القائد العسكري الجديد لتنظيم «القاعدة» كان ضمن تنظيم مصري حاول ترتيب إنقلاب عام 1987

TT

كشفت مصادر الجماعات الاسلامية في مصر ان القائد العسكري الجديد لتنظيم القاعدة الذي حل محل احمد عاطف (ابو حفص المصري) الذي قتل في القصف الاميركي، وهو محمد ابراهيم مكاوي المكنى بسيف العدل، كان يعيش قبيل مغادرته مصر في نفس عمارة وزير الداخلية الاسبق زكي بدر حيث كان يقطن الشقة التي تعلو شقة الوزير بنفس العقار الذي يقع في ميدان الجامع بضاحية مصر الجديدة.

وسبق لمكاوي الذي كان يعمل ضابطا بالجيش المصري في «القوات الخاصة» ان اتهم في القضية رقم 401 عام 1987 الخاصة بمحاولة اعادة إحياء تنظيم الجهاد، وكان وقتها بالخدمة وحصل على البراءة في هذه القضية وكان ابراهيم العيدروس المطلوب على القائمة الاميركية للارهابيين ويعيش حاليا في لندن، متهما معهم في القضية، بالاضافة لثروت صلاح شحاتة وهو مطلوب كذلك.

وكان مكاوي على علاقة بالرائد عصام القمري، احد رموز قضية تنظيم الجهاد عام 81 وحكم عليه بالسجن في هذه القضية لمدة 15 عاما، الا انه قتل في محاولة لهروبه عام .1987 وكانت اجهزة الامن المصرية قد اكتشفت عام 1987 تنظيما عسكريا يضم عددا كبيرا من ضباط الجيش من رتبة ملازم وحتى رتبة عميد، وانهم على صلة بعصام القمري من خلال شقيق زوجته النقيب عبد العزيز سلام، وكان مكاوي احد اعضاء هذا التنظيم، كما كان يحمل رتبة عقيد حينها.

وكان التنظيم المكتشف قد اعد خطة لتهريب عناصر تنظيم الجهاد من السجن والقيام بانقلاب عسكري بمساعدة ضباط من سلاح المدرعات بعد الحصول على كتيبة مدرعات من احد المراكز القريبة من القاهرة والزحف بها للسيطرة على العاصمة.

وقد ضبطت اجهزة الامن خططا ورسوما هيكلية للسجن وخطة الهروب لدى احد اعضاء التنظيم، وهو احمد راشد. وكان احد المتعاطفين مع التنظيم والمعروفين بالتخصص في علم الجغرافيا قد اعد رسوما للسجن والطرق المؤدية اليه ووسائل الهرب، وهو اسامة أحمد عبد الله الشهير «باسامة جغرافيا».

وحين اكتشفت الخطة عام 87 تم اعتقال عدد من ضباط الجيش مثل المقدم محمد الدم «مظلات» ومحمد مكاوي «صاعقة» والنقيب عفيفي.

ويعد سيف العدل أو محمد مكاوي من الرعيل الاول لقادة تنظيم الجهاد المصري، وقد ثارت بينه وبين ايمن الظواهري زعيم الجهاد الحالي خلافات في الرأي باعتبار ان سيف العدل رجل عسكري مهيأ لتولي زمام القيادة.

وقد رصد مكتب المباحث الفيدرالي (اف.بي.اي) جائزة قدرها 25 مليون دولار لمن يرشد عن مكان سيف العدل المتهم بتفجير سفارتي الولايات المتحدة بنيروبي ودار السلام في اغسطس (آب) عام 1998 والتحضير للعمليات الارهابية التي ضربت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي.

واشارت مصادر الجماعات الاسلامية الى ان مكاوي يستخدم كنية سيف العدل المدني، في اشارة الى جزء من حياته قضاه في المدينة المنورة بالسعودية قبل سفره الى افغانستان.

واكدت المصادر ان سيف العدل غير مدرج في أي من قضايا العنف الديني بمصر. واشارت الى ان الكثير من القناعات تغيرت بعد الدمج الذي حدث بين تنظيم الجهاد المصري والقاعدة، والذي ادى الى اعلان «الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين» عام 1998.

وأوضحت ان سيف العدل الذي غادر القاهرة عام 88 الى السعودية، ومنها الى باكستان مع عدد كبير من قيادات الحركة الاصولية المصرية، اتخذوا نفس الطريق تقريبا ومنهم الظواهري الحليف الاول لابن لادن ورفاعي طه المسؤول العسكري للجماعة الاسلامية وطلعت فؤاد قاسم (ابو طلال القاسم) من كرواتيا ويعتقد انه تم تسليمه الى مصر وعلي الرشيدي وكنيته أبو عبيدة البشيري المسؤول العسكري السابق لـ«القاعدة» الذي لقي حتفه غرقا في بحيرة فيكتوريا بافريقيا عام 1995 ومحمد شوقي الاسلامبولي، شقيق قاتل الرئيس المصري الراحل انور السادات.