الصومال يدعو الجامعة العربية للتدخل لوقف الاعتداءات الإثيوبية على أراضيه

TT

بدأت الحكومة الانتقالية في الصومال أمس حملة دبلوماسية وسياسية واسعة النطاق لإطلاع الدول الافريقية والعربية والمجتمع الدولي على ملابسات العملية العسكرية التي قامت بها حديثا القوات الاثيوبية على الحدود بين البلدين، ودخولها مدينة جاروي العاصمة الادارية لما يسمى بجمهورية أرض اللبان «بونت لاند» غير المعترف بها.

وأبلغ عبد الله حسن سفير الصومال في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية «الشرق الأوسط» أن هذه الحملة تستهدف فضح حقيقة الغزو العسكري المستمر الذي تمارسه اثيوبيا للأراضي الصومالية من أجل تقديم الدعم لعدد من المتآمرين معها «في اشارة الى العقيد عبد الله يوسف أحمد الرئيس المخلوع في جمهورية «بونت لاند».

وقال السفير الصومالي انه طلب من عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية التدخل لدى الحكومة الاثيوبية لوقف هذه العمليات العدوانية التي قال انها تشكل تهديدا لأمن واستقرار الشعب الصومالي، كما تعتبر اعتداء صارخا على سيادته الوطنية واخلالا بمبادىء حسن الجوار.

وانتقد السفير ما وصفه بالصمت العربي غير المبرر حيال ما يتعرض له الصوماليون في الوقت الراهن من مآس وأزمات، وتساءل «اذا لم يتدخلوا العرب الآن لانقاذ الشعب الصومالي فمتى سيتدخلون؟».

وذكرت الصحف الصومالية الصادرة أمس في مقديشيو أن القوات الاثيوبية التي دخلت مدينة جاروي شمال شرق الصومال مع قوات موالية للعقيد عبد الله يوسف، ثم انسحبت أمس من المدينة وعادت الى مقر اقامة العقيد المخلوع في مدينة جالاكايو بوسط الصومال. وأوضحت صحيفة «أيامها» ان تقارير واردة من اقيم باكول جنوب غرب الصومال أكدت ان القوات الاثيوبية تعسكر بالقرب من مدينتي جيدور وواجد وأنها ستنتقل قريبا الى مدينة بيداوة أو الى معسكراتها الأساسية في مدينة عيل بيردي.

وجاء الانسحاب الاثيوبي المفاجئ أمس بعد أقل من يوم واحد على دخول أكثر من ألفي جندي اثيوبي الأراضي الصومالية لمساعدة عملية استيلاء العقيد عبد الله يوسف الرئيس المخلوع لما يسمى جمهورية «بونت لاند» الانفصالية مجددا على السلطة التي سبق أن طرد منها بعد انتهاء فترة رئاسته خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي.

ويعتبر عبد الله يوسف الذي نصب نفسه رئيسا على هذه الدولية عام 1998 أحد أبرز أمراء الحرب الصوماليين ارتباطا بمصالح اثيوبيا في الصومال، كما أنه رفض أكثر من مرة التفاوض مع السلطة الانتقالية التي تولاها الرئيس عبد القاسم صلاد حسن قبل خمسة عشر شهرا اثر مؤتمر المصالحة الوطنية الذي استضافته جيبوتي العام الماضي.

والتزمت الحكومة الانتقالية في الصومال الصمت، بعدها هاجمت قوات موالية للعقيد عبد الله يوسف دولة «أرض اللبان» واستولت على السلطة فيها بعد طرد رئيسها المنتخب جامع علي جامع الذي تولى منصبه قبل اسبوع واحد. وشن ملس زيناوي رئيس الوزراء الاثيوبي أول من امس هجوما حادا وغير مسبوق ضد الرئيس الصومالي واتهمه باقامة علاقات مع جماعات أصولية متطرفة في الصومال.

ونفى الرئيس الصومالي عبد القاسم صلاد حسن مرارا أن تكون لحكومته أي علاقة بتنظيمات ارهابية محظورة كما استبعد في الوقت نفسه أي صحة لتقارير اميركية واثيوبية زعمت بوجود معسكرات لتدريب وايواء الارهابيين داخل الصومال.

وقال السفير الصومالي في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» ان الحكومة الاثيوبية تعتقد ان تقسيم الصومال والابقاء عليه مجزءا هو الحل الوحيد لضمان نفوذها في منطقة القرن الأفريقي في ظل غياب الصومال، واعتبر ان مثل هذا التفكير يعكس ضيق أفق صانع القرار الاثيوبي وتجاهله للحقائق والوقائع، مشيرا الى أن الصومال القوي والموحد هو عامل الاستقرار الوحيد في المنطقة.