وزير الخارجية المغربي: نصدم للتصعيد في إسبانيا إزاء وحدة ترابنا ويجعلنا نعتقد أن مدريد أصبحت تندوف رقم اثنين

بيكيه اتصل ببن عيسى ورفض رواية الرباط حول إبعاد 13 مغربيا

TT

أعرب محمد بن عيسى وزير الخارجية المغربي عن «استغراب وشجب المغرب للمعاملة التي يخص بها المسؤولون في إسبانيا نشاطات جبهة البوليساريو، في الوقت الذي يحرمون فيه على المغاربة كل وسائل العمل». وكان بن عيسى يشير بذلك في تصريح أدلى به للقناة التلفزيونية الثانية «دوزيم»، إلى إقدام السلطات الإسبانية في مدينة اشبيلية السبت على طرد صحافيين وأعضاء «جمعية الصحراء المغربية» بذريعة أنهم كانوا يرغبون في حضور الندوة الاوروبية السابعة والعشرين لدعم «الشعب الصحراوي» بدون حصولهم على اعتماد. وعبر بن عيسى عن اعتقاده بأن «المسؤولين في مدريد سيدركون فداحة ما حدث في إشبيلية وخطورة هذا الفعل بالنسبة لما نتطلع اليه من إقامة علاقات ود وتعاون وجوار بيننا وبين اسبانيا».

وأضاف قائلا «إننا أحيانا نصدم للتصعيد الذي نشاهده في إسبانيا في ما يتعلق بوحدتنا الترابية حتى ليكاد المرء يعتقد أن إسبانيا أصبحت تندوف رقم اثنين»، في إشارة الى منطقة تندوف الواقعة في أقصى الجنوب الجزائري التي تتخذ منها جبهة البوليسايو مقرا لمعسكراتها. وكان بن عيسى قد أبلغ السبت الماضي نظيره الاسباني جوسيب بيكيه الاحتجاجات الشديدة للحكومة المغربية على اثر المعاملة السيئة والاجراءات المتخذة في حق الوفد المغربي بمدينة اشبيلية واصفا ذلك السلوك بـ «العمل العدائي الواضح غير المبرر وغير القابل للتبرير تجاه المغرب وكافة الشعب المغربي».

وفي سياق ذلك، رفض مكتب الاعلام الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الاسبانية الاحد «رواية الأحداث» التي أوردها المغرب بخصوص ما حدث السبت في اشبيلية اثناء «المؤتمر الاوروبي لدعم الشعب الصحراوي» واعرب عن اسفه «لعدم تدقيق (المغرب) في حقيقة ما حدث». وأبدت وزارة الخارجية الاسبانية اسفها على تصرف أفراد قالت ان من شأنه الاسهام في تعكير صفو العلاقات الاسبانية ـ المغربية، كما عبرت عن اسفها على ان المغرب صدق بدون تدقيق روايات تعمل على تردي العلاقات بين الدولتين «الأمر الذي من شأنه ان يضع مصاعب امام تطبيع العلاقات التي ترغب اسبانيا بدون شك في تطبيعها»، وفق ما ورد في البيان. وكانت مندوبية الحكومة المركزية الاسبانية في اقليم اندلسيا قد اعلنت ان خمسة مغاربة منعوا من الدخول الى المؤتمر، كانوا يحاولون عرقلة سير الاجتماع الذي عقد نهاية الاسبوع في اشبيلية. كما اكدت ان الشرطة الاسبانية منعت ثلاثة مغاربة آخرين (اكدوا انهم صحافيون) من الدخول الى قاعة المؤتمر المذكور لعدم حيازتهم بطاقات اعتماد كصحافيين. واكد بيان صادر عن وزارة الخارجية الاسبانية ان وزير الخارجية جوسيب بيكيه أجرى أول من امس اتصالا هاتفيا بنظيره المغربي محمد بن عيسى اعرب خلاله عن «نفي رواية الأحداث كما أوردها له بن عيسى». واكد مكتب الاعلام الدبلوماسي الاسباني ان بيكيه أبدى ايضا اسفه على «تصرف أفراد من شأنه أن يساهم في تعكير صفو العلاقات الاسبانية ـ المغربية». واضاف «مما يدعو للأسف ان وزير الشؤون الخارجية المغربي صدق روايات ترمي بشكل مباشر الى إثارة ترد في العلاقات بين الدولتين بدون التدقيق اولا في صحتها، الامر الذي يجعل من الصعب تطبيع العلاقات التي ترمي اسبانيا بدون شك في تطبيعها». وتعرب وزارة الخارجية الاسبانية في الأخير عن «رفض المذكرة الصادرة عن وزارة الشؤون الخارجية للمملكة المغربية شكلا ومضمونا» وتصفها بـ«غير المقبولة».