مقتل كل الأسرى الأجانب الـ600 في تمرد السجن بمزار الشريف والبنتاغون يحقق في مقتل عنصر من المخابرات الأميركية في الحادث

TT

قلعة خانجي (أفغانستان) ـ وكالات الأنباء: أكد حليم رزم، مساعد الجنرال الاوزبكي عبد الرشيد دوستم للشؤون السياسية، امس ان المقاتلين الاجانب الـ600 في قوات طالبان الذين تمردوا اول من امس في قلعة خانجي قتلوا (جميعهم عمليا)، في الوقت الذي تردد فيه المسؤولون الاميركيون في تأكيد مقتل عنصر من وكالة الاستخبارات الاميركية (سي.آي.إيه) في الحادثة. واوضح رزم ان اربعين جنديا من قوات دوستم قتلوا كذلك، وجرح مساعده للشؤون الامنية سعيد كامل.

وكان قائد من التحالف الشمالي في منطقة شجان الدين قد صرح أن عدداً من الاسرى الاجانب (العرب والشيشان والباكستانيين) التابعين لحركة طالبان لا يزالون يقاومون في احد أقبية القلعة الواقعة على بعد 10 كيلومترات غرب مزار الشريف، وقال «إنهم يخرجون لاطلاق قذيفة هاون ثم يعودون الى القبو الذي يختبئون فيه».

وكان مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية قد افاد ان دبابة تابعة للتحالف الشمالي اطلقت في وقت سابق امس رشقا ناريا على القلعة التي كانت في السابق معقلا للجنرال الاوزبكي عبد الرشيد دوستم، ورد المتمردون باطلاق قذائف هاون ورشقات من رشاشات كلاشنيكوف. ويحاصر 500 من مقاتلي التحالف الشمالي القلعة المبنية من الطين في سفح جبل. وكان ثمانية من عناصر التحالف الشمالي قد قتلوا اول من امس بقنبلة القتها طائرة اميركية على القلعة اصابت خطأ دباباتهم.

وهؤلاء الأسرى الأجانب التابعون لحركة طالبان كانوا قد نقلوا الى القلعة بعد استسلامهم في قندز. واوضح محمد علم المتحدث باسم القائد عطا محمد من قوات التحالف الشمالي ان الاسرى «هم من الاجانب في غالبيتهم» اي من الباكستانيين والشيشان والعرب. واضاف «لقد سبق ان استسلموا واسروا، الا انهم عادوا وانتزعوا سلاح حراسهم». واوضح انه «لم تحصل اي حوادث بين قواتنا وبين الاسرى اليوم (امس الاثنين)»، مضيفا «نحن نراقبهم لمنعهم من الفرار، وفي حال حاولوا ذلك سنطلق النار عليهم». واشار الى ان «بعضا منهم حاول الفرار فتعرض للقصف».

واكد مساعد دوستم امس مقتل عنصر من «سي. آي. ايه»، في حادثة التمرد. الا ان دبلوماسياً غربياً قال في وقت لاحق امس ان الولايات المتحدة تقوم بالتحقيق في المعلومات التي تحدثت عن مقتل مستشار اميركي في تمرد قلعة مزار الشريف. ونفى المتحدث باسم التحالف الدولي ضد الارهاب، كنتون كيث، اثناء مؤتمر صحافي عقده في اسلام آباد المعلومات التي افادت بمقتل الاسرى المتمردين على ايدي جنود التحالف الشمالي الافغاني في أعقاب تمردهم. ونفى ايضا مقتل اميركي أو أكثر في هذا التمرد. لكنه حين سئل عن احتمال مقتل مدني اول اكثر، أجاب «اننا نواصل التحقيق».

واعلن مراسل مجلة «تايم» الاميركية الموجود في المكان انه سمع ان عسكريين اميركيين خطفا في غمرة حركة التمرد وتم نزع سلاح احدهما وقتله. وقال كيث «اطلعت على هذه المعلومات وتلقيت تأكيداً من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) انه لم يخطف اي عسكري (اميركي) او يقتل، ولكننا نواصل التحقيق».

واعلن المترجم في فريق التلفزيون الالماني الذي كان موجودا هو الآخر اثناء حصول التمرد، ان اميركيا قتل. وشوهدت في ما بعد فرق من القوات الخاصة الاميركية والبريطانية تطلق النار على الاسرى من خارج السجن وترشد الطائرات الاميركية التي كانت تشن الغارات على القلعة، حسبما ذكر مراسل «تايم». وقد ارسلت الى المكان ايضا دبابات لتحالف الشمال الافغاني بهدف قمع حركة التمرد.

ودافع المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة الارهاب عن موقف جنود التحالف الشمال الافغاني في عملياتهم لقمع التمرد، ونفى ان يكون قد حصل ما يشبه المجزرة، وقال «لقد تصرفوا باعتدال. لسنا على علم بحصول فظائع معممة». واعتبر ان «وضع» الاسرى تغير فور «قيامهم بعمل هجومي».