اختلال التوازن.. عقبة تواجه تشكيل حكومة متعددة الأعراق في أفغانستان

TT

اسلام آباد ـ أ.ف.ب: تواجه مسألة تشكيل حكومة متعددة الاثنيات واسعة التمثيل في افغانستان، تعقيدات كثيرة بسبب الاختلال في ميزان القوى لصالح التحالف الشمالي، خصوصا بعد ان بسط زعماء التحالف نفوذهم على مناطق واسعة في البلاد بعد اندحار طالبان. وقد سيطر التحالف الذي يضم ائتلافا من اثنيات التاجيك والاوزبك والهزاره على كابول في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وعلى غالبية البلاد باستثناء الجنوب بعد عمليات القصف الاميركي التي اضعفت حركة طالبان.

وفي العام 1992، كانت سيطرة الائتلاف الحالي على كابول بداية لفترة من الفوضى احتكم خلالها زعماء الحرب الى السلاح ما ادى الى سقوط عشرات الاف الضحايا. واكد القائد التاجيكي محمد داود في ختام اجتماع لزعماء فصائل الشمال الافغاني انه سيكون حاكما لمدينة قندز الواقعة قرب الحدود مع تاجيكستان. الا ان معلومات اشارت في الوقت ذاته الى دخول قائد الميليشيات الاوزبكية عبد الرشيد دوستم المدينة ايضا بعد استسلام عناصر طالبان.

وكان دوستم، الشيوعي السابق المعروف بتقلبات مواقفه السياسية، اول زعيم من التحالف يدخل الى مدينة مزار الشريف عاصمة ولاية بلخ في التاسع من الشهر الجاري. وعمل دوستم منذ ذلك الحين على بسط نفوذه في الولايات المجاورة مثل سمنغان وساري بول وجوزجان وقندز وفارياب. لكن دوستم اضطر الى تقاسم الشمال مع التاجيك والهزاره حيث يسيطر حليفه القائد الطاجيكي محمد عطا على مزار الشريف، والحاج محمد محقق من الهزاره على مناطق في ولايتي سمنغان وقندز. ومن جهته، سيطر زعيم حزب الوحدة من الهزاره عبد الكريم خليلي على منطقة هزاراجات في وسط البلاد وخصوصا ولاية باميان.

وبدوره، اتخذ ابرز جنرالات التحالف الشمالي محمد قاسم فهيم العاصمة كابول قاعدة له ويسعى الى التوسع في الولايات الاستراتيجية المحيطة بالعاصمة وفي الشمال الشرقي للبلاد. وبامكان فهيم الاعتماد على ولاء القوات المنتشرة في وادي بانشير الذي يعتبر معقلا للتاجيك الافغان. ويسيطر فهيم ايضا على الولايات الواقعة الى الشمال والغرب من بانشير مثل تخار وبدخشان وبغلان وكبيسا وباروان.

وفي المقابل، تسيطر قبائل من الباشتون على الاراضي الواقعة الى الشرق من وادي بانشير. وفي اقصى الغرب، استعاد القائد التاجيكي اسماعيل خان معقله في هرات ويسيطر على الولاية التي تحمل الاسم ذاته كما على ولايات غور وبدغيس وفرح وجزء من فارياب التي يتقاسمها مع دوستم. وفي الشرق، يتولى الباشتوني الحاج عبد القادر منصب الحاكم الجديد لمدينة جلال اباد عاصمة ولاية ننغرهار وقد اختاره مجلس من زعماء الباشتون لهذا المنصب وليس التحالف الشمالي.

ويعارض قادة الباشتون في ولاية ننغرهار اي وجود لقوات من اثنيات اخرى ويسود الوضع ذاته في ولايات تسيطر عليها اثنية الباشتون مثل كونار ولوغار ووارداك وباكتيا وباكتيكا وخوست وغزنه. ويفضل بعضهم عودة الملك السابق محمد ظاهر شاه، من اثنية الباشتون، الذي يعيش في المنفى بعد اطاحته العام .1973 وتقع ولاية اوروزغان تحت سيطرة الباشتون الذين انتفضوا ضد حركة طالبان وباتوا مؤيدين للزعيم المقرب من الملكية حميد قرضاي. وبات عناصر طالبان وهم من الباشتون متمركزين في اربع ولايات هي قندهار ونمروز وهلمند وزابول.