الأفغان يناقشون مستقبل بلادهم السياسي في أول مؤتمر دولي من نوعه

الأمم المتحدة تعتبر «القوة المتعددة الجنسيات» أحسن خيار لمستقبل أفغانستان

TT

من المقرر أن يفتتح اليوم في بون أول مؤتمر دولي من نوعه يبحث فيه ممثلو الفصائل الافغانية مستقبل بلادهم السياسي في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها أفغانستان.

وسيضم المؤتمر أربع مجموعات أفغانية رئيسية، وهي «مجموعة كابل» التي يمثلها التحالف الشمالي الذي يسيطر منذ 13 من الشهر الجاري على العاصمة الأفغانية، و«مجموعة روما» التي تضم ممثلين عن ملك أفغانستان السابق محمد ظاهر شاه، و«مجموعة بيشاور» التي يتزعمها بير سيد احمد جيلاني وهو من اثنية البشتون، وأخيراً «مجموعة قبرص» المدعومة من إيران والتي تضم ممثلين من الهزارة (الشيعة).

وقد هون الرئيس برهان الدين رباني أمس من أهمية هذا المؤتمر، باعتبار انه سيكون «مجلس مندوبين» وليس «مجلس قمة». وأوضح رباني في مقابلة مع قناة «أبوظبي» الفضائية خلال زيارة مفاجئة للإمارات العربية المتحدة أن مؤتمر بون «لن يشارك فيه رؤساء الأطراف في أفغانستان». وأضاف «أن المجلس والاجتماعات الاساسية ستكون داخل افغانستان، ويجب ان يشارك المسؤولون في الدرجة الاولى، ويتخذوا القرارات الرئيسية».

وقد تم نقل وفد التحالف الشمالي الذي يرأسه وزير الداخلية يونس قانوني أمس إلى بون عبر طائرات عسكرية بريطانية. وقال ستيفن ايفانز الممثل البريطاني في افغانستان ان «طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي من طراز «هركيوليز سي. 130» نقلت الوفد الى مكان ما خارج أفغانستان، ومنه نقلوا إلى طائرة «ترايستار» تابعة لسلاح الجو الملكي لتأخذهم الى بون».

وجرت عشية عقد هذا المؤتمر، مشاورات روسية إيرانية حول مستقبل أفغانستان. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية امس إن المشاورات التي جرت يوم الجمعة الماضي في موسكو على مستوى نائبي وزيري الخارجية، تناولت «الجهود التي تبذل من اجل تحقيق تقدم حقيقي للتسوية السياسية في افغانستان بما في ذلك تشكيل هيكليات السلطة الانتقالية». واضاف ان الطرفين اكدا «الدور الاساسي للامم المتحدة» في هذه العملية، واعربا عن تأييدهما لتشكيل «حكومة تمثيلية موسعة متعددة العرقيات، وتمثل مصالح جميع الافغان، وتعمل على اقامة علاقات سلمية مع جيران افغانستان وتتعاون مع الاسرة الدولية في الحرب ضد الارهاب وتجارة المخدرات». وتدعم موسكو وطهران التحالف الشمالي الذي صار يسيطر حالياً على القسم الأكبر من أفغانستان بفضل القصف الأميركي على مواقع طالبان.

من جانبها أعربت وزارة الخارجية الايرانية عبر المتحدث باسمها حميد رضا آصفي عن أمل إيران في أن ينجح مؤتمر بون في وضع اطار لمشاركة الجماعات الافغانية في السلطة «على اساس التقسيم السكاني لافغانستان». وقال اصفي ان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي سيزور العاصمة الباكستانية اسلام اباد الخميس المقبل لاجراء مباحثات بشأن افغانستان والعلاقات الثنائية.

بدوره، اعلن المبعوث الخاص للامم المتحدة الى افغانستان الاخضر الابراهيمي امس في بون قوة متعددة الجنسيات تابعة للامم المتحدة ستكون الخيار «الاكثر قابلية للاستمرار» من اجل ضمان الامن في افغانستان، ولكن الامم المتحدة «تستبعد» ارسال قبعات زرق. وقال المتحدث احمد فوزي امام الصحافة عشية افتتاح مؤتمر بون ان «الخيار الاكثر قابلية للاستمرار سيكون تشكيل قوة متعددة الجنسيات تحمل تفويضا من قبل مجلس الامن الدولي». وتابع الناطق ان «مسألة الامن ستكون الشق الاخر من المؤتمر، وهو موضوع يرتدي اهمية قصوى». واضاف «من المستبعد ارسال قبعات زرق»، مشيرا الى انه «بسبب الصعوبة على الارض وتعقيد الوضع، ليس هناك من سلام للحفاظ عليه» في اطار عملية حفظ سلام.

وفي ما يتعلق بالخيار الثالث الذي تم طرحه وهو تشكيل قوة افغانية، قال فوزي انه «سيكون من الصعب تشكيلها في الاسابيع المقبلة»، مؤكدا عدة مرات ضرورة عودة الامن الى افغانستان.

وكان الابراهيمي قد طرح هذه الخيارات الثلاثة في 13 من الشهر الجاري. وشدد الناطق على واقع ان الامر يعود للافغان لقبول او رفض مثل هذا الحل. ورفض التحدث مسبقا عن تشكيلة مثل هذه القوة، مؤكدا ان «الدعوة للمشاركة في هذه القوة ستأتي حين يتقرر التفويض في مجلس الامن الدولي، اذا تقرر». واضاف «من السابق لأوانه بعض الشيء التحدث عن هذا الموضوع هنا والآن».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس عن دبلوماسي من الأمم المتحدة مقرب من المفاوضات قوله إن المنظمة الدولية «متفائلة لكن بحذر» إزاء نجاح مؤتمر بون. وقال هذا الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته «نحن حذرون لاننا امام شيء جديد هنا، لكننا متفائلون لان الامر يتعلق بفرصة تاريخية لا يمكننا ان نسمح باضاعتها». ورأى ان المؤتمر «يشكل فرصة السلام الحقيقية الاولى منذ عشرات السنين، الفرصة الاولى من اجل تشكيل حكومة تمثيلية في افغانستان» و«نأمل ان يكون كل طرف على استعداد للانطلاق مجددا من الصفر».