أحدث اختبارات الجمرة الخبيثة في أميركا تشير إلى تطابق أنواعها

العلماء الأميركيون يحددون عمر البكتيريا لرصد موقعها في برامج الحرب البيولوجية في أميركا أو العراق أو روسيا

TT

قال خبراء مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (اف بي آي) ان العلماء الذين فتحوا الرسالة الموجهة الى السناتور باتريك ليهي، والتي حملت الجمرة الخبيثة، وجدوا ان دقائق البكتيريا التي تم اختبارها «متطابقة واقعيا» مع مثيلاتها التي ارسلت الى السناتور توم داشل رئيس الاغلبية في الكونغرس الاميركي.

وجاء هذا الاعلان بعد ان انهى العلماء العاملون في وحدة الدفاع البيولوجي للجيش الاميركي في فورت ديتريك (ماريلاند)، مهمة طويلة لفتح واختبار مغلف رسالة السناتور ليهي، والدقائق التي تحملها. وقال «اف بي آي» انه يأمل ان تقدم الرسالة معلومات عن الشخص الذي ارسلها وارسل عددا آخر منها الى المشرعين والعاملين في المؤسسات الاعلامية.

وقد توفي 5 اشخاص منذ الخامس من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي بسبب اصابتهم ببكتيريا الجمرة الخبيثة التي يعتقد انهم تعرضوا لها عبر البريد الملوث، كما عولج 13 آخرون من اصاباتهم بالمرض. وصرح احد محققي المكتب، الذي طلب عدم نشر هويته، انه يبدو ان الرسالتين اللتين ارسلتا الى ليهي وداشل ليستا سوى نسخة مصورة لرسالة اصلية واحدة لم يعثر عليها بعد. وقال «اف بي آي» ان الرسالتين حملتا نفس التعابير «لدينا الجمرة الخبيثة الآن»، و«ستموت الآن»، «هل انت خائف؟»، «الموت لأميركا. الموت لاسرائيل. الله اكبر».

وقال فان هارب مساعد مدير مكتب المباحث الفيدرالي ورئيس مكتب واشنطن الميداني ان المكتب سيحلل ابواغ بكتيريا الجمرة الخبيثة في رسالة السناتور ليهي بأمل التعرف على الجهة المصنعة لها «والطريقة التي انتجت بها، وذلك بهدف تهيئة دعوى قضائية».

وقال باحث علمي يقدم الاستشارات للحكومة الاميركية، لم يرغب في نشر اسمه، ان العلماء الذين ينفذون الاختبارات سيحاولون تحديد عمر بكتيريا الجمرة الخبيثة، الذي يمكن ان يحدد موقعها الدقيق ضمن برامج الحرب البيولوجية سواء البرامج السوفياتية او العراقية او الاميركية. وتجدر الاشارة الى ان الحكومة الاميركية نبذت استخدام العوامل البيولوجية القاتلة عام 1969، وتوقفت عن انتاجها.

وبعد اجراء اختبارات دقيقة على التركيبة الجينية، ربما سيمكن التعرف على الدفعة التي تنتمي اليها هذه البكتيريا، اضافة الى تعرف الباحثين على نوع المادة المغذية التي نمت فيها ابواغ الجمرة الخبيثة.

وكان المحققون قد عثروا على رسالة ليهي في داخل حزمة كبيرة من بريد الكونغرس، تم حجزها بعد العثور على رسالة داشل. وكانت هذه الرسالة الاخيرة قد فتحت من قبل احد معاوني السناتور في 14 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي مما عرض 28 شخصا الى خطر البكتيريا التي احتوت عليها.

وكانت اختبارات اولية قد اثبتت ان الجمرة الخبيثة في رسالة ليهي متماثلة مع تلك التي احتوت عليها رسالة داشل. الا ان المحققين الفيدراليين اجلوا فتح الرسالة الاولى حتى يتمكنوا من استشارة الخبراء وتوفير طرق وتقنيات لحماية الباحثين الذين يختبرونها وتقليل انتشارها.

ووصف بيان اصدره «اف بي آي» رسالة ليهي بأنها «مهمة وحساسة لاننا نشعر بانها ستوصلنا الى خيوط تقودنا الى استخلاص النتائج للتحقيقات الجارية». واضاف ان «هذه الاختبارات ستحتاج الى فترة بضعة اسابيع لاستكمالها، فبسبب محدودية المادة التي احتوت عليها الرسالة، فان الامر يحتاج الى تعامل دقيق وحذر».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»