بوش: أفغانستان ليست إلا البداية في الحرب على الإرهاب

الرئيس الأميركي يحذر صدام حسين من نتائج عدم السماح لمفتشي الأسلحة بالعودة إلى العراق

TT

اكد الرئيس الاميركي جورج بوش ان «الطريق لا يزال طويلا امامنا في محاربة الارهاب»، مضيفا «اننا في صراع طويل مع الارهاب، وقد نخسر ارواحا».

وقال في رده على اسئلة الصحافيين في البيت الابيض امس تعليقا على انزال ونشر مئات من قوات المارينز جنوب مدينة قندهار في افغانستان، ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد سيشرح ذلك، «ولكننا في فترة خطيرة من الزمن، وهي فترة نطارد فيها ونحاول اصطياد الذين فجروا اميركا يوم 11 سبتمبر (ايلول) الماضي».

وفي اشارة الى الاهداف التي تحدث عنها من الحملة في افغانستان ومنها اخراج الارهابيين من كهوفهم قال بوش: «لقد قمنا بذلك وهم الآن هاربون وسنجلبهم للعدالة، واننا سنستخدم كل وسيلة ضرورية لتحقيق ذلك الهدف، وهذا ما نقوم به الآن».

وحث بوش الاميركيين على «الصبر وتفهم ان الطريق طويل لتحقيق اهدافنا».

من جهته قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في مؤتمره الصحافي في الوزارة (البنتاغون) امس، ان قوات المارينز التي وصلت الى افغانستان امس هم باعداد صغيرة بالمئات وانهم ليسوا «قوات احتلال» وانما لمنع قوات طالبان وعناصر تنظيم «القاعدة» من التحرك بحرية ونقل معداتهم، وانها في اطار محاربة الخطر الذي لا يزال يهدد الولايات المتحدة في الداخل والخارج.

واكد رامسفيلد ان المهمة الاساسية هي اقامة قاعدة للعمليات مستقبلا، وربما القيام بمهمات انسانية، وتسهيل وصول المزيد من القوات.

وقال رامسفيلد: ان المهمة ليست سهلة، ولن تنتهي بسرعة، ولكننا مع ذلك، نحقق تقدما. واضاف «اننا نطاردهم من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب». واكد ان «عملنا لا ينتهي بافغانستان، والقضاء على طالبان والقاعدة وبن لادن، لاننا ملتزمون بمحاربة الارهاب حول العالم».

وحول الخسائر بين الجنود الاميركيين، قال الرئيس بوش انه ذكر الاميركيين منذ البداية، وابلغهم ان يكونوا مستعدين لتقبل وقوع خسائر، وانه لا بد من تضحيات.

وحول ما اذا كان العراق هو الخطوة التالية، او الهدف التالي في الحرب ضد الارهاب، وما الرسالة التي يريد ارسالها، قال الرئيس بوش «ان رسالتي هي: اذا كنت تؤوي الارهابيين فانت ارهابي، واذا كنت تطعم الارهابيين فانت ارهابي، واذا طورت اسلحة دمار شامل بغرض ارهاب العالم، فعليك تحمل النتائج». واضاف قائلا «اننا نريد ضمان انجاز كل مهمة، اولا بأول».

واشار بوش الى اعتقال اكثر من 300 حول العالم في مطاردة الارهابيين ومن يدعمونهم ومن لهم علاقة بالقاعدة. وشدد قائلا «ان الارهاب هو الارهاب».

وبتكرار السؤال عن العراق ان كان هو الهدف الثاني المحتمل وما اذا كان يجب على الرئيس العراقي صدام حسين السماح للمفتشين الدوليين بالعودة الى العراق للتفتيش، قال الرئيس بوش «لقد وافق صدام حسين على السماح للمفتشين بالدخول الى بلاده، وحتى يثبت للعالم انه لم يطور اسلحة دمار شامل، فان عليه السماح بعودتهم، واذا رفض السماح بعودتهم فانه (صدام حسين) سيتحمل النتائج».

وبتكرار السؤال مرارا عما اذا كان سينقل الحرب الى العراق بعد افغانستان، كما اشار الى ذلك الاربعاء الماضي بقوله «ان افغانستان ليست إلا البداية»، اجاب الرئيس بوش قائلا انه لا يزال متمسكا بما قاله، وافغانستان لا تزال هي البداية، وان كل من يؤوي الارهاب هو ارهابي، ومن يدعم الارهاب ويموله فهو ارهابي، و«لا يمكنني ان اوضح للعالم اكثر من هذا»، واذا طوروا (العراقيون) اسلحة دمار شامل، لاستخدامها في ارهاب دول اخرى حول العالم، فانهم سيتحملون المسؤولية، وبالنسبة لصدام حسين فانه يحتاج للسماح للمفتشين بالعودة الى بلاده، ليثبت ويري العالم انه لم يطور اسلحة دمار شامل».

من جهتها اكدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) انزال عدة مئات من جنود المارينز امس في جنوب افغانستان حيث سيطروا على مطار يسمى دولفاتي يبعد حوالي 100 كم جنوب مدينة قندهار آخر معاقل حركة طالبان في افغانستان، وقال البنتاغون ان عملية الانزال التي نقلت خلالها طائرات هليكوبتر ضخمة جنود المارينز كانوا طليعة لحوالي 1500 من المارينز سيتم انزالهم اليوم في خطوة اولى نحو السيطرة على مدينة قندهار. كما يتوقع ان يتبعهم المزيد من الجنود والمزيد من العتاد والمعدات العسكرية في وقت لاحق.

ويأتي انزال ونشر قوات المارينز في مرحلة جديدة في الحرب، حيث تشارك قوات برية اميركية بشكل مباشر، باستثناء افراد القوات الخاصة الذين بدأوا عمليات خاصة وسرية داخل افغانستان منذ اكثر من شهر تقريبا.

وذكرت تقارير ان المطار الذي سيطرت عليه قوات المارينز كان قد تم بناؤه واستخدامه من قبل شبكة القاعدة، وان طائرة هليكوبتر كان يستخدمها زعيم طالبان الملا محمد عمر كانت في المطار قبل ثلاثة ايام.

واكد الجنرال جيمس ماتيس قائد قوة المارينز ان «مشاة المارينز تم انزالهم، ونسيطر الآن على اراض في افغانستان».

ويؤكد ارسال المارينز، تغيرا في الاستراتيجية تجاه افغانستان وخروج ادارة الرئيس بوش من ترددها بشأن ارسال قوات برية قبل ان يتم القضاء نهائيا على آخر موقع لطالبان، بواسطة الغارات والقصف الجوي كما جرى في مدن الشمال. لكن عدم السماح لقوات التحالف الشمالي، بالسيطرة على قندهار، بل عدم قدرتها على ذلك، وعدم توفر قوات معارضة جنوبية كافية للسيطرة على قندهار، دفع الى اتخاذ القرار بارسال قوات من المارينز.

وسيؤدي هذا التغير الرئيسي الى اشتراك قوات المارينز مباشرة في القتال والمعارك للقضاء على طالبان في آخر معاقلها، وان هذا التدخل المباشر، قد يؤدي الى مزيد من الخسائر في الارواح بين الجنود الاميركيين.

وفيما يتعلق بقوات المارينز التي سيصل عددها اليوم، او خلال يومين على اقصى تقدير، الى حوالي 1600 جندي، قالت مصادر عسكرية ان وصولهم سيتم على مراحل، نصفهم وصل الآن الى المواقع التي يسيطرون عليها، والبقية ستتبعهم لاحقا. وقال عسكريون ان قوات المارينز ستشارك في عمليات المطاردة والملاحقة لاصيطاد بن لادن وغيره من القياديين في شبكة «القاعدة»، واستبعدوا مشاركتهم في قتال مباشر ضد مقاتلي طالبان في مدينة قندهار. واشار هؤلاء العسكريون الى ان الغارات والقصف الجوي الذي تقوم به الطائرات الحربية في قندهار، ستكون الوسيلة الاساسية للقضاء على قوات طالبان وانهاء سيطرتهم على المدينة.

واكد العسكريون الاميركيون ان جنود المارينز قاموا بعد احتلالهم للمطار، بتجهيزه ليصبح قادرا على استقبال المزيد من الطائرات التي ستنقل الجنود والذين سيلحقون بالموجة الاولى من المارينز.