الأمم المتحدة: ليس لدينا بديل إذا فشل المؤتمر الخاص بأفغانستان

TT

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، احمد فوزي، ان المنظمة الدولية تنتظر نجاحا سريعا تحققه الوفود المشاركة في المؤتمر الذي يعقد برعايتها في بون اليوم (الثلاثاء) بخصوص مستقبل افغانستان. واعترف بان المنظمة: «لم تضع «خطة ب» في حالة فشل المؤتمر».

وذكر فوزي ان الأخضر الابراهيمي، مفوض الأمم المتحدة الخاص بالقضية الافغانية، اوضح ذلك بصراحة للوفود التي وصلت الى دار ضيافة بيترسبورج يوم الاثنين الماضي.موضحا ان الابراهيمي اجرى مفاوضات ثنائية مع الوفود وطرح عليها جدولا لأعمال المؤتمر تولت الأمم المتحدة اعداده بهدف تسهيل الجلسات.

وكان وفدا (جماعة روما ـ الملك السابق ظاهر شاه) و(جماعة قبرص ـ المثقفون الافغان) قد وصلا الى بون قبل ظهر امس في حين وصل وفدا جماعة بيشاور (البشتون) وجماعة تحالف الشمال (الاوزبك والتاجيك والهزاره وعرقيات اخرى) في وقت متأخر من بعد ظهر نفس اليوم.

وقال فوزي، الذي كان يتحدث في اول مؤتمر صحافي عقده على متن سفينة عائمة في نهر الراين : «ان قضية أمن افغانستان هي القضية المفصلية في خطة الأمم المتحدة الخماسية، والرامية لاقرار الوضع في البلد المنكوب بالحرب واعادة اعماره».

ويذكر ان الخطة التي اقترحها الاخضر الابراهيمي على مجلس الامن يوم 13 الجاري تتضمن ثلاثة سيناريوهات لحل المشكلة الأمنية في افغانستان وهي: توفير الأمن والاستقرار في افغانستان بواسطة قوة افغانية خالصة، تحميل المسؤولية لقوة خاصة بالأمم المتحدة، تشكيل قوة متعددة الجنسيات تأخذ على عاتقها مهمة الحفاظ على القانون. ولكنه اشار الى ان الابراهيمي نفسه استبعد احتمال تشكيل قوة خاصة بالامم المتحدة، فضلا عن ان تشكيل وحدة أمنية افغانية خالصة خلال بضعة اسابيع امر متعذر، ولهذا فان الاحتمال الأكثر واقعية هو تشكيل وحدة متعددة الجنسيات بتفويض من مجلس الأمن.

ودعا فوزي الى الاسراع بفرض الأمن والقانون في افغانستان، وقال: «ان السرعة ضرورية جدا في هذا الظرف، وان الأمم المتحدة تنتظر ان يعي المشاركون مسؤولياتهم وان يتوصلوا بسرعة الى اتفاق مقبول يخدم قضية افغانستان». واضاف ان افغانستان تقع في بؤرة الأحداث حاليا، وتبدي معظم دول العالم استعدادها للمساعدة، وان فشل المؤتمر سيصيب المنظمة الدولية بخيبة امل كبيرة. واكد فوزي ان الأمم المتحدة لم تعد «خطة ب» لافغانستان في حالة فشل المؤتمر الحالي ولهذا فانها تنتظر النجاح للمؤتمر.

واعلنت الأمم المتحدة قائمة «مؤقتة» بعدد الوفود واسماء اعضائها وهي : وفد تحالف الشمال ( 11عضوا وعدد غير معروف من المستشارين) بقيادة «وزير الداخلية» يونس قانوني، وفد روما ـ انصار الملك السابق محمد ظاهر شاه، (يضم 11عضوا و7مستشارين)، وفد بيشاور (خمسة اعضاء و3 مستشارين) ووفد قبرص (خمسة اعضاء و6 مستشارين). وضمت الوفود اسماء اربع نساء هن : انوار الحق اهادي من وفد بيشاور، وسيماء والي ورونا منصوري من وفد روما، وامينة افضلي من تحالف الشمال.

وردا على سؤال عما اذا كانت الوفود الاربعة تمثل الشعب الافغاني بكافة فصائله وقومياته قال فوزي: «ان في افغانستان بين 20و30 عرقا واثنية، وعدة الاف من القبائل، لكن المؤتمر الخاص بالامم المتحدة هو مؤتمر سياسي، والوفود الاربعة هي وفود سياسية وان هذا «هو افضل ما استطاعت الأمم المتحدة ان تفعله حتى الآن».

واكد فوزي ان الامم المتحدة والدول المشاركة تكتفي بدور الضيف، وان القرارات ستتخذ من قبل الوفود الافغانية الممثلة في المؤتمر. واشار ايضا الى ان عودة الملك ظاهر شاه احد الاحتمالات المطروحة، وان الملك يتمتع بشعبية كبيرة في افغانستان، لكن القرار يبقى بيد ممثلي الشعب الافغاني.

وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» ان «الأخضر الابراهيمي سيبذل جهده لاقناع الحضور بضرورة التوصل الى تشكيل حكومة انتقالية تسد الفراغ الذي ستخلفه هزيمة طالبان .. وهذا هو احد اهداف المؤتمر». واوضح ان الوفود المشاركة تشمل ممثلين عن جماعة نجيب الله التي اطاح بها المجاهدون الافغان في منتصف التسعينات.

وكانت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى قد كشفت عن ان المؤتمر سيشهد مشاركة عدة دول تقدمت بنفسها الى الامم المتحدة بطلب المشاركة وهي النمسا، بلجيكا، كندا، الصين، فرنسا، الهند، ايران، ايطاليا، اليابان، النرويج، باكستان، كوريا الجنوبية، روسيا، تركيا، هولندا، بريطانيا، الولايات المتحدة الاميركية، سويسرا، واخيرا الاتحاد الاوروبي.