إضراب جامعي واستنكار سياسي في لبنان لاختراق قوى أمنية حرم الجامعة اليسوعية

الحكومة ترفض تضخيم الحادث وتعتبر ما حدث «خطأ بسيطا»

TT

نفذت امس الجامعة اليسوعية في بيروت وبعض الجامعات في مناطق اخرى من لبنان اضراباً ليوم واحد احتجاجاً على دخول القوى الامنية حرم احدى كليات الجامعة اليسوعية لازالة صور وملصقات ولافتات علقها طلاب معارضون عشية الذكرى الـ58 لاستقلال لبنان، تمهيداً لاعتصام كانوا قرروه صبيحة الذكرى، فيما تصاعدت المواقف السياسية الرافضة لاجراءات القوى الامنية ووضعتها في اطار «قمع الحريات»، مقابل تمسك المسؤولين بالتأكيد ان ما حصل «خطأ بسيط»، رافضين تضخيم الحادث.

وفيما اقفلت الجامعة اليسوعية ابوابها بناء على قرار رئاستها، اعلنت جامعتا الكسليك واللويزة تضامنهما مع اليسوعية بالاضراب يوماً واحداً. وفي الجامعة الاميركية في بيروت نفذ الطلاب اعتصاماً وسط اجراءات امنية لحرس الجامعة، الذين عمدوا الى التدقيق في بطاقات الطلاب الداخلين الى الحرم. والقيت خلال الاعتصام كلمات لـ«حركة الشعب» و«التيار الوطني الحر» (المؤيد للقائد السابق للجيش اللبناني العماد ميشال عون) والحزب التقدمي الاشتراكي، استنكرت دخول القوى الامنية حرم الجامعات. واكدت ان «الطلاب اليوم يخوضون معركة الحريات وقمع الحريات... على مستوى الوطن ككل».

وسبق الاعتصام اجتماع لمجموعات طالبية في الجامعة تنتمي الى الحزب التقدمي الاشتراكي و«التيار الوطني الحر» و«حركة الشعب» وحزب «الكتائب اللبنانية» و«تيار المستقبل» و«طلاب بلا حدود». وصدر اثر الاجتماع بيان اعتبر ان «اقتحام واختراق القوى الامنية لحرم الجامعة اليسوعية هو تصعيد خطير في نهج السلطة المعتمد في مواجهة الازمات السياسية والاجتماعية التي تتخبط فيها البلاد».

والغيت المظاهرة التي كانت دعت اليها في محلة اليونسكو القوى الطالبية في عدد من الجامعات اللبنانية. وسجلت تدابير امنية عادية. ونفذ طلاب جامعة البلمند (شمال لبنان) اعتصاماً تضامناً مع طلاب الجامعة اليسوعية. كذلك اعتصم تلامذة الصفوف الثانوية في مدرسة الحكمة ـ بيروت داخل حرم المدرسة.

وزار وفد من طلاب الجامعة اليسوعية قبل ظهر امس نقابة المحامين في بيروت والتقوا النقيب ريمون شديد. واكد رئيس الهيئة الطلابية في كلية الحقوق في الجامعة نبيل ابو شرف «المضي في معركة الحريات العامة». وقال: «نريد مجتمعاً آمناً وليس مجتمعاً امنياً».

ورد النقيب شديد بكلمة دعا فيها الطلاب الى «التعقل والتكاتف». وقال: «لا نريد عدلاً انتقائياً او قانوناً انتقائياً، بل نريد ان تطبق العدالة والقانون على الجميع. ولقد اجرينا الاتصالات اللازمة وابلغنا ان تحقيقات تجري. واذا حصلت تطورات سندعو مجلس النقابة الى الاجتماع، فمواقف النقابة واضحة، اذ لا تشنج ولا انحياز في مواقفها». وحض الطلاب على العودة الى جامعاتهم.

وفي المواقف ايضاً اكد وزير الاتصالات جان لوي قرداحي ان «لا خلاف داخل الحكومة حول ما حصل». واشار الى ان «كثيرين من الوزراء اعلنوا موقفهم من هذه القضية».

واعتبر وزير الصناعة جورج افرام ان ما حصل «خطأ بسيط»، لكنه قال ان «الخطأ لا يعالج بخطأ آخر». ولاحظ ان الامور تأخذ منحى تصعيدياً «لان بعض الذين يتعاطون الشأن العام لم يصلوا الى القناعة التي تقول ان لبنان يمر في مرحلة تعاف ولن يتجاوب مع اي تشنج او تصعيد».

واكدت النائبة نايلة معوض وجود «إمعان متعمد في قمع الحريات». واخذت على الدولة «خرقها الحريات بطريقة فاضحة» وعلى المسؤولين «التنصل من مسؤولية قراراتهم وكأنها دولة اشباح». ودعت الى «حوار وطني جاد ومسؤول بين اركان السلطة وبين السلطة والمعارضة للحفاظ على مصالح الوطن العليا».

واعلن النائب بيار امين الجميل انه سيتقدم بسؤال الى الحكومة حول ما سماه «المسلسل القمعي والاضطهاد الذي نتعرض له منذ فترة طويلة». واعتبر ان «ما جرى في الايام الاخيرة حملة مستمرة لضرب الحريات». وشكا من وجود «قمع سياسي وخلفية مرفوضة في التعاطي مع فريق من اللبنانيين».

من جهته، نفى النائب فارس سعيد «اي ارتباط لحركة المعارضة بالضغوط السياسية التي تمارسها الولايات المتحدة على لبنان»، مشدداً على «ان المعركة هي من اجل الحريات وتخص جميع اللبنانيين».

واعتبر النائب انطوان غانم ان «الحريات تُستهدف اكثر من اي وقت مضى»، داعياً الحكومة الى «تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد».

ودعا النائب ناصر قنديل السلطة والمعارضة الى «مقاومة اغراءات الانزلاق لجعل قضايا الخلاف تتقدم على قضية التوحد حول المقاومة».

واستنكر النائب السابق حسين يتيم دخول القوى الامنية حرم الجامعة اليسوعية، لكنه رفض «تحميل هذا الدخول ابعاداً تتعلق بالمؤامرة على الحريات».