تنظيم «الوعد» الأصولي المصري خطط لتفجير إحدى طائرات «العال» الإسرائيلية

سيدة كشفت زعيم التنظيم بعد أن واجهته بأنه قام بتسفير ابنها وبعض المتهمين تدربوا في معسكر أبو بكر الصديق في أفغانستان

TT

في الوقت الذي تنتظر فيه هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية تنظيم «الوعد» الأصولي المصري الجلسة المقبلة من محاكمة التنظيم الذي تنظرها المحكمة العسكرية العليا يوم 3 ديسمبر (كانون الاول) لسماع أقوال الشهود، كشفت ملفات القضية عن مفاجآت جديدة بينها ان المتهمين كانوا يسعون الى ضرب المصالح الاميركية والاسرائيلية في مصر وتفجير احدى طائرات «العال» الاسرائيلية اثناء وجودها في مصر، فضلا عن ضم القضية لعدد من المتهمين الذين تدربوا في افغانستان بعضهم هاربون بعد عمليات منظمة لتسفيرهم. وورد في محضر تحريات القضية التي تضم 94 متهماً بينهم 7 هاربون ان المتهم رقم 20 في القضية حسام سامي زكريا عبد السلام تدرب على الطيران في مدرسة ليفلان افييشن بولاية تكساس الاميركية، وان المتهم التقى بآخرين من اعضاء حركة حماس الفلسطينية في مزرعة الحبايب السكانية بطريق مصر الاسماعيلية الصحراوي، وان الاجتماع ضم عددا من أعضاء التنظيم وقياديين اثنين من حماس هما رائد العطار ومحمود ابو شمالة للتباحث في كيفية دعم حركة المقاومة في ظل الانتفاضة. وورد في المذكرة ان المتهم وآخرين تباحثوا في فكرة عمليات عدائية ضد المصالح الاميركية والاسرائيلية وتفجير احدى طائرات «العال» الاسرائيلية في مصر من خلال تحضير زجاجتين من مادة النتروجيليكول والقيام بعملية انتحارية، وكذلك القيام بعمليات عدائية ضد اسرائيليين في منطقة دهب بشرم الشيخ في وقت انكر فيه المتهم هذه التحريات. وأوردت مذكرة التحريات ان مجموعة من التنظيم بينهم المتهم توجهوا الى مقر اقامة الطيارين الاميركيين الكائن بجوار الكلية الحربية بالقاهرة بهدف تنفيذ عملية ضدهم، ولكن تبين لهم عدم وجود اشخاص ورجحوا عدم وجودهم داخل البلاد وتم الغاء الفكرة. كما وردت مذكرة التحريات عن المتهم رقم 26 علاء كمال زيد (42 عاماً) الذي يعمل غطاسا في اوستينج ويسكن بحي مصر الجديدة انه عام 1990 ولرغبته في المشاركة في القتال في افغانستان سافر من خلال جماعة التبليغ والدعوة الى باكستان ووصل الى مدينة بيشاور بالقطار واتصل بشخص سعودي يدعى أبو البراء الذي حدد له مطعم العثمانية للقاء بعض الاشخاص، ثم ذهب الى بيت الانصار ومن هناك توجه الى معسكر أبو بكر الصديق بمنطقة خوست الذي يعد اشهر معسكرات تدريب الافغان العرب الذي كان يرعاه اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وتضيف المذكرة ان المتهم تلقى دورة تدريبية هناك على الاسلحة وتولى ذلك افغان عرب بينهم أبو احمد وأبو سلمة، ثم توجه الى الجبهة الافغانية في الخطوط الخلفية، وعمل بعد ذلك بهيئة الاغاثة الكندية لتوزيع المعونات على اللاجئين الافغان بمنطقة بابي، وعمل ايضاً في لجنة البر الاسلامية، ولجنة الاغاثة الاسلامية ثم عاد الى مصر في عام .1992 وتشير مذكرة التحريات الى ان المتهم تمكن من السفر مع مجموعة من المتهمين في القضية الى البانيا ومن هناك ذهب الى كوسوفو وقام بشراء 4 بنادق آلية بمبلغ 650 دولارا، وأثناء توجههم للقاء عناصر جيش تحرير كوسوفو اعترضهم قصف مدفعي من قبل الجيش اليوغوسلافي فأصيب علاء زيد بشظية في ذراعه الايمن وتم القبض عليه لكن أحد الألبان نجح في اخراجه وعاد الى مصر. غير ان المتهم أنكر في أقواله ما جاء في مذكرة التحريات وأكد ان جواز سفره لا يحمل أية تأشيرات لأي بلد من البلاد المذكورة وانه لم يسافر الى أي بلاد إلا الى السعودية لأداء العمرة، وان الاصابة في ذراعه جاءت بسبب قيامه مع مجموعة من الغواصين بالغطس في منطقة العين السخنة، وان الاصابة كانت اثناء قيامه بملء تنكات الهواء وانه تمت معالجته في مستشفى قصر العيني الفرنسي في شهر يونيو (حزيران) عام 1996 وان لديه الأوراق التي تؤكد كلامه. وبينما أوردت مذكرة التحريات ان التنظيم ضم عددا من الغطاسين كان بينهم سيد أبو العلا من الاسكندرية في ظل وجود افكار بمحاولات تهريب سلاح الى حركة حماس عن طريق البحر وانكرها المتهم في أقواله، كشفت أدلة الثبوت ان المتهم حسام زكريا قرر انه اصطحب المتهم الداغستاني عمر حاجييف الى الاسكندرية لتدريب بعض العناصر على المواد المتفجرة وتم تنظيم دورة سرية هناك بمسكن المتهم محمد لطفي وبحضور عناصر أخرى من التنظيم، واستمرت الدورة لمدة ثلاثة أيام بمسكن المتهم العاشر محمد لطفي العدل. وتفيد أدلة الثبوت بان لطفي حضر تجربة تفجير احدى العبوات التي تم تصنيعها بقطعة أرض فضاء مجاورة لمسكنه وان عمر حاجييف قام بتدريب بعض عناصر التنظيم على تصنيع المتفجرات خلال دورة استمرت اربعة أيام حضرها كل من هشام مكي ومحمد عبده وسيد ابو العلا على كيفية تصنيع المتفجرات وشرح لهم كيفية تفجير سيارة عند سيرها، أو باب السيارة عند فتحه، أو تفجير عن بعد باستخدام التليفون المحمول، وان حاجييف شرح لهم كيفية القيام بعمليات خطف رجال أعمال خاصة الاقباط وطلب فدية منهم لتوفير الدعم المالي اللازم. وحسبما جاء في مذكرة التحريات فان المتهم رقم 17 اياد السيد عبد الحافظ حسنين (هارب) كان السبب الرئيسي في كشف زعيم التنظيم والمتهم الأول نشأت احمد ابراهيم عندما قام بتسفير اياد الى خارج مصر من دون علم أهله فتوجهت والدته الى الشيخ نشأت وأوقفته أمام المسجد الذي كان يلقي به أحد دروسه وسألته عن ولدها واتهمته بأنه السبب وراء تسفير ولدها للخارج وانها لم تعد تعرف عنه شيئاً فأخبرها انه لا يعلم عنه شيئاً، وكانت هذه الاشارة هي السبب وراء كشف زعيم التنظيم على الملأ. واتضح من خلال التحريات ان اياد قام بالاتصال عبر الانترنت بموقع حركة «المهاجرون» التي يقودها السوري محمد بكري المقيم في لندن وطلب منه السفر فأرسلوا له عبر الانترنت ايضاً اسم شخص بريطاني دله على طريقة السفر، وبالفعل حصل على تأشيرة الى باكستان ومن هناك اتجه الى كشمير في وقت كان البعض يعتقد انه توجه الى الشيشان. وحسبما أوردت أدلة الثبوت في القضية فان هناك 7 متهمين هاربين هم محمد اشرف سيد عبد العزيز، واياد السيد عبد الحافظ حسانين، وهشام عبد اللطيف مكي صالح، وناجي عادل اسماعيل علي سليمان، وعادل فتوح علي الجزار، وشقيقه اشرف فتوح علي الجزار، وعبد الرحمن فخري احمد ابو العلا، ويحيى فتوح احمد عفيفي. وجاء في أدلة الثبوت حول المتهم رقم 16 في القضية أشرف سيد عبد العزيز (هارب) ان القيادي مجدي ادريس المتهم الثاني في القضية قرر في تحقيقات نيابة أمن الدولة انه كان قد سافر الى امارة الشارقة لفتح صالة لألعاب رياضية وعندما علم القيادي نشأت احمد ابراهيم المتهم الأول وزعيم التنظيم بذلك أعطاه رقم هاتف المدعو محمد علي بالامارات لتدبير المكان لانشاء الصالة، ثم تحدث هاتفيا مع المذكور الذي دبر له كفيلا حتى يتمكن من الاقامة ثم أخبره محمد علي أن المتهم محمد اشرف حضر اليه مرتين وسلمه مبلغ 140 ألف دولار. وجاء في أدلة الثبوت حول المتهم رقم 17 اياد السيد عبد الحافظ حسانين (هارب) ان الرائد حسام سيد احمد عز الدين ضابط مباحث أمن الدلة شهد بأن التحريات السرية أفادت اعتناق كل من المدعو محمد صالح وردة، ومحمد هشام سيف الدين، ومجدي ادريس، وخالد محمود، وعمر عبد العزيز خليفة لبعض الأفكار المتطرفة القائمة على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وجهاده بدعوى تطبيق الشريعة الاسلامية وذلك من خلال القيام بتنفيذ بعض العمليات الارهابية التي تستهدف الاخلال بالأمن توصلا لاضعافه واسقاطه، وانه في سبيل ذلك قام مجدي ادريس ومحمد هشام وعمر عبد العزيز بتسفير عدد من عناصر التنظيم منهم المتهم اياد السيد عبد الحافظ لتلقي دورات تدريبية عسكرية على استخدام الأسلحة النارية والعبوات الناسفة وأعمال التفجير. فيما أكد النقيب ياسر عزت الذي قام بضبط القيادي مجدي ادريس ان ادريس قرر له بعد ضبطه بأنه تلقى تكليفاً من القيادي نشأت احمد ابراهيم بتسفير المتهم اياد، في وقت أكد فيه المقدم زكريا حسن القائم بضبط القيادي محمد هشام بأن القيادي عقب ضبطه قرر له اتفاقه مع ادريس على تسفير بعض العناصر خارج البلاد فرادى لتجنب الرصد الأمني ومنهم المتهم اياد. وتضمنت أدلة الثبوت حول المتهم رقم 30 ناجي عادل اسماعيل علي سليمان (هارب) ان المجموعة القيادية التي قامت بتسفير اياد قامت بتسفير ناجي أيضاً وان المتهم مجدي ادريس أقر بأنه سبق ان قام بتسفير كل من المتهم ناجي اسماعيل، وعادل فتوح الجزار الى خارج البلاد للجهاد ومع كل متهم مبلغ 1500 دولار للانفاق منها. وحول موقف المتهم رقم 31 عادل فتوح علي الجزار (هارب) جاء في أدلة الثبوت ان المجموعة القيادية ذاتها قامت بتسفيره وان الرائد علي بركات ضابط مباحث أمن الدولة يشهد بأنه عقب ضبط المتهم علي السيد احمد علي ومواجهته بالتحريات والمعلومات قرر له انه ارتبط عام 1997 بالمتهم عادل الجزار من خلال تردده على مسجد عمر بن الخطاب لحضور الدروس التي تركزت في تكفير الحاكم ووجوب العمل من خلال جماعة منظمة مع ضرورة الاعداد البدني، وانه كان يتردد على منزل الجزار الذي أخبره بأن القيادي عمر عبد العزيز يتولى مساعدة العناصر التي ترغب في السفر، وانه في شهر اغسطس (آب) الماضي سافر للخارج مع المتهم عادل الجزار وتلقوا مع بعض المجاهدين تدريبات عسكرية منها تسلق الجبال واستخدام البندقية القناصة، وبعدما عاد اتصل به عادل الجزار من الخارج وأخبره بالتحاقه بدورة تدريبية عسكرية وطلب منه تدبير مبلغ 2000 دولار. وأكدت أدلة الثبوت في القضية ان التنظيم عمل جاهداً على توسيع قاعدته التنظيمية والتدريب العسكري في الخارج، وتصنيع المتفجرات في الداخل وجمع الأموال وارسالها الى مواقع الصراع خارج الوطن ليكون المقابل لذلك قبولهم ضمن القوات المحاربة حتى لا يكون الاعداد نظرياً وكانت فلسفتهم الاجرامية محورها ان التنظيمات السابقة تعجلت العنف والقتل وسفك الدماء قبل الوصول الى قاعدة ترتكز عليها لتحيط بها عندما يكشف عن أعمالها الاجرامية.