسيري ومتابعته لوضعه حتى وصوله الى باكستان.