القوات الأفغانية تواجه مقاومة شرسة من مقاتلي بن لادن في تورا بورا وتشتبك معهم بالسلاح الأبيض

TT

رغم يوم آخر من القصف الشديد للطائرات الاميركية، تمكن مقاتلو القاعدة من الصمود في مواقعهم اول من امس في وجه الهجمات التي شنها الف من المحاربين الافغان على الكهوف والمخابئ الجبلية التي يتحصنون داخلها. واكدت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) مع دخول معركة تورا بورا يومها الثالث اول من امس على وجود 30 الى 40 جنديا من قواتها الخاصة في شرق افغانستان للمساعدة في تنسيق عملية مطاردة أسامة بن لادن وما تبقى من عناصر منظمة القاعدة. كما يعتقد وجود عشرات من العاملين في الاستخبارات الاميركية (سي آي ايه) في تلك المنطقة.

وبعدما عرضت طالبان تسليم معقلها الجنوبي في قندهار الى قادة بشتون، ربما اصبحت الجبال التي تكسوها الثلوج في تورا بورا مسرحا للمعارك الاخيرة للحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد بن لادن وحماته من طالبان. وكان الانهيار السريع لقوات طالبان منذ اوائل نوفمبر (تشرين الثاني) قد ترك ما يقدر بالمئات من أنصار بن لادن محصورين وبلا امدادات داخل مخابئهم في السلسلة الجبلية التي تبعد 55 ميلا جنوب شرقي جلال آباد. وقال القائد الميداني الحاج أيوب للصحافيين «لقد استولينا على مركز القاعدة ولكن لا يزال هناك قتال شديد»، واضاف بينما كان في جبهة المواجهة حيث القصف الجوي الاميركي على أشده للاهداف الجبلية «نقاتل أحيانا بالسلاح الابيض».

ورغم ان هذه المواجهات قد تكون الاخيرة في الحرب ضد طالبان والقاعدة، فان هناك نقاطا لا تزال غير واضحة فيها. اذ لا يدري احد حتى الآن اعداد العرب والمجندين الاجانب الآخرين الذين لا يزالون في صفوف القاعدة او المواقع التي يجري فيها القتال بالضبط داخل العديد من الممرات الخفية التي تحيط بتورا بورا. والاهم من ذلك، ليس من دليل على اختباء بن لادن او قادته الكبار في تلك الجبال. وتشير التقارير الاولية عن المواجهات بين قوات الافغان الذين يحاربون تحت راية القيادة الجديدة المناهضة لطالبان في شرق افغانستان الى شراسة مقاتلي القاعدة. وحسب بعض القادة الميدانيين تبدلت السيطرة على بعض الكهوف مرتين خلال الايام الماضية، كما استعاد مقاتلو بن لادن سيطرتهم اول من امس على بعض المواقع التي تمكنت القوات الافغانية من الاستيلاء عليها الاربعاء الماضي.

مع ذلك، فان قادة الافغان يؤكدون على ان هذه العملية ستكون سريعة، واشار نائب لحضرة علي الذي يقود القوات الافغانية وارسل العديد من المقاتلين الى جبهة القتال «ان المجاهدين يتقدمون وستقع تورا بورا بأيدينا». وصدر توقع متفائل آخر عن حليم شاه، احد القادة الميدانيين، بقوله «كل ما نحتاجه هو ثلاثة أيام أخرى». ولا توجد معلومات حول اعداد القتلى على الجانبين، ولكن وصل الى احد مستشفيات جلال آباد اول من امس قتيل وثلاثة جرحى افغان في حين اشار القادة الافغان الى مقتل مقاتلين عرب، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد عددهم. وقال مسؤولون في «البنتاغون» اول من امس ان القوات الخاصة الاميركية جمعت معلومات حول المواقع التي يشتبه في اختباء اسامة بن لادن او تجمع قوات العدو فيها وانها تعمل على ايصال هذه المعلومات الى المقاتلات الاميركية لقصفها. وكان كبار القادة الافغان قد كرروا مرارا انهم لا ينسقون هجماتهم الارضية مع المقاتلات الاميركية التي قصفت تورا بورا بشكل شديد. غير ان عمدة جلال آباد المحامي غفار قال في مقابلة معه اول من امس ان القادة الافغان على اتصال مع الاميركيين عبر هواتف الاقمار الصناعية، وان هناك حوالي 200 عسكري من الجيش الاميركي في المنطقة للتنسيق وتقديم المساعدة. وقد جرى خلال الايام الماضية ترميم مطار جلال آباد الذي كان قد تضرر جراء القصف الاميركي الاولي. اما على جبهة القتال فأكد ايوب للصحافيين ان حوالي 15 عسكريا اميركيا شهدوا بانفسهم ما جرى من اعمال قتالية الاربعاء الماضي بعد وصولهم الى الجبهة في شاحنات صغيرة ولكنهم غادروها في نفس اليوم.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»